” يا سحيجة الاردن … انطلقوا ” / د . محمد شواقفة

” يا سحيجة الاردن … انطلقوا ”
لا نستغرب هذه الهجمة الشرسة المضادة و من كل الاتجاهات من القوى الرديفة للفساد و مؤيديه و ما اتفق عليه اصطلاحا ” السحيجة ” بعد النجاح النسبي لاعتصامات الشعب و فرضها مطالبها على اجندة الحكومة التي رحلت غير مأسوف عليها …. و لكن يبدو أن قطع رأس الافعى دون ذيلها لا يحل أي مشكلة …
خرجت الفئران من جحورها من المنافقين و المطبلين و السحيجة …تارة لتخويف الناس من أن تتحول الاردن الخضراء الغناء و التي ينعم فيها الغني و الفقير بنفس الحقوق … و قد وصلت فيها مستويات الرفاهية لتنافس المدن الكبرى كطوكيو و زيوريخ و دبي … فتعرف الاردني من ابتسامته و النعيم و الهناء الذي يشع من عينيه. و تارة لترهيب الناس من المؤمرات الخارجية و كأن العالم ترك الملف النووي الايراني و تهديدات كوريا الشمالية و توسعات روسيا الاستعمارية و راح يجتمع و يتآمر ليلا و نهارا لاشاعة الفوضى في البلد الاخطر على وجودهم … فالاردن و برنامجه النووي الذي لم ير النور يشكل تهديدا للعالم و ترسانة الاردن العسكرية و امتلاكها لمنظومات الاسلحة الفتاكة تجعل الدول المحيطة لا تنام رعبا و هلعا …. و تارة لتقنع الناكصين الذين استمرأوا الجبن و اعتادوا الذل و الاهانة ان من يقود الاعتصامات هم مندسون و لهم أجندات خارجية و لا يريدون في بلدهم خير و يرغبون في تدميره و الجلوس فوق اطلاله …
تستغل بعض الابواق الاعلامية بعضا من صور لشباب في الاعتصامات يتناولون الطعام معا و بعضهم جلب أرغيلته معه لينقلوا للعالم ان هؤلاء هم المعتصمون … في محاولة يائسة بائسة للنيل من عزيمة و اصرار الشعب الرافض لسياسات الحكومة و تجبرها و تعنتها و فشلها في محاسبة و لو فاسد واحد. ألا يعلمون يقينا أن من أخرج الناس الى الشوارع ليس هؤلاء الشباب ولا أراغيلهم … أخرجهم جوعهم و فقرهم و ذلهم … لا تحاولوا إستغباء الناس … فالشعب يعرف تماما ما يوجد في جيبه ليومه هذا و ما قد لا يكون ليوم غد … لم تدعوه رغبة في السهر و السمر على الدوار الرابع ….بل دعاه عدم قدرته على ان يشتري ملابس العيد لابنائه …. دعاه الالم في كعب رجله الذي لا يستطيع ان يبدل حذائه لان وراءه أفواه مفتوحة و بطون خاوية … دعاه منظر ابنائه الشباب الذين لا يجدون فرصة عمل …او ابنته التي لا يستطيع ان يكمل لها رسوم دراستها…. دعاه موعد آخر الشهر و هو يتمزق بين دفع الاقساط للبنك و البقالة و الجمعية و بين دفع الفواتير و ما يتبقى ليشتري به خبزا دون لحم او خضار …. دعاه الجوع و الفقر و الذل بصوت واحد …هل تبقى في عروقك اي نقطة دم لتروي نهم الحكومة التي أتت على الاخضر و اليابس…. دعاه رؤية الفاسدين يصولون و يجولون …دون رقيب أو حسيب …
انتفض السحيجة من تحت غبار الخزي ليتهموا المعتصمين بأنهم يهددون الامن و الامان في اسطوانة ممجوجة سئمها الناس و قد انتصروا لترهاتهم بالقاء القبض على خلية مسلحة بشبرية و تتكون من رجل واحد ناهز الستين من عمره…
ايها السحيجة … لم تعد تنطلي على الناس اساليبكم الرخيصة المكشوفة …. لم لا تعترفوا انكم لن تكونوا أكثر اقناعا و فبركة للقصص و الروايات … و أن تعودوا لجحوركم فئرانا تعتاش على الفتات و اتركوا لنا الميدان نبحث عن احلامنا باعتصام … بدبكة ..باغنية … او نراه مع دخان اراغيلنا المشتعلة فيذهب في الفضاء هباء …..

” دبوس عالسحيجة ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى