
حفيدي .. / جابر مصلح
ما زالت عيني ترقبان حفيدي ( جابر ) و هو يملؤ الجو من حولي جذلاً و صخباً … و مرحاً , و بعد أن أنهكه التعب ألقى نفسه في حضني و أخذ يتأملني .. و كأنه يقرأ في خطوط وجهي قصصاً و حكايات … و أخذ يتلمس لحيتي باحثا فيها عن ذكرى يحتفظ بها ليتذكر جده كلما أراد .
امتلأ صدره الصغير بشهيق خالطته حيرة بانت في سؤاله .. هل كنت طفلا مثلي يا جدي ؟
تبسمت و قلت له : طبعا ..
ضحك باستغراب ثم تركني شاردًا في صور لزمان عشت فيه .. زمان كان مليئا بما لا أحب الحديث عنه أو حتى أن أتذكره .. و لكن في ذلك الزمان كان هناك ما نفاخر به رغم مخزيات كثيرة , و كان كثيرا ما ينبعث الأمل من حضيض الإحباط .. و يشرق النصر من تحت ركام لطالما حجب ضوء الشمس .
و فجأة أخرجني من شرودي العميق صراخ طفلي الصغيرين و هما يلعبان .. نظرت حولي .. تبسمت و قلت نفسي .. مستعجل أن تصير جدّا يا جابر !!! .. ثم أكملت متابعة .. الأخبار .