
#أردنيات_صنعن_التاريخ من 12000 ق.م إلى 1921م”
كتاب جديد صدر عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع في عمّان – الأردن،
للمؤرخ والمفكر الأردني البارز د . أحمد عويدي العبادي (أبو البشر ونمي)،
ويُعدّ هذا العمل العلمي والوطني الفريد إنجازًا استثنائيًا، يعكس عمق الرؤية التاريخية والاجتماعية للمؤلف، الذي عُرف بمنهجه التحليلي الدقيق العميق ، وقراءته المتأنية للنصوص والوقائع، وسعيه المستمر لإعادة الاعتبار للهوية الأردنية، وتحرير سرديات التاريخ من سطوة الاستشراق والاستعمار ومسارب الهوى السياسي.
في هذا الكتاب ، يُعيد د . احمد عويدي العبادي كتابة التاريخ من منظور حضاري شامل، يبرز فيه دور المرأة الأردنية بوصفها فاعلة في صناعة التاريخ وبناء الممالك وخدمة الشعب ، لا كمجرد تابع في السرديات الذكورية المعتادة. فقد امتدّ هذا الدور النسوي الأردني عبر أكثر من أربعة عشر ألف عام، في ملحمة متواصلة من العطاء والقيادة والبصيرة والوفاء.
يفتتح الكتاب بإطلالة على شخصية الأميرة حوراء، مؤسسة المملكة الأردنية الحورية حوالي 12000 سنة قبل الميلاد ( واستمرت تلك المملكة 8000 سنة ) ، التي تعدُّ أول نموذج نسائي معروف لتأسيس حكم مستقل في التاريخ الأردني القديم وربما في العالم .
ثم تنتقل الرواية إلى الأميرة عشتاروت المؤابية، التي أسست مملكة مؤاب الأردنية، والتي تحوّلت بعد وفاتها إلى رمز ديني خالد اتخذته الشعوب القديمة الاهة في صورٍ متعددة مثل عشتار وعشتروت، بما يعكس عمق تأثيرها الحضاري والروحي.
ويتناول الكتاب سيرة الشيخة نجود وزيرة الملك المؤسس حدد بن بدد ،, التي كانت أوّل من صنعت حلوى الهيطلية بأمرٍ من الملك حدد ملك المملكة الأردنية الادومية ، قبل أكثر من 3300 عام، في صورة رمزية عن التفاعل اليومي بين القيادة السياسية والمرأة المبدعة في المطبخ الأردني القديم، وهي لمحة نادرة تُبرز التفاصيل الحياتية للنساء في الابداع والوطنية والتاريخ غير الرسمي.
كما يسلّط الكتاب الضوء على شخصية الأميرة المؤابية راعوث، جدة النبي داود لأبيه، والتي ذُكرت في “سفر راعوث” في الكتاب المقدّس، بوصفها نموذجًا نسائيًا فريدًا في العفّة والحكمة والتقوى. ويُشار إليها أيضًا في إنجيل متى بصفتها إحدى الجدّات المباشرات للمسيح عليه السلام، مما يمنحها مكانة محورية في السرديات الدينية الكبرى.
ويستعرض الكتاب شخصية الأميرة نعمة العمونية، زوجة النبي سليمان عليه السلام وأم ولي عهده رحبعام، ودورها في إدارة شؤون المملكة اليهودية زمن زوجها سليمان وابنها رحبعام ، في لحظة مفصلية من تاريخ الشرق الأدنى القديم. كما يفرد المؤلف مساحة مهمة للملكة بلقيس التي نجد قصتها في سورة النمل بالقران الكريم ، موضحًا أنها ملكة سبأ الشمال الأردنية الأدومية، لا سبأ اليمن كما شاعت الروايات، مقدّمًا أدلّة تاريخية وجغرافية تدعم هذه القراءة الجديدة.
ويعرض الكتاب أيضًا قصة الأميرة الأدومية ( ماهيتاب ) من بصيرا، التي تزوجها الملك البابلي نابونئيد، فأخذت لقب الملكة، فتخلى عن عرشه في بابل ليعيش معها في تيماء، إحدى مقاطعات إدوم الأردنية، وهو دليل على القوة الناعمة للمرأة الأردنية في التأثير حتى على قادة الإمبراطوريات.
وفي العصور الإسلامية، يبرز المؤلف دور المجاهدة الفارسة خولة بنت الأزور ( شقيقة الفارس المجاهد ضرار ) ، ودورها في معركة اليرموك، كما يلقي الضوء على السيدة العارفة المتصوفة عائشة الباعونية من باعون في عجلون، والتي تُعد من أبرز الأديبات الصوفيات في العالم الإسلامي.
كما يعرض الكتاب صفحات من الحب العذري الأردني في العصور الإسلامية، من خلال بثينة وليلى العامرية وارتباطهن بوادي القرى في جند الأردن، لا بوصفهن مجرد شخصيات رومانسية، بل كشاهدات على دور المرأة في صياغة الوجدان العربي.
ويتتبع المؤلف سِيَر نساء أردنيات في العصور الوسطى ، أمثال: الشيخة عجايب الخريشة، موزا العبيدات، وضحا السبيلة، علياء ذياب العدوان، علياء الضمور الغسانية، وبندر المجالي، والدة المشير حابس المجالي، وشقيقتها مشخص زوجة القائد الوطني قدر المجالي، وشقيقتهما شفق فارس المجالي، وغيرهن من الأردنيات اللواتي سطرن صفحات ناصعة في كتاب التاريخ من خلال حضورهن الجريء، ومواقفهن الحكيمة، وأدوارهن الاجتماعية والسياسية والثقافية.
ويُخصص الكتاب فصولًا لتأملات عميقة في قصص الفتيات الأردنيات اللاتي أثّرن في تغيير مسار الأحداث، مثل الفتاة التي عشقها الأمير المهداوي، فأدّى ذلك إلى تحوّل سياسي كبير، إلى جانب مقارنات علمية وتحليلية بين الأردنيات ونساء عربيات أخريات كان لهن أثر في صناعة التاريخ. وهجرة عشائر اردنية داخل الأردن وخارجة بسبب امرأة اردنية
هذا الكتاب ليس سردًا تقليديًا، بل هو ثمرة بحث معمّق استمر لعقود، وقراءة نقدية للنقوش، والمرويات الشرقية والعربية والتوراتية، والروايات الشعبية في إطار مشروع فكري طويل الأمد يسعى فيه الدكتور ( أبو البشر ونمي ) إلى إعادة تأصيل الهوية الأردنية، واسترداد الشرعية الوطنية وتخليها وتنقيتها من الروايات المشوّهة.
ويُشار إلى أن الدكتور أحمد عويدي العبادي يُعد من أبرز المفكرين والباحثين في الشأن الأردني، على المستويين الوطني والعالمي، ويكتب باللغتين العربية والإنجليزية، وله حضور معتبر في المحافل البحثية العالمية، ويُعد مرجعًا في تاريخ الأردن وعشائره وقضاياه السياسية والاجتماعية. وهو حاصل على الدكتوراة من جامعة كامبريدج البريطانية منذ نهاية عام 1982
يمكن الحصول على الكتاب من دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع في عمّان، أو من خلال التواصل المباشر مع الناشر السيد محمد الشرقاوي على الرقم: 0795414176