وقد سرق اخُ لهُ منْ قبلُ من ………………صواع الملك

وقد سرق اخُ لهُ منْ قبلُ من ………………#صواع_الملك
د. #بسام_الهلول

ثمة #ظاهرة_سياسية ملفتة للانتباه…لاتكاد تتخلف وكأنها سنة من سنن المعجم السياسي العربي بل ومن اقدارها…
….ومن اقدارها في نضالاتها ضد من استعمروها ان الاحرار كابدوا وجاهدوا وكانت دماؤهم وقودا لشعوبها..وناضلوا وكابدوا وقاتلوا المستعمر في السهل والجبل والغاب
…ولم يلتفتوا الى اي امتياز يحصلون عليه وضحوا وقدموا ارواحهم رخيصة من اجل ترابهم الوطني..واستعصموا في الجبال وطوردوا من قبل المستعمر
…وعندما جاء وقت الجني والحصاد كي يستريحوا من عناء جهادهم..او ما يسمى استراحة المحارب…قذف المستعمر لفيفا لم يكابد اوار الحرب واوار الجهاد والاستشهاد ..تربوا على عينهم( عملاء )…ومستخذين لشرفهم..وهم من يقودوا اليوم وامس دفة الاوطان…وهم من يتحكمون في رقاب ابناء الاحرار الذين مهروا الاوطان بدمهم الزكي…بل واستبعدوا من قيادة دفة المركب…في هذه الاغفاءة التي اخذتهم بل سنة من تعب المحارب…تقدم ابناء الخونة والمتواطئين مع المستعمر…تسنم امر المجتمعات..
وهانحن نراهم وقد اعطوا دبرهم ووقعوا مع عدوهم عقودا تستخدى فيه الاجيال…هذه قاعدة بل ظاهرة لم تتخلف على طول وعرض اوطاننا من الخليج الى المحيط…وهاهم يأخذون الاوطان الى مانحن فيه من دمار…
لايحق لي ان اعاتب وألوم هؤلاء الاحرار غفلتهم..وانما سنة النوم اخذتهم..وغفلتهم جعلت الاوطان الى ما وصلت اليه…واقرب شاهد ما رأيناه بالامس في مخيم جنين….مما دفع بالشباب ان يصيحوا برا برا…بعد ان قدموا مهج ارواحهم..وجاء نفر لايحسنون الكر ولا الفر. (الا الحلب والتصرية..)يتقدمون بالنصح والارشاد…. وافواههم والغة في دم الشرفاء كبرت كلمة تخرج من افواههم….مما يجعلنا جميعا ان نقف على( مايوم حليمة بسر)….فالحذر الحذر..ياشباب جنين ان يجري لكم ما جرى لكل الاحرار من قبلكم
….واحسبكم( لست بالخب ولا الخب يخدعني)…نعم ( هم العدو فأحذروهم)….ولكل احرار فلسطين الف تحية…نفخر بكم ونرفع القبعات ما تكتبونه باخلاص على ناصع من البياض في ارشيف الاوطان……
…ان معركة جنين فيما وراء الهوية ثمة مفهوم طرحه ( جنين)..هو مفهوم( الحريك)…والذي يرتبط شخصه بالشجاعة والاقدام رغم مايملكونه الا ( اليد الفارغة)…التي تلاطم( المخرز)..مما يواجهونه من مؤامرة فيما وراء اقبية نضالهم المستميت..اذ هي الاخطر من مواجهة عدوهم ( الصريح)…بحيث شكلوا ورسموا ( مقاما)…رغم رقمهم المرقون بلا( بسط)…اذ احرقوا قوانين المرور في مدينة من مدن الضفة( رام الله وسلطتها)…احرقوا( الضوء الاحمر)..الماثل امامهم والذي يدعوهم للامتثال الى امر قانوني…فهم لايؤكدون وجودهم ككائنات وفق منطق العقل( رام الله وسلطتها)…وانما اكدوا وجودهم كخلق( برّاني)…ونباتات يصدق فيها وصف( النوابت)…وهو ما يعيق الحصاد من جني المحصول..يعيق حركة العملاء من جني ( مكوسهم)…فهؤلاء اي الاحرار هم( النوابت)…اذ كل حر نابتة…ان جنين شخص مفهومي ( يلد واقعه ولا يصفه…..

….فهي خروج على معطى وصفي قبلا
…فهي نداءات ومخططات احداثية لوقائع ما بعدها وفضاءات لتصريف رغبة مقاوم..في حرق( الضوء الاحمر)…في مدينتهم( رام الله وسلطتها)…فهم بحق ( النايضة)..(..والفاكنس)و( التوي نيكوس)..او( الحرّيك)…في زمن( هشيم السلطة)… او من يسهر على ايقاظ ( الحصادين)..في ليالي صيفهم( القويدح)…بل هو( المقلق العام)…في زمن نوم ( الرسمي)… تنهض جنين لتقدم ( ثائرا يريد معناه)…

واخوف مااخاف وما يتوجس منه القلة الغيارى ان يجري لنا ماجرى لآمة من قبل …..وقد قيل له
(ابكِ مِثلَ النساءِ مُلكاً مُضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال…)
ما أشبه الليلة بالبارحة سقوط غرناطة في الأندلس في ( 3 يناير من عام 1492 ميلادية) أي قبل أكثر من خمسة قرون حين امتطى أبو عبدالله الصغير صهوة جواده مولِّياً ظهره شطر قصر الحمراء الشهير في يوم بارد من أيام يناير 1492م. إعترت مُحيَّا أبي عبدالله مسحةٌ من الحزن والأسى وخيم الوجوم والصمت الطويل على الركب مُنبئاً عما يكتنف القلوب من غم شديد. سار أبو عبدالله تتبعه امه وبعض من أهله وصحبه في ذلك الطريق الطويل الملتوي الذي يمر بين شعاب غرناطه وجبالها متجهاً إلى منفاه ليفارق غرناطة إلى الابد.
كانت الشمس قد آذنت بالمغيب وانعكست أشعتها الذهبية على جدران قصر الحمراء لتكسوَ حجارته بصبغة ذهبيةٍ باهتة فتضفي عليه سحراً وجاذبية. توقَّف أبو عبدالله قليلاً عند تلةٍ صغيرة تُشرف على وادي غرناطة المكتظ ببيوته البيضاء ليلقي نظرة وداعٍ أخيرة على مدينته الحزينة التي يتوسطها قصره الشهير وتسارعت في ذهن أبي عبدالله ذكريات الصبا وأيامه الجميلة التي قضاها في ردهات وأروقة هذا القصر وفي حدائقه الغناء الواسعة وكان ابو عبدالله يعرف ان تلك الوقفة سوف تكون الأخيرة وأنَّ تلك النظرة ستكون النهائية فلن يأمل ابداً بأن يرى مدينته المحبوبة ثانية، تمنى ابو عبدالله لو تطول تلك الوقفة لعله يستطيع ان يملأ عينيه بتلك المناظر الساحرة التي تثير في نفسه ذكريات الصبا، إلاّ ان الحزن الذي يعتصر قلبه والأسى الذي يلف فؤاده والكآبة والوجوم اللتان علتا مُحياه سرعان ما خالط كل ذلك عينيه وإذا بهما وقد همتا دمعاً ساخناً حاول جاهداً ان يخفيه عن نظرات امه الحادة التي عاجلته بصوتها قائلةً له : –
إبكِ مثلَ النِّساءِ ملُكاً مُضاعاً
لم تحافظ عليه مثلَ الرِّجالِ….
….نعم انه ملك وأي ملك ذلك ما وقفت عليه من امس الدابر عندما كنت اقطع الطريق الى ارض الغافقي جنوب فرنسا
وهاانذا ارى امة لا هية شرقي النهر سادرة كبراؤها في غيهم…ومهما طفقنا غرفا من ماء طوفانهم…الا ان سيلهم الجموح….سيأخذ كل شيء …بل كل شيء …. ونحن في شرقي النهر لازالت تستهوينا سباقات( الرالي)…رغم ان الرخم خش البيوت واخشى مااخشاه اننا جميعا وبجريرة واحد نفر( ان ابكِ ملكا مضاعا…لم تحافظ عليه مثل الزلم).. وهانحن كلنا شدو زغرودة فلسطينية وبلهجتهم الان وفي الازقة والدشر والحور…..
(…يايما كوليلوا مااحلى تعاليله…وتعلكت روحي وبطرف منديله……..
وياديرتي حملوا وديرتي شالوا………ياديرتي واشعلوا بالكلب نيران…)
وفي زعمي ان هذه الاوضاع التي يعيشها الاردنيون شرقي النهر من جوع وبطالة وفساد عريض وسياسي يلهو ويلعب مايدل عليه سلوكه وفعله هزوا بضمير هذ المركب( النكد)…من السواد انما هو واكاد اجزم توطئة للقادم الاعظم حتى ( نبكي جميعا دونما استثناء ملكا مضاعا)…مثلنا مثل من استهم سفينة وخرقها وهم ينظرون اليه فغرق وغرقوا…عندها ( لات ندم)…ومرة اخرى….لات ندم….وما يعزيني ….اني فيما اكتبه رائدي لوحة **
“الهروب من الإطار” للرسام الإسباني بيردل بوريل .
حيث تشي هاته بمضنونها على غير اهلها ….اذ تقول ؛
(…….عندما تخرج من الاطار الذي صنعوه لك ، ستندهش وستندم على كل لحظة عشتها فُرضتْ عليك بمُسمّى ” الأُطر والتقاليد ” !وازيد( وعصا الشيخ عندما كان يعلمنا التلاوة لطالما انضجنا جلودا غير الجلود التي خلقنا عليها…..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى