.روتانا..

[review]لاحظت في الفترة الأخيرة حدوث تطوّر هائل، وقفزات نوعية في بعض مستشفياتنا، حيث أصبحت الممرضّة «عريف صف»، والدكتور عبارة عن «ميكانيكي أوادم»، والمراسل «واسطتنا الثقيلة» لتقريب المواعيد …قبل أيام وفي مستشفى محترم، نفرت الممرضة عصبيّتها على المرضى، كنفور الحصبة الأولى على جسد الوليد، ولم يتبّق سوى أن تأمرنا أن نستديرإلى الحائط وأن نرفع يدا ونثني رجلا طوال فترة الانتظار، وكنت أتخيّلها أن تقوم بتفتيش نظافة على أظافرنا جميعاً، و«تطرقني كفّ» إذا لم ألتزم الصمت أثناء التفتيش، ثم تخيّلتها تكافئ المرضى المؤدّبين بعبارة «اللي بسكت بروّح» نكاية بي …. زميلها الممرّض الآخر، قمت بمطاردته من غرفة إلى غرفة ومن صالة إلى صالة، كاشفاً عن ذراعي فقط ليقيس ضغطي قبل الشروع بالفحص، لكنه نهرني، كما ينهر قطّة وقال «حلّ عن خلقتي، ضغط ما بقيس»…مما اضطرني الى أن «أحمّي وجهي» أمام الحاضرين بعد هذه الكسفة، فطلبت من أحد المرضى أن يكشف عن ذراعه و«يكاسرني» لحين توفّر ممرّض آخر ..والرهان طبعاً على علبة بيبسي.. في صالة الانتظار الرئيسية، يجلس مرضى الباطنية إلى جانب العظام إلى جانب مرضى العيون الى جانب مرضى الأعصاب إلى جانب الأنف والأذن والحنجرة، إلى جانب الجلدية والتناسلية . في هذه القاعة التي تعجّ بالأمراض ورائحة الأدوية، هناك تلفزيون مثبّت فوق كاونتر المواعيد، قلّبت موظّفة الاستقبال المحطّات جميعاً، واستقرّ ذوقها على «روتانا كليب»، أول أغنية كانت لأليسا (حبّك وجع) نظرت الى عجوز ترتدي شالاً مربوطاً للخلف بيدها محرمة ويدها الأخرى على رأسها بوضعية الشخص «المصدّع»، فكان كليباً واقعياً لأغنية حبّك وجع …في الزاوية المقابلة ختيار يضع رجلاً على رجل وقد خلع «شبشبه» تحت الكرسي سأل حفيده همساً «أذّن الظهر»…ردّ عليه جورج وسوف قبل أن يردّ حفيده «تأخرت كتير» ..قلّبت موظّفة المواعيد المحطّات ثانية فأعجبتها أغنية روبي: «يجرحني وأقلّه آه»، التفت نحوي رجل ملتحٍ وقال «وهواه، تلقط روحك»…واكتفى بأضعف الأيمان في تغيير المنكر .. دكتور العظام تصاعد صوته من العيادة ملوّماً أحد المرضى : هاي مش صورة قفصك الصدري، هاي صورة شتلة ميرمية، بدّي صورة «اكس ري» يا بني آدم…بينما كان المريض يحاول شرح أن الخطأ.. خطأ فني الأشعّة وليس خطأه، فتح أحد المرضى الباب، ثم أغلقه بهدوء بعد أن أخطأ العيادة …حضر طبيب العظام الى الصالة الخارجية باحثا ًعن الرجل الذي أخطأ العيادة… نظر في وجوه الجالسين، متفحّصاً تقاسيم المرضى ونظراتهم، ثم قال بشكل حازم : بدّي أعرف مين «أخو الشلن» اللي فتح الباب …فعرفت وقتها أني في كراج بشري.. ahmedalzoubi@hotmail.com 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى