آخر أخبار كارثة فوكوشيما! / د . أيّوب أبو ديّة

آخر أخبار كارثة فوكوشيما!

تأتينا أخبارا متواترة من اليابان، وبالذات من منطقة فوكوشيما التي ما زالت منكوبة حتى يومنا هذا منذ الكارثة النووية التي ضربتها عام 2011، حيث اكتشف الخبراء مؤخرا أن كميات البلوتونيوم 241 الناجمة عن كارثة فوكوشيما بفعل ذوبان الوقود النووي واحتراقه بفعل الحرارة المرتفعة قد بلغت 70 ألف مرة مقدار ما تركته القنبلتان النوويتان التي ألقتهما الولايات المتحدة الأمريكية على اليابان عام 1945؛ هذه الكميات الهائلة من عنصر البلوتونيوم قد لوثت البيئة في بعض المناطق القريبة من المفاعل النووي في اليابان تلويثاً شديداً ومستداماً.
والحق أن شدة إشعاع هذه المادة (البلوتونيوم) وطول عمرها الإشعاعي الذي يمتد إلى مئات الملايين من السنين هو مصدر رعب لليابان ولليابانيين وللعالم بأسره وبخاصة لأنه أتضح أن هذا التلوث قد وصل أيضاً إلى المحيط الهادئ ودخل في السلسلة الغذائية وسوف يبقى هناك لملايين السنين، كما عبر التلوث الإشعاعي المحيط ليصل إلى القارة الأمريكية، حيث نشرت دورية طب الاطفال العالمية في عددها رقم 3 صفحة 1 إلى 9 لعام 2013 بحثاً عن ارتفاع نسبة إصابة الأطفال حديثي الولادة في ولاية كاليفورنيا، حيث كشف البحث أن تركيز عنصر الأيودين 113I المشع في مياه المطر في كاليفورنيا بعد الأيام الأولى من كارثة فوكوشيما زاد 211 مرة عما كان عليه قبل الكارثة وأن نسبة الأطفال حديثي الولادة المصابين باختلال في أداء الغدة الدرقية بلغ 16% مقارنة بمواليد عام 2010.
ومما يعزز حجم الأضرار الناجمة عن المفاعلات النووية حتى في ظروف العمل الاعتيادية ما نشرته أحدث الدراسات التي نشرت مؤخراَ حول أثر إغلاق المفاعلات النووية الايجابي على صحة الناس فهي تلك التي قام بها الباحثان Mangano وزميله Sherman ونشرت في الدورية الشهيرة Biomedicine International العدد 1 لعام 2013، حيث اتضح من نتيجتها على أثر دراسة استمرت لمدة عشرين عاما أنه بعد إغلاق مفاعل نووي في ولاية سكرامنتو في كاليفورنيا بالولايات المتحدة عام 1989 انخفضت نسبة الإصابة بأمراض السرطان في الولاية وذلك مقارنة بالإصابات الواقعة عامي 1988 و 1989 (مع أخذ تزايد عدد السكان بعين الاعتبار).
كتب جون لافورج Laforge بتاريخ 28/1/2012 أن العلماء الفرنسيين قد تأكدوا أخيراً من ارتفاع نسبة إصابة الأطفال الفرنسيين بسرطان الدم ارتفاعاً كبيراً في المناطق القريبة من المفاعلات النووية؛ وقد نشر بحث في مجلة راقية من الدوريات الطبية المتخصصة “International Journal of Cancer” لدراسة تمت بين عامي 2002 – 2007 على 2753 حالة سرطان دم متقدمة، ووجدوا أن الإصابات تتمركز حول مواقع المفاعلات النووية الـ 19 في فرنسا التي يعمل فيها 54 مفاعلاً نووياً وتطلق في الأجواء غازات مؤينة مثل غازات زينون Xenon، وكريبتون Krypton، وتريتيوم Tritium لتخفيف الضغط في حجرة المفاعل المغلقة.
وتتطابق هذه الدراسة الأحدث مع دراسة سابقة أجراها العلماء الألمان على المناطق المحيطة بالمفاعلات النووية التي سوف تتفكك كلية في عام 2022 بقرار لا رجعة عنه من الحكومة الألمانية، فقد تمت الدراسة عام 2008 في ألمانيا واستمرت لمدة 25 سنة ونشرت في الدورية نفسها IJCعدد 122 ، وأيضاً نشرت في الدورية الأوروبية للسرطان EJC عدد 44. وقد وجدت الدراسة الألمانية الأخيرة زيادة الإصابة بالسرطان الصلب بنسبة 60% وزيادة نسبة الإصابة بسرطان الدم لدى الأطفال الذين عاشوا بالقرب من مواقع المنشآت النووية بلغت 117% وذلك بين عامي 1980 – 2003.
ختاما نقول ان اخر اخبار كارثة فوكوشيما اليوم هي اخبار خطيرة وغير سارة وان الاكتشافات المرعبة متتالية واضرارها على المواليد الجدد والتنوع الحيوي لن تظهر الا بصعوبة وببطء، الأمر الذي يجعل من معالجتها والوقاية من الاشعاعات امورا صعبة المنال وفي غاية التعقيد!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. العالم والخبير النووي شكرا لك هذه المعلومات … وهي غير موجودة في كل كتب الفيزياء … أهو من عدم معرفة الفيزيائيين بالمعلومات أم لاستمرارك في نشر معلومات تعرفها فقط انت وتستخدم منابر محترمة لتمرير معلوماتك الفيزيائية العظيمة …

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى