أشخاص قد تعرفهم!!..

#أشخاص_قد_تعرفهم!!..

#أحمد_حسن_الزعبي

مققال الثلاثاء 18-2-2025

#خاص_سواليف

عندما أنشأت صفحة جديدة على “فيسبوك” – بعد أن اختفت صفحتي الشخصية نصف المليونية القديمة “برمشة عين” – لم أكن أعرف أن “الذكاء الإصطناعي” الذي تنتهجه أمبراطورية “ميتا “، ينقصه الذكاء الإجتماعي ، فبعض المقترحات التي يطرحها عليّ كمستخدم جارحة كحدّ السكّين..فمثلاً تُعرض لي صورة صديقي المتوفّى “أثناء سجني” ويعرض حسابه الشخصي أمامي، تحت مقترح “أشخاص قد تعرفهم”..اتمعّن بالصورة طويلاً ، سحب من الدمع تجتاح عيني ، هذه الــ” قد” التي وضعها ذكاء “ميتا “، لا يعرفها حجم وجعها الا من فقد صديقاً “ميّتاً”، أتردّد كثيراً ثم أسأل نفسي..كيف أطلب صداقته وهو صديقي ؟؟ وهو من شاركته تفاصيل الحي ، والضحكات ، وأعرف لونه المفضل ، وعطره المفضل ، وطريقة تقديمه للنكته؟ كيف اطلب صداقته وصداقتنا لم تهتزّ يوماً ولم تبتلى ؟ كيف أطلب صداقته ، ونحن في عالمين مختلفين ، لا يجمعها “فايبر” الدنيا ولا “كيبلات البرزخ” ؟ ..ثم كيف سمحنا أن يتدخّل العالم الأزرق في عالمنا الأبيض ليتجرأ ويسألني ان كان من الأشخاص الذين قد أعرفهم؟ !!…هل يفهم الذكاء الاصطناعي “معنى الصداقة”؟ هل “تذوّقها”؟ هل يعرف رائحة عشب الربيع واللعب في الحارات ؟ هل يعرف جموع الذكريات حتى يتّهمني بانفكاك الصداقة ويطرح اسم صديقي من ضمن الذين قد أعرفهم؟
.. اتوقّف كثيراً امام الخيارات، أبكي ، ابتسم، أحزن ، اكتئب في نفس اللحظة … ثم اليس من الجنون أن أطلب أو أعيد طلب صداقة شخص متوفّى؟ … هل انتظر ردّه الليلة أو غداً أو بعد يومين ، كيف سيجيب طلبي ؟ ماذا سيعلّق لي ؟ كيف ستكون ردّة فعله عندما يعرف أنني خرجت حرّاً؟ أو ربما يسألني “على الخاص” كيف تلقّيت نبأ رحيله..
زر “طلب الصداقة” يستحقه كل الذين رحلوا جسدياً عنّي ، فالموت لا ينهي الصداقة أبداً، فالموت والحياة ليسا حكرا على غياب وحضور الجسد..فكم من صديق ميّت نصرني وكان حيّاً معي في “المعتقل”.. وكم من صديق حي خذلني وتوفّى “مبادئياً” ولاذ بالخوف واعتزل؟!! ..
أحمد حسن الزعبي
Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى