سواليف
هزت قضية القبض على “بائع الأطفال” في مدينة حماة الرأي العام خلال الأيام الماضية، ووصلت أصداؤها إلى صفحات التواصل الاجتماعي، في وقت تشهد فيه المحافظة فلتاناً أمنياً شديداً يثير مخاوف السكان، حيث اعتقلت قوات النظام “عرفان سالم “من مدينة حماة بتهمة سرقة أطفال من “مجمع الأسد” الطبي في منطقة الحاضر، وبيعهم مقابل مبلغ مالي، ليتم نقلهم إلى دمشق ومن ثم بيعهم لجهات مجهولة.
وفي حديث لـ ” كلنا شركاء ” قال الناشط الحقوقي صهيب الرحمون إن الأحداث الجارية أدت إلى تنامي ظاهرة رمي الأطفال الرضع بجانب حاويات القمامة، وأبواب المساجد، أو ترك العائلة للطفل في المستشفيات والعيادات الخاصة.
وأضاف الرحمون أن المدعو “عرفان سالم” أوقف جراء مسؤوليته عن بيع طفل كان في “مجمع الأسد” الطبي، وجرى ذلك أثناء عملية نقل عدد من الأطفال (اللقطاء) من حماة إلى دمشق، منوهاُ إلى أن المتهم ورط معه رئيسة أحد الأقسام في المجمع (رئيسة الممرضات) وهي معتقلة الآن من أجل التحقيق في مشاركتها ببيع الأطفال.
ومن جهته قال الدكتور علي (فضل عدم ذكر أسمه الكامل لأسباب أمنية) لـ “كلنا شركاء “إن بائع الأطفال الذي تم القبض عليه يتبع لعصابة لبيع الأطفال في لبنان ومنتشرة في العديد من المناطق السورية الخاضعة لسيطرة النظام.
وأكد أن عمليات الخطف والتهريب في سوريا تقوم بها عصابات تابعة لميليشيات موالية للنظام كون جميع حالات الاختطاف تكون من مستشفيات حكومية والتهريب يكون من المعابر الحدودية مع لبنان والتي يشرف عليها النظام.
وهذه الحالة ليست الأولى من نوعها في حماة، حيث سبق لنقابة الأطباء في المدينة فصل ثلاثة أطباء لتورطهم في بيع الأطفال السوريين حديثي الولادة في لبنان، نهاية العام 2015 الماضي، وقال حينها نقيب الأطباء لوكالة فرانس برس: إنه تم شطب ثلاثة أطباء من قيود النقابة في دمشق ومنعوا من ممارسة الطب بعد التحقق من تورطهم في بيع أطفال حديثي الولادة في لبنان.
وبرر نقيب أطباء النظام هذا الفعل، “بالتخوف من انتشار الظاهرة في المناطق الغير خاضعة لسيطرة النظام نظراً لعدم وجود الرقابة الحقيقية على أعمالهم “على حد زعمه، رغم أن الأطباء الذين تم فصلهم كانوا يتواجدون في مناطق النظام.
وتأتي هذه القضية بعد أيام قليلة من قضية مشابهة “نوعاً ما” أثارها صحفي أمريكي، قال إنه استطاع شراء أربعة أطفال سوريين في لبنان بمبلغ 600 دولار أمريكي وقال إن البائعة التي التقاها في منطقة ساحلية أبلغته أن الأطفال من عائلة واحدة وقد قتل والداهم في قصف على مدينة حلب.
خالد عبد الرحمن: كلنا شركاء