سواليف
سّلط موقع “الجزيرة نت” الضوء على قصة فريدة من نوعها، لشاب كويتي يقضي عقـ.ـوبة بالسـجـ.ـن في الوايات المتحدة الأمريكية.
بدأت قصّة الشاب الكويتي ياسر البحري مع الولايات المتحدة الأمريكية، أثناء دراسته تخصص الفلسفة في جامعة الكويت، وكان تفوّقه العامل الأساسي الذي ساهم باختياره من قبل رئيس قسم الفلسفة في الجامعة ليستكمل دراسته العليا في الولايات المتحدة.
سافر ياسر بالفعل إلى الولايات المتحدة بهدف الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه من هناك عبر بعثة دراسية تتكفل جامعة الكويت بمصاريفها كاملة.
لمحة عن حياة ياسر ونشأته
نشأ ياسر الطالب المجتهد، في بلاده محباً لكرة القدم، ليحترف بالساحرة المستديرة، ويتم اختياره لاحقاً للعب في منتخب الكويت للشباب، إلا أن الغـ.ـزو العراقي للكويت حال بينه وبين إكمال مسيرته في عالم الرياضة.
بعد ذلك، قاده حبه للموسيقى وهوايته لها إلى تعلم العزف على العديد من الآلات الوترية مثل العود والكمان، فضلاً عن البيانو والغيتار الكلاسيكي.
في عمر الثانية والعشرين، لحن الشاب الكويتي أغنية بعنوان “يا شيخنا ويا سعد” غناها المطرب الكويتي حمد الراشد بمناسبة عودة ولي العهد آنذاك الشيخ سعد العبد الله الصباح من رحلة علاجية، وكان ذلك في عام 1997.
وظل الحظ ملازما لياسر حين قرر دخول عالم التجارة في بداية شبابه، فقد استثمر نصيبه من إرث والده في البورصة الكويتية وعدد من الشركات الناشئة، وهو ما در عليه أرباحا كبيرة، وضاعف أمواله في سنين قليلة.
بعد ذلك بدأ ياسر دراسة قسم الفلسفة في جامعة الكويت، وقد أبدى تفوقاً كبيراً، دفع الجامعة لأن تختاره عبر رئيس قسم الفلسفة شخصياً لأن يكمل دراساته العليا بالولايات المتحدة.
بداية قصّة ياسر في الولايات المتحدة
في عام 2001، بدأت الحكاية الثانية لياسر، والتي ستكتب له مستقبلاً ربما لم يكن هو أو أي شخص يعرفه يتوقعه، فحينها وصل الشاب الكويتي للولايات المتحدة الأمريكية، كما يروي شقيقاه محمد وعبدالله لموقع “الجزيرة نت”.
بعدما وصل ياسر إلى مدينة بوسطن التابعة لولاية ماساتشوستس الأمريكية، حاز درجة الماجستير بالفلسفة السياسية، وتزوّج من فتاة أحلامه (ابنة عمه) ورزقا معاً بطفلتين.
بعد حصوله على الماجستير في بوسطن، انتقل ياسر برفقة أسرته الصغيرة إلى منطقة تالاهاسي في ولاية فلوريدا، والهدف كان الحصول على درجة الدكتوراه من المدينة التي كانت شقيقته طالبة الدكتوراه أيضاً تعيش بها رفقة زوجها.
أثناء تحضيره للدكتوراه، وجد الشاب الكويتي مستعاً من الوقت يمكنه من العمل، فقرر إنشاء مشروع تجاري، وتحديداً مقهى على الطراز العربي بالشراكة مع شقيقه الأصغر عبدالله، وهو ما تم بالفعل بتكلفة 300 ألف دولار، حسبما يروي الشقيقان لموقع “الجزيرة نت”.
ياسر البحري وشقيقه عبدالله
ياسر أنشأ مع شقيقه عبد الله مقهى عربيا كلفهما 300 ألف دولار أصبح أشهر مقاهي فلوريدا (الجزيرة نت)
كان المقهى الذي بات من أشهر وأكبر المقاهي في ولاية فلوريدا يقدّم المأكولات والمشروبات الشرقية، بالإضافة للشيشة، وقد كتب نجاحاً ارتقى بدخله اليومي لحوالي 2000 دولار أمريكي، وهو ما جعل ياسر يشعر بالسعادة من النجاح الذي يحققه المقهى القريب من الصرح الجامعي.
النجاح الذي أحرزه كان واضحاً، لكن ما إن حققه حتى بدأت فصول المأسـ.ـاة مع ياسر الذي اشترى عام 2007 منزلاً بمبلغ 200 ألف دولار في منطقة تالاهاسي كمفاجأة لزوجته وطفلتيه ليعيشوا فيه.
وفي أحد الأيام من ذلك العام، ادعت موظفة تعمل في مقهى ياسر، وقبل أن تكمل يومها الرابع بأن الشاب الكويتي قام بالتـ.ـحرش بها، واغتـ.ـصـ.ـابها، وقد تقدمت بشـ.ـكوى للسلطات تفيد بذلك.
وكي لا يقول ياسر بمغادرة الولايات المتحدة، طلبت الشرطة من القـ.ـاضي أن يسمح باعـ.ـتقاله ومنـ.ـعه من السفر، رغم أن المحامي الأميركي الذي وكله ياسر نظير نصف مليون دولار كان دائم الوعود له بسرعة الإفراج عنه لأن جميع الفحوصات الطبية للفتاة أظهرت براءة ياسر من الاعتـ.ـداء عليها.
لكن هيئة المحلفين في المحكمة دعمت الفتاة وحكمـ.ــت القاضية في النهاية على ياسر بالسـ.ـجن 15 عاما.
يقول تقرير “الجزيرة نت” إن ياسر تنقّل بين 7 سجـ.ـون في ولاية فلوريدا، والتي كان السواد الأعظم من نزلائها من الأمريكيين أصحاب البشـ.ـرة السوداء واللاتينيين، ولم يخفف عنه سوى تقربه إلى الله ووقوف أفراد أسرته بجانبه ومؤازرتهم له رغم المسافات البعيدة.
ويضيف التقرير نقلاً عن محمد البحري قوله إن شقيقه ياسر رأى توق كثير من السـ.ـجناء للتعرف على الإسلام عندما كانوا يشاهدونه يصلي.
ويشير “لقد أسلم على يديه أكثر من 500 شخص، كما أنشأ أربع مكتبات إسلامية في سجـ.ـون مختلفة عبر مساعدة من زوجته وأفراد عائلته الذين كانوا يرسلون كل الكتب التي يطلبها منهم عن طريق الشحن رغم ما كانوا يجدونه من مصـ.ـاعب أثناء إدخال مثل هذه الكتب”.
ويذكر تقرير مرئي نشرته قناة باسم “ياسر البحري” على موقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب” أن من البين الأشخاص الذين أسلموا على يد ياسر “زعيم عصـ.ـابة”، علمه الإسلام مقابل تعليم الأخير له للغة الإسبانية، بحسب الفيديو.
ويوضح التقرير أن ياسر تعلم داخل سجـ.ـنه اللغة الإسبانية ولغة الإشارة، بالإضافة إلى إجادته للغة الإنجليزية وقليلا من الفارسية.
وقد تمكن ياسر هناك من تأليف الكتب التي وصل عددها لـ 22 كتابا، منها ما أبصر للنور، مثل “خلف الأسلاك الشائكة”، و”ألف ليلة حـ.ـبس انفرادي” بالعربية، إضافة لكتاب بالإنجليزية يحمل عنوان “إحياء المسيح”.
وينقل التقرير عن محامي ياسر في دولة الكويت عبد الرحمن الصقلاوي قوله أن ياسر على موعد مع الحرية نهاية الشهر الجاري، وفي حال الإفراج عنه في الوقت المحدد فإنه سـ.ـيرحّل إلى سجـ.ـن الاستقبال، ومنه إلى سجـ.ـن الهجرة طبقا لإجراءات إدارة الهجرة الفدرالية، حيث إن إقامته انتهت منذ فترة طويلة وعليه أن يخوض إجراءات الإبعاد.
ويضيف المحامي أنه في حال سير الأمور بشكلٍ جيد وإصدار قاضي الهجرة حكم لصالح ياسر، فإنه سيتمكن من العودة إلى بلاده الكويت.
محامي ياسر البحري
وسيتعين على الصقلاوي بوصفه محامياً له أن يتعامل مع قضية القـ.ـروض التي كان قد حصل عليها ياسر من أحد البنوك لتمويل مشروع المقهى، فضلاً عن قضـ.ـية ديـ.ـون بعثة جامعة الكويت بعد أن سحبت المنحة منه بسبب القضـ.ـية التي دفع ثمنها 15 عاما من حياته خلف قضـ.ـبان السجون الأميركية.