” why you can not say something nice ?! ” / د.محمد شواقفة

” why you can not say something nice ?! ”

هذه جملة قالها لي ابني …. عندما تكلمت معه بلهجة قاسية قليلا … او كثيرا …لست متأكدا …. و لكن اعترف لكم انها لم تزعجني ابدا …. لأنه تفوه بالحقيقة …..
ربما هناك صراع أجيال أو إختلاف ثقافة ….. فأنا عودته على أن يكون صريحا و مستقيما …. و أن لا يصمت على ضيم أو قهر ….و أن يعبر عن نفسه و ذاته بدون أية قيود أو شروط ….. و بصراحة لم تكن تلك مشكلة بالنسبة لي أبدا …. لكنني وجدت أنني أنشأت مخلوقا جديدا سيعاني الكثير في مجتمعنا الطيب …..
لا أنتقد المجتمع جزافا … و لكنني اصطدمت بحقيقة أننا نحتاج لبعض التجاوزات و لا نستطيع أن نستمر بدون تنازلات …و أعذروني …لا نستطيع اكمال يومنا بدون أي مجاملات أو نفاق أو تجميل للواقع.
لنجرب يوما واحدا خاليا من أي مجاملة أو كذب أو تنازل و لنحاول أن نعترف مباشرة اذا كذبنا أو نافقنا …. أو لنجرب أن نعتذر اذا أخطأنا ….
عندما كنا صغارا …. كنا نخاف أن نتكلم بأي موضوع …. نخشى أن نشكي … و نحاول أن لا نبكي …. و نشأنا على الخوف من الكبير ما كنا نعتقده احتراما و هو واجب و يتم تكريمنا لأننا موسومون بالطاعة و يتم مديحنا دائما بأننا مؤدبون جدا.
عندما أصبحنا كبارا …. تعلمنا أن نلتزم الحياد دائما و أبدا …. نسير الى جانب الحائط و نبحث دائما عن الستيرة … نعيش حياة مليئة بالاوهام رغم اننا نعرف الكثير من الحقائق ….نرى الخطأ و نتجاهله … نجامل كثيرا و نكذب و ننافق بدون خوف أو وجل ….نسمع كلاما سخيفا و نعجب به و نكيل المديح بدون قيد او شرط…. نقدم الفاسدين في مجالسنا و جاهاتنا و نقدم لهم الاحترام المزيف …. نشاهد الخطايا و مظاهر الفساد و لا ننبس ببنت شفه…نبتلع مشاعرنا و نبتسم لمن اوغل في سلب حقوقنا و نلتزم الخرس فلا يسمعنا أحد … فقدنا ثقتنا في كل ما حولنا و ندفن رؤوسنا في الرمال و إن لم نجد نجعل من أنفسنا موتى ….
في فمنا ماء … نحيا بصمت و لا أعلم كيف سيختلف موتنا فيما بعد …
لماذا نعيش حياة تشبه الموت … ؟! هل نحتاج للبحث عن “جن” طي الحجارة الصامتة ليخبرنا ما الذين يدور حولنا … أم نستمر في مواصلة استهلاك الاكسجين و زيادة سعة ثقب الاوزون….؟!
اعتذرت من ابني و حاولت أن أقنعه أنني لست أنا عندما تحدثت معه بجلافة … نظر إلي غير مصدق و قال: ” لقد تغيرت كثيرا يا أبي !!”

” دبوس على حياة النفاق”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى