أبعاد مناورات الدمية/ مهند أبو فلاح

أبعاد مناورات الدمية .

مهند أبو فلاح

صورت وسائل الإعلام الروسية الرئيس الأوكراني زيلينسكي باعتباره دمية ليس إلا بيد الغرب الذي قام بصناعة هذه الظاهرة و توظيفها كمخلب قط في مواجهة نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، و بغض النظر عن مدى صحة ما تروج له وسائل الإعلام الروسية في هذا الخصوص إلا أن المناورات التي يقوم بها الرئيس الأوكراني خلال جولات محادثات السلام المتعددة بين الطرفين الروسي و الأوكراني تظهر للوهلة الأولى أن ما يقوم به زيلينسكي قد يضفي نوعا من المصداقية على هذه المزاعم و الادعاءات الصادرة من أبواق موسكو الإعلامية.

المماطلة و التسويف كانت هي السمة الرئيسة التي تحكم سلوك الممثل الأوكراني البارع السابق زيلينسكي خلال محادثات السلام مع وفود الكرملين ، لكن الأمر يبدو وثيق الصلة بمحاولة كسب الوقت ريثما يتمكن حلفاؤه الغربيون من إمداده بمزيد من الأسلحة النوعية المؤثرة في ميادين المعارك و ساحات القتال المحتدم بين الطرفين على أمل أن تكون هذه الشحنات من السلاح كفيلة بقلب الموازين رأساً على عقب في الحرب المشتعلة اوارها منذ الرابع و العشرين من شباط / فبراير الماضي ، و هنالك كثير من المعطيات و المؤشرات التي تعزز الانطباع بأن ما يقوم به الرئيس الأوكراني هي مناورات تكتيكية لكسب الوقت بالمقام الاول بناءً على توجيهات غربية صادرة اليه من واشنطن و لندن .

تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن و رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الصادرة مؤخرا عن ارسال المزيد من الأسلحة النوعية الى أوكرانيا تعزز الانطباع السائد بأن السيد زيلينسكي ينتظر بفارغ الصبر وصول المزيد من الأسلحة الفعالة المؤثرة القادرة على قض مضاجع القوات الروسية في المناطق و الأقاليم الجنوبية و الشرقية من بلاده التي أحكم الجيش الاحمر الروسي سيطرته عليها و خاصة مدافع الهاوتزر الثقيلة بعيدة المدى من عيار 155 ملم ناهيك عن صواريخ جافلين المضادة للدبابات و الطائرات المسيرة الخ ……

إن رهان الرئيس الأوكراني على الدعم الغربي ستظهر نتائجه الحاسمة على الأرض خلال الأسابيع القادمة كما تنبأ بذلك لويد اوستن وزير الدفاع الأمريكي أمام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي ، و لكن الخطر الشديد لدينا هنا في هذه البقعة الحساسة من الوطن العربي يكمن في الخشية من حدوث تصعيد صهيوني دراماتيكي متسارع في ملف القدس لاستغلال انشغال الرأي العام العالمي بالحرب الروسية الأوكرانية لفرض وقائع جديدة على الأرض مما قد يضيف بعدا آخر يفسر لنا ابعاد مناورات الدمية الأوكرانية الجارية على قدم و ساق لحد الان ما وراء الكواليس خاصة و أننا مقبلون على استحقاقين هامين متعلقين بالصراع العربي الصهيوني خلال الأسابيع القليلة القادمة الا و هما ذكرى النكبة 15 أيار / مايو و ذكرى النكسة 5 حزيران / يونيو ، فهل سيلجأ حكام تل أبيب إلى تصعيد اعتداءاتهم العنصرية في المسجد الأقصى و محيطه خلال هذه الأونة الزمانية الحاسمة الحرجة ؟؟؟!!!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى