سواليف
على الرغم من البرنامج المكتظ الذي كان ينتظر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته السودان، إلا أنه وجد وقتاً لزيارة صديق قديم له في منزله في السودان، بعيداً عن السياسة والاتفاقيات والمباحثات التي كانت تملأ جدول أعمال الرئيس التركي في زيارته الخرطوم.
العلاقة التي تربط أردوغان بالدكتور الفاتح علي حسنين، تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، وتحمل “الكثير من الحكايات والقصص المثيرة”، وفقاً لما يرويه المؤرخ أسامة الأشقر، الذي كان حاضراً اللقاء.
وكان حسنين سوداني الأصل، من اللاعبين الأساسيين في قضية البوسنة في ستينيات القرن الماضي، ومن أبرز المدافعين عن وجود المسلمين هناك، فقد وصل إلى يوغسلافيا مع مجموعة من الطلاب السودانيين لدراسة الطب.
عمل حسنين على تأسيس جمعية إسلامية، قام من خلالها بالتواصل مع الجمعيات الإٍسلامية الأخرى في يوغسلافيا، من أجل التنسيق فيما بينها، مما جعله يلتقي مع علي عزت بيغوفيتش، مندوب المجموعة اليوغسلافية في ذلك الحين.
وحول علاقته بالرئيس “بيغوفيتش”، الذي تولى الرئاسة خلال الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 1990، إلى أكتوبر/تشرين الأول 1996، كأول رئيس لجمهورية البوسنة والهرسك بعد التوقيع على “اتفاقية دايتون”، التي أنهت الحرب في البوسنة، قال “الحسنين”: “علاقتي به بدأت عام 1965؛ حيث كان في البداية كالأخ والموجّه لي، ثم بعد ذلك قمنا بتكوين تنظيم سري للمسلمين في البوسنة خلال العام نفسه، واستمرَّ هذا التنظيم حتى عام 1983، حيث اعتقل الرئيس، وأُدخل إلى السجن، حتى تم إطلاق سراحه عام 1988”.
ومع أن أردوغان يحتاج إلى ترجمة كلام الفاتح العربي، وأن الفاتح يحتاج إلى ترجمة لغة أردوغان التركي، إلا أن الرجلين يتفاهمان بسرعة بمساعدة صغيرة، وتجد بينهما الكثير من مساحات التوافق والثقة، وفقاً لما ذكره الأشقر.
واتَّسم اللقاء بالحميمية، فقد حضر أردوغان العشاء الذي أعدَّه له صديقه، وتخللته ابتسامات ومزاح، تارة يعترض أردوغان على الوزن الزائد للفاتح، ويلمح له بالرياضة رغم تجاوزه سن السبعين، وتارة يأخذ منه عكازه من يده، حسبما يروي الأشقر.
إلا أن مكالمة من أحد “ملوك الدول” قاطعت هذه الجلسة، فما كان من أردوغان إلا أن اعتذر وطلب غرفة لإجراء المكالمة، قبل أن يعود إلى المجلس الذي انضم إليه عدد من الأشخاص الذين دعاهم الدكتور على عجل لملاقاة أردوغان.
واختتم أردوغان أمس الثلاثاء زيارته السودان، كأول رئيس تركي يزوره، ليتوجه إلى تشاد، ثانية محطات جولته الإفريقية.