أسعار النفط في سقوط حر.. ما الذي يحدث في الأسواق العالمية؟

#سواليف

تناول تقرير لصحيفة “إزفستيا” الروسية أسباب التراجع المستمر الذي تشهده #أسعار_النفط العالمية، من الجغرافيا السياسية إلى قرارات “أوبك+”.

وقالت الصحيفة، إن أسعار النفط تواصل انخفاضها التدريجي.

وفي هذا السياق، يتفق الخبراء على أن العوامل المؤثرة على #أسعار_الطاقة في الوقت الراهن تمثل تشابكاً معقداً من التناقضات الاقتصادية والسياسية وتوقعات السوق.

وتوضح البيانات أن متوسط سعر #خام_برنت القياسي خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2025 بلغ 70 دولاراً للبرميل. أما متوسط سعر خام الأورال في #الأسواق_العالمية (المتوسط وروتردام)، فقد بلغ خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب 2025 ما قيمته 59.15 دولاراً للبرميل، مقارنة بـ 69.88 دولاراً للبرميل خلال نفس الفترة من سنة 2024.

وفي هذا الصدد، توضح تمارا سافونوفا، الأستاذة المشاركة في معهد الاقتصاد والرياضيات وتكنولوجيا المعلومات بالأكاديمية الرئاسية، أن “الانخفاض في سعر خام الأورال خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2025 مقارنة بمؤشرات سنة 2024 بلغ 15 بالمئة، بينما بلغ الانخفاض في إيرادات الميزانية من النفط والغاز 20 بالمئة”.

وتضيف سافونوفا: “ستظل أسعار النفط في الأشهر المتبقية من سنة 2025 تحت ضغط العوامل الجيوسياسية والحروب التجارية التي تؤثر على تحول سلاسل التوريد وتغيير أحجام الوقود المستخدم في نقل البضائع والإجراءات التقييدية على إنتاج وتصدير النفط والمنتجات النفطية، بالإضافة إلى القدرة على تجميع الموارد لتحقيق استقرار الإمدادات في الأسواق المحلية”.

تفاعلات الصراعات الجيوسياسية
يعتقد المحلل في مجموعة “فينام” المالية، نيكولاي دودشينكو، أن الوضع في الشرق الأوسط لم يعد يُنظر إليه من قبل المتعاملين في السوق بحدة كما كان قبل سنة.

ويستدرك قائلاً: “مع ذلك، لا تزال قضية إيران وبرنامجها النووي قائمة دون حل. كما تواصل إسرائيل جر دول أخرى إلى الصراع الدولي (على سبيل المثال، الضربات الأخيرة على قطر). وإلى حد ما، تعتقد إسرائيل أن يديها مطلقتان ويمكنها التصرف بحرية أكبر من ذي قبل. وبالتالي، لا يمكن استبعاد تكرار الضربات على إيران، مثلا، على الرغم من أن هذا السيناريو يبدو أقل احتمالاً في الوقت الحالي”.

ويوضح دودشينكو: “تنتج فنزويلا ما يزيد قليلاً عن 900 ألف برميل يومياً وهي عضو في منظمة أوبك. يمكن تقييم تصرفات الولايات المتحدة تجاه فنزويلا كإشارة سلبية تعزز التعاون بين روسيا والصين”.

وأضاف، أن “لولايات المتحدة مددت الهدنة الجمركية مع الصين حتى 9 نوفمبر/تشرين الثاني، وهي فترة قد يتم خلالها إبرام صفقة تجارية نهائية وفي الربع الثالث من سنة 2025، بدأت الولايات المتحدة تهديد الدول المشترية لمصادر الطاقة الروسية بفرض رسوم جمركية، وقد تم بالفعل زيادة الرسوم الجمركية على واردات السلع من الهند بنسبة 25 بالمئة”.

ووفقاً لتوقعات “فينام”، من المرجح أن يرتفع الطلب على النفط في الصين بنهاية الربع الرابع من العام الحالي إلى 17.04 مليون برميل يومياً. ويضيف دودشينكو: “وبالتالي، سيبلغ متوسط الطلب على النفط في الصين لسنة 2025 حوالي 16.85 مليون برميل يومياً، وقد يرتفع في سنة 2026 إلى 17.05 مليون برميل يومياً”.

قرار أوبك+
وذكرت الصحيفة أن دول أوبك+ تتفاوض على زيادة حجم إنتاج النفط. ووفقاً لمصادر غير رسمية، يدور الحديث عن زيادة قدرها 500 ألف برميل يومياً اعتباراً من شهر نوفمبر/تشرين الثاني.

وفي هذا الشأن، تعلق إيكاترينا كوساريفا، الشريكة الإدارية في وكالة في. إم. تي للاستشارات التحليلية، قائلة: “لا يؤكد الممثلون الرسميون للدول الأعضاء في أوبك+ هذه المعلومات، ولكن حتى مضاعفة مستويات أكتوبر/تشرين الأول في نوفمبر/تشرين الثاني ستؤدي إلى زيادة حادة في العرض، ما يعني وجود فائض”.

وأضافت، أن “هذا سيؤدي إلى ميل الكفة لصالح سوق الطلب، مما يجعل المزيد من الانخفاض في الأسعار أمراً لا مفر منه. ومع ذلك، يبدو أن الدول الأعضاء في أوبك+ مستعدة حالياً للتضحية بالإيرادات من أجل الحفاظ على حصتها في السوق وزيادتها”.

ماذا عن المخزونات؟
وفقاً لبيانات معهد البترول الأميركي، تواصل مخزونات النفط في الولايات المتحدة انخفاضها للأسبوع الثالث على التوالي ففي 12 سبتمبر/أيلول، سُجل الانخفاض الأكثر حدة بواقع 9.285 مليون برميل، وفي 19 سبتمبر/أيلول، سجل انخفاض بمقدار 0.6 مليون برميل، وفي 26 سبتمبر/أيلول، تراجعت المخزونات بمقدار 3.67 مليون برميل إضافية.

وفي هذا السياق، تؤكد أولغا أورلوفا، رئيسة قسم “الصناعة” في معهد تكنولوجيا النفط والغاز، أن محدودية مخزونات النفط تعتبر عاملاً لارتفاع الأسعار.

وتوضح قائلة: “ومع ذلك، تنخفض الأسعار حتى على خلفية انخفاض أحجام المخزونات، وذلك بسبب تراجع الاستهلاك الناجم عن الإغلاق الحكومي الجزئي في الولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال، تم إرسال 750 ألف موظف حكومي أميركي في إجازة اعتباراً من اليوم، وتقدر تكلفة كل يوم توقف بنحو 400 مليون دولار”.

وتشير الخبيرة إلى أنه في الوقت نفسه، فإن تصلب مواقف السلطات يضع العامل السياسي في المقام الأول، مضيفة: “هناك الكثير من عدم اليقين، فمن الممكن حل المشكلة بنفس الدرجة من الاحتمال الليلة أو بعد أسبوعين”.

توقعات مستقبلية
توتوقع تمارا سافونوفا أنه في غياب إغلاق شرايين الإمداد الرئيسية واستبعاد الأعمال التدميرية ضد البنية التحتية لقطاع الطاقة، قد يتراوح سعر خام برنت القياسي في السوق العالمية بنهاية سنة 2025 بين 65 و75 دولاراً للبرميل في السيناريو الأساسي.

وتستدرك قائلة: “ولكن أي تصعيد للنزاعات في المناطق الرئيسية للإنتاج والتكرير والنقل قد يكون محفزاً لابتعاد الأسعار عن مستوياتها الحالية نحو زيادة كبيرة”.

أما حسب تقديرات “فينام”، فإن متوسط سعر خام برنت سيستقر بين 69 و70 دولاراً للبرميل، بينما سيتراوح سعر خام الأورال بين 56 و59 دولاراً للبرميل.

ويعلق نيكولاي دودشينكو على هذه التوقعات قائلاً: “نعتقد أن هذا التقييم متفائل باعتدال. في ظل هذا السيناريو، تكون الميزانية قد تلقت أكثر من 6 تريليونات روبل خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام. ومع مستويات الأسعار الحالية، هناك احتمال كبير لتحقيق الخطة المستهدفة لإيرادات النفط والغاز، والتي من المفترض أن تصل هذا العام إلى 8.6 تريليون روبل”.

من جهته، يتوقع فاسيلي تانوركوف، كبير مديري مجموعة التصنيفات الائتمانية للشركات في وكالة “أكرا”، أن يبلغ سعر خام برنت 68 دولاراً للبرميل بنهاية سنة 2025، وسعر خام الأورال 58 دولاراً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى