الشيخ ديدار / د . عبدالله البركات

الشيخ ديدار
عندما احترق الشيخ ديدار قامت حرمه المصون بحل شعرها حزناً عليه وما ان رأها طير الويل وعرف عن الفاجعة حتى قام بنتف ذيله اعراباً عن التعاطف معها .
وسرعان ما علمت بالخبر شجرة بوص كثيرة الأوراق حزنت كثيرا وقررت ان تجلس عارية تماما حتى لا تكاد تعرف انها شجرة بوص.
ولكن المشاركة الاكبر كانت من الراعي الذي عندم سمع بالخبر قام بذبح كل نعاجه حزناً وكمداً على الشيخ.
اما ثالثة الأثافي فكانت عندما سمع البحر بالخبر فقد هاج هياجاً كبيراً بل ان السفن المبحرة هي الاخرى قررت ان تغرق نفسها بما ومن عليها. فما نفع الحياة بعد الشيخ ديدار.
ولكن احد البحَّارة سأل السفن وهي تغطس في البحر من هو يا ترى الشيخ ديدار؟
قالت السفن لا بد انه شيخ جليل ولكنا لا نعرفه فلنسأل البحر الذي نقل الخبر.
قال البحر في الحقيقة ان لا اعرفه شخصياً ولكني اظن انه شيخ جليل وقد نعاه لي الراعي بعد ان ذبح نعاجه فدعونا نسأل الراعي. قال الراعي اني لم التقِ الشيخ الجليل ولكني علمت قدره من حزن شجرة البوص عليه. فاسألوها عن سماحته.
قالت شجرة البوص تعلمون اني ثابتة في الارض ولا أتجول ولا أطير ولكن طائر الويل حط على فرعي منتوف الذيل فسألته ما بالك بلا ذيل ايها الصديق فأخبرني بالنبأ الجلل.
توجهت السفن والبحر والراعي والشجرة الى طير الويل يستجلون الخبر فقال نعم سأسأل صديقتي القملة فقد رأيتها فارعة دارعة فعلمت ان مصيبة حلت بها وأخبرتني ان زوجها الشيخ ديدار قد احترق وانا لم يحصل لي شرف معرفته.
توجه الجميع لعزاء القملة التي أخبرتهم ان زوجها البرغوث ذهب لإحضار الخبز من المخبز القريب ولكثرة حركاته ونطاته وقع في بيت النار واحترق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى