أحلام …..

#أحلام …..

الكاتبة #هبه_عمران_طوالبه

أحلامٌ تتكئ على منتصف الثلاثينات،

وأنا عند التاسعة والعشرين، أقف بين عمرٍ يتهيّأ للعبور، وعمرٍ لم يسلّم مفاتيحه بعد.

خطوتي على باب الثلاثين ليست خطوة… بل اختبارٌ للفراغ أمامي.

الماء… كان دائمًا الجانب الوحيد الذي لا يخاصمني.

لولا الماء، لتركنا هذا الوطن لظلاله التي تنتفخ بالفساد،

وطنٌ يتخم المحسوبين، ويترك أبناءه يقتاتون على ما تبقّى من صبرهم.

يُقال: “الوطن جميل.”

لكن الجمال لا يوجِع… وما يوجِع لا يُسمّى جمالًا.

نقرأ الواقع، فنجد أنّ فصوله أشدّ قسوة من أن تُدرَّس،

ونحاول البناء فوق ما تهدّم،

ونعود إلى سورٍ أضاع حجره الأوّل كأن فقدانه كان مقصودًا.

نزرع، والتربة كثيرًا ما ترفض الاعتراف بما نضعه فيها.

الحيتان تعلو، وتلتهم ما يطفو من حياة الناس،

والخوف يصعد فوق أصواتهم حتى يصير هو الصوت.

الحق يلوّح من بعيد، لكن الطرق إليه ضاقت،

والوطن يعدّ سنواته الثلاثين،

وأعدّ أنا أمنياتي الثلاثين… دون أن يُشبه أحدنا الآخر.

نصبر…

وتنهض الأرواح من ضيق الأوزان إلى اتّساع الوعي،

من فوضى الجوازات، ومن حقٍ يتنقّل بين الأيدي حتى يفقد ملامحه،

ومن نظرةٍ تطلب إثباتًا: “هذا لكِ… أم ليس لكِ؟”

هل ستصحو الصحافة من سباتها الطويل؟

هل تجفّ هذه الجراح التي تسير معنا كظلّ؟

هل يورق الوطن؟

أم سنظل نكتب عنه كأننا نكتب ما تبقّى من روحه؟

وكنتُ أحلم… حتى لا يُحاسَب الحُلم على ما لم يفعل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى