
حلاوة الشام كُنا أيام الدراسة غالباً ما نُخير في حصة التعبير من قِبل معلم اللغة العربية للكتابة في أحد الموضوعات الأتية :-
فلسطين
أو فصل الربيع
أو أنا أحب مدرستي .
ولسبب بسيط كان معظم الطلاب يكتبوا في موضوع فلسطين وأنا كنت أحدهم كوننا كنا نتابع من على شاشة قناة تلفزيونية وحيدة ونسمع من إذاعة واحدة , وحتى في مجالس الرجال كان معظم أحاديثهم عن فلسطين وقرارات مجلس الأمن , فهذا يتحدث عن داره كيف سيرممها عند عودته وذاك عن بيارته وأخر عن دُكانه . ناهيكم عن جلسات رحمة الوالدة وجاراتها اللواتي لم تغب فلسطين عن مجالسهن ولو عن طريق تعلم بعض الطبخات على الطريقة الفلسطينية . مثل طبخة القدرة الخليلية وطبخة الدجاج على إدامه المقدسية وكنافة الجبن النابلسية.
لكن اليوم ومع تعدد مصادر الأخبار ومصائب الأمة ونكباتنا ونكساتنا وطرق الخيانة . فلم أعد أحب مادة التعبير ولا دروس اللغة العربية كيف لا وقد ضاعت بين لفيف من اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والفارسية وطبعاً سيدة هذه اللغات اللغة العبرية .
كما وأنني لم أعد أحب بعض الأكلات والحلويات التي كانت تأتينا كهداياة من الأحباب والأصدقاء مثل ملبن حلب والمن والسلوى وحلاوة الشام .
للأسف فهذا نتاج تخطيط مُسبق ومُتقن ومدروس من قِبل مَجمَع لغات العالم بالإضافة لبعض الناطقين باللغة العربية , والهدف منه إبعاد مؤشر البوصلة عن فلسطين . ولكن بعون الله ستعود البوصلة لإتجاها الصحيح كونها لا تعرف لغة سوى لغة الفيزياء والجاذبية المغناطيسية وستقتلع كل حرف لا يمت لفلسطين بصلة .
رائد عبدالرحمن حجازي