
#أعشق_بلدي…
أعشق بلدي على الرغم من الكثير من المشاكل والمصاعب التي تعاني منها.
أعشق بلدي لأني أدرك أن كثيراً من مصاعبها ومشاكلها لا تستطيع الدولة بإمكانياتها أن تحلها.
لكن عشقي يتحول إلى حزنٍ وغضبٍ عندما تخلق الدولة إجراءات جديدة تسبب مشاكل ومصاعب للمواطن هو في غنىً عنها.
بالأمس، استلمت مغلفاً صغيراً يحتوي على بطاقات بريدية أرسلها ابني من المملكة المتحدة.
استغرقت عملية استلامي لهذا المغلف الصغير ساعةً تقريباً.
حتى أستلم هذا المغلف، مررت على 15 جهة!! ثلاث منها في البريد المركزي، و12 في مبنى الجمارك المجاور للبريد.
وحتى أستلم هذا المغلف الذي لا تزيد قيمته عن ثلاثة دنانير، دفعت ثمانية دنانير: دينار للموقف التابع للبريد المركزي، ودينارين للبريد (علماً أن ابني دفع مبلغاً محترماً مقابل البريد في المملكة المتحدة حتى يصلني المغلف باليد)، وخمسة دنانير بدل معاينة!
أدرك أن دولتنا (طَفْرَانَة) وأنها في أمسِّ الحاجة (للقرش).
أدرك أيضاً أن كل هذه (اللَّفَة) هي حتى تبرر الدولة هذه الرسوم.
لكن على الأقل، بما أن المواطن (دافِعْ دَافِعْ)، أليس المفروض أن نُسهِّل الحياة عليه بدل أن نُصَعِّبها؟
ساعة وخمس عشرة جهة لاستلام مغلف؟
بالمناسبة، أنا كنت من المحظوظين لأنني أنهيت الموضوع خلال ساعة. كان أمامي سيدتان غير أردنيتين، إحداهما لديها مغلفٌ حجمه ضعف حجم مغلفي تقريباً، والثانية لديها طردٌ صغير. بالرغم من أنهما كانا قبلي، إلا أنهما اضطرا لمراجعة جهات إضافية، وبالتالي أنهيت الإجراءات وهما لا يزالان ينتظران.
بالمناسبة أيضاً، آخر مغلف استلمته من قسم المعاينة قبل هذا المغلف، راجعت يومها فقط خمس جهات في نفس المبنى. يومها اعترضتُ أنه ليس من المنطقي أن أضطر لمراجعة خمس جهات لاستلام مغلف.
بعد تجربة الأمس والخمس عشرة جهة، وجدت نفسي أتحسَّر على الخمس جهات فقط.
