
سواليف

قبل بدء الْيَوْمَ
صباح الخير معالي وزير التربية والتعليم المحترم.
اذا كانت النسخة المرفقة هي عبارة عن كتاب رسمي لكم ،
فذلك امرٌ طيبٌ ولكن قبل بدء الْيَوْمَ الدراسي إليك الملاحظات المهمة التالية لتداركها ربما :
اريد ان اسأل معاليك بدايةً لماذا كل هذه الفعالية الصباحية ؟ الم ترتبوا لها بعد قرار ترامب وتداعياته و القاضي بنقل سفارة بلاده الى القدس والإعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني المحتل ودون ان يخص القدس الغربية او الشرقية؟
الم تأتي رداً على ذلك بعد الغضب العارم في الاْردن وتماهي وانسجام الموقف الرسمي مع الشعبي وإشادة القائد بالشعب ووصفه الأردنيين بأنهم نبض الأمة ومصدر فخر له ولكل عربي بما أظهروه من مشاعر جياشة تجاه القدس (قضيتنا الاولى) في تلاحم وتآخٍ لا مثيل لهما يعكس مقدار شموخ شعبنا ورقيه ؟ وقد قالها الاْردن صريحة انه يرفض هذا القرار ولا يعترف به وهو نسف لعملية السلام ودعم للتطرف.
طيب معالي الوزير أين اسم ترامب في الموضوع كله ؟ لم يُذكر.
وايضاً أين قرار ترامب الأخطر منذ وعد بلفور وهو بلا شك المحور الرئيسي لكل الامر وغير المذكور بكتابك الموجه لمدراء التربية و الممرر لمدراء المدارس بهدف توعية ابنائنا الطلبة بمواقف الاْردن قيادة وشعباً وجيشاً وشهداءاً وتضحيات من اجل فلسيطين وقضيتها وعاصمتها القدس ورعاية مقدساتها منذ وعد بلفور مروراً بثوراتها وارواح ودماء الأردنيين التي روّت ثراها الطهور الى وحدة الضفتين الى معارك الشرف والإباء على أسوار القدس وفِي ساحاتها وبواباتها وأحيائها وطرقها وشوارعها وفِي كل المدن والقرى الفلسطينية الى يومنا هذا أين كل هذا يا معالي الوزير في محاورك الستة المذكورة والمحددة في كتابكم ؟
ألا يدعم قرار ترامب المخطط الصهيوني لتهويد القدس بل هو اعتراف بيهودية كل القدس وبالتالي يهودية الدولة ؟
وألا يؤثر هذا القرار على الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف؟
الم يضرب قرار ترمب بعرض الحائط كل الاتفاقات الدولية واتفاقية السلام بين الاْردن وما يسمى اسرائيل؟
وكذلك الم ينهي هذا القرار من قبل الدولة الراعية لمحادثات السلام _الولايات المتحدة الامريكية _ مصير القدس واتفاقية أوسلو بين الفلسطينين والصهاينة والوعود بان تكون الشرقية منها عاصمة للدولة الفلسطينية في الحل النهائي للقضية الفلسطينية؟
للأسف لم يأتي كتابكم الموقر (ربما سهواً) على ذكر ذلك ولَم يتطرق الى اسم ترامب وقراره المستهتر بالعرب والمسلمين والمنحاز الى جانب المعتدين.
أرجو منكم معالي الوزير تخصيص حصص وليس حصة للتربية الوطنية وجعل ذلك أصلاً لا يتجزأ من مناهجنا، وطوابير وليس طابور لتوعية شبابنا الذين لهم الغدُ وجندُه المجندُ ، بظروف الواطن ومعرفة اعدائه والمخاطر المحدقة به والتحديات التي تواجهه وإطلاع طلابنا على حقيقية الوضع وتدريبهم على حمل السلاح لأن أعداءنا المتربصين بهذا البلد كُثر ، وهذا النشء في مدارسنا وطلبة جامعتنا وكلياتنا ومعاهدنا هم جيل المستقبل الذي سيتحمل عبء ومسؤوليات المرحلة القادمة الاخطر على الوطن والامة.



