“أسطول الصمود” يعود إلى البرازيل… ونشطاؤه: “السلام” لا يولد تحت الاحتلال

#سواليف

وصل اليوم الخميس، إلى #مطار_غواروليوس الدولي في مدينة #ساو_باولو البرازيلية، 13 ناشطًا برازيليًا من المشاركين في ” #أسطول_الصمود_العالمي “، الذي حاول #كسر_الحصار_الإسرائيلي المفروض على قطاع #غزة، وذلك بعد أيام من اعتقالهم وترحيلهم من قبل #سلطات_الاحتلال الإسرائيلي.

وضمّ الوفد شخصيات سياسية وحقوقية بارزة، من بينها النائبة الفيدرالية لويزياني لينس، والناشط تياغو أفيلا، ورئيس المنتدى اللاتيني الفلسطيني، محمد القادري، وعدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني البرازيلي والمنظمات المتضامنة مع فلسطين.

واحتُجز المشاركون في الأسطول بعد اعتراض البحرية “الإسرائيلية” للقوارب الإنسانية في المياه الدولية مطلع الشهر الجاري، أثناء توجهها إلى قطاع غزة محمّلة بإمدادات إنسانية وأدوية ومساعدات غذائية.

وقد نُقل الناشطون بعد احتجازهم إلى سجن “كتسعوت” في صحراء النقب، قبل أن يُرحَّلوا إلى الأردن تمهيدًا لعودتهم إلى البرازيل، واستقبلهم عشرات النشطاء والمتضامنين في مطار غواروليوس، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات الترحيب.

وفي مؤتمر صحفي عقده النشطاء فور وصولهم، عرض أعضاء الوفد شهاداتهم حول ما واجهوه خلال الرحلة، مؤكدين أن مهمتهم كانت إنسانية تهدف إلى كسر الحصار وتسليط الضوء على المعاناة الفلسطينية المستمرة منذ 18 عامًا.

وقال تياغو أفيلا، الناشط السياسي، إن الوفد غادر برشلونة قبل أكثر من شهر “لفتح ممر إنساني يمنع موت أطفال غزة جوعًا”، مضيفًا أن القوارب تعرّضت لهجمات واعتراض وخطف من قبل القوات “الإسرائيلية”، قبل نقلهم إلى سجن “كتسعوت”.

وشدّد على أن “السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال والاستعمار وضمان حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني”.

وقال برونو جيلغا روشا، النقابي في جامعة ساو باولو، إن الهدف من المشاركة “لم يكن إيصال المساعدات فحسب، بل كسر الحصار الإعلامي المفروض على غزة”، مؤكّدًا أن ما تعرّض له الوفد “لا يُقارن بمعاناة الفلسطينيين اليومية”.

ودعا إلى “تصعيد التعبئة الشعبية والنقابية في العالم والضغط لقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الاحتلال”.

أما الناشطة ماريانا كونتي، عضو مجلس بلدية “كامبيناس” جنوب شرق البرازيل، فتطرقت إلى إعلان وقف إطلاق النار في غزة، معتبرة أنه خطوة مؤقتة لا تعني تحقيق السلام الحقيقي، مؤكدة أن “الحرية الحقيقية للفلسطينيين لن تتحقق إلا بالاستقلال والسيادة وحق تقرير المصير”.

وشدّدت على “حق الفلسطينيين في رواية قصتهم والوصول إلى أرضهم وبحرهم”.

من جانبها، قالت غابي تولوتي، رئيسة حزب “الاشتراكية والحرية” في ولاية ريو غراندي دو سول، إن “اتفاق وقف النار انتزع بفضل صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته”، معتبرة أنه “خطوة نحو وقف الإبادة”، وشدّدت على “ضرورة استمرار التعبئة حتى قيام دولة فلسطينية حرة من النهر إلى البحر”.

أما ماغنو كارفالهو كوستا، عضو نقابة عمال جامعة ساو باولو، فأكد “استعداد النشطاء لإطلاق قوافل جديدة حتى كسر الحصار بشكل كامل”.

وقال جوزيه جواو أغيار، عضو نواة فلسطين في حزب “العمال”، إن الأسطول “نجح في كسر جزء من الحصار الإعلامي المفروض على القضية الفلسطينية”، داعيًا “القوى اليسارية والتقدمية في العالم إلى الوحدة في مواجهة الإمبريالية ومساندة الشعب الفلسطيني”.

وقال ميغيل فيفييروس دي كاسترو، الكاتب والباحث في قضايا العدالة الاجتماعية والتضامن الدولي، إنهم “تعرضوا لانتهاكات موثقة أثناء الاعتقال، بينها الحرمان من النوم والطعام والإهانات الجسدية والنفسية”، مؤكدًا أن “ما يعيشه الفلسطينيون في سجون الاحتلال أفظع وأقسى بكثير”.

ودعا إلى “الإبقاء على الأنظار موجهة نحو غزة لا نحو قصتهم الشخصية”.

واختتم النشطاء المؤتمر بالتأكيد أن “القصة الحقيقية ليست عن الأسطول أو أفراده، بل عن الشعب الفلسطيني الذي يواجه الاستعمار والإبادة”، مؤكدين أن “أسطول الصمود سيبقى مبادرة حيّة ما دام الحصار قائمًا على غزة”.

وكان قد تمّ تداول تسجيلٍ مصوّر في وقت سابق يوثّق ردّ الناشط البرازيلي تياغو أفيلا، عضو اللجنة التوجيهية لـ”أسطول الصمود العالمي”، على التحذيرات التي وجّهتها البحرية “الإسرائيلية” للسفن المشاركة في الأسطول قبل اعتراضها واحتجاز ركّابها في المياه الدولية.

وقال أفيلا في التسجيل: “أنا تياغو أفيلا من اللجنة التوجيهية لأسطول الصمود العالمي، نؤكد أننا في مهمة إنسانية سلمية تهدف إلى كسر الحصار غير القانوني المفروض منذ 18 عامًا على الشعب الفلسطيني في غزة وفتح ممر إنساني، نحن لا نحمل سوى الغذاء والمساعدات: فلاتر مياه، عكّازات، وحليب أطفال، لأناس يعانون من المجاعة”.

وأضاف موجّهًا حديثه إلى القوات “الإسرائيلية”: “أنتم ترتكبون إبادة جماعية وتمارسون التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، ونحن الآن في المياه الدولية خارج ولايتكم القضائية، ووجهتنا هي المياه الإقليمية الفلسطينية.”

وتابع: “محكمة العدل الدولية أكدت في قراراتها المؤقتة ضمن القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضدكم بتهمة الإبادة الجماعية أنكم ممنوعون من عرقلة أي بعثة إنسانية متجهة إلى غزة. نحن نمثّل ضمير العالم في مهمة سلمية لنقل المساعدات، وطلبكم بوقفنا ليس سوى محاولة جديدة لإدامة الإبادة.”

وختم بالقول: “نحن هنا تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، ونرفض الخضوع للاحتلال ولنظام الأبارتهايد وللأيديولوجية العنصرية المسماة بالصهيونية”.

وشهدت مدن عديدة حول العالم لاحقًا فعاليات جماهيرية مندّدة بعملية القرصنة “الإسرائيلية” ضد “أسطول الصمود العالمي”، ومطالبة بإنهاء الإبادة في غزة، ووقف العدوان، ودعم حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، والتنديد باحتجاز النشطاء المدنيين وإساءة معاملتهم.

وكانت مراسلة رسمية صادرة عن وزارة الخارجية البرازيلية إلى “الجبهة البرلمانية للتضامن مع الشعب الفلسطيني”، اطّلعت عليها “قدس برس” بتاريخ 4 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، قد كشفت أن البرازيل قدّمت شكوى رسمية ضد “إسرائيل” أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، على خلفية ما وصفته بـ”الإجراءات التعسفية وغير القانونية” التي ارتكبتها القوات “الإسرائيلية” ضد أعضاء الأسطول.

وأوضحت المراسلة أن الشكوى حظيت بدعم ما يقرب من سبعين دولة، من بينها جنوب أفريقيا، والسعودية، وقطر، وتشيلي، والصين، وكولومبيا، ومصر، والإمارات، وسلوفينيا، وإسبانيا، والأردن، في خطوة وُصفت بأنها أوسع تحرّك دبلوماسي لاتيني دعماً لغزة منذ اندلاع الحرب.

وكانت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة قد أعلنت مساء الأربعاء (1 تشرين الأول/أكتوبر) أن جيش الاحتلال اقتحم سفن “أسطول الصمود العالمي” واعتدى على ناشطين مدنيين مع اقتراب بعض القوارب من سواحل القطاع.

وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها نحو 50 سفينة متجهة معًا إلى غزة، وعلى متنها أكثر من 530 متضامنًا من 45 دولة، في محاولة لإنهاء الحصار المستمر منذ 18 عامًا.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” قد أعلنت، فجر اليوم الخميس، التوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء العدوان على غزة، وانسحاب الاحتلال من القطاع، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، إلى جانب تنفيذ صفقة تبادل أسرى، وذلك عقب مفاوضات أجرتها الحركة وفصائل المقاومة في مدينة شرم الشيخ المصرية، بناءً على مقترح قدمه الرئيس الأميركي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى