في بيتنا فأر
قبل يومين دخل فأر حقل لمنزلي مستغلاً عدم إغلاق باب المنزل لبعض الوقت ولم نكتشف دخول هذا الزائر الصغير إلا في ساعة متأخرة من المساء , حيث صاحت إحدى البنات فجأةً وهي تقول فار.. فار.. فار وتلعثمت بباقي الكلام .
أنا وبصراحة للوهلة الأولى ظننت أن إبريق الشاي هو من فار لأستدرك بعدها أن المقصود هو فأر الحقل , وبعد ذلك دبت الفوضى بيننا فالصبايا تسلقن على ظهر الكنب وأحد الأبناء وقد أمسك بقشاطة الحمام وهو يقول هظاكو… هظاكو زرق تحت الكومادينا ومن ثم يقول لدوا هظاكو راح تحت الثلاجة ليعود ويقول حريق الحُرسي رد مزط تحت الفرن , بينما زوجتي تقول الله لا يجبره من وين أجتنا هالبلوة تالي هالليل , أما محسبوكوا تسلح بمكنسة القش وزي ما بتعرفوا هاي المقشة هواة بهواة للفيران بالإضافة لإستعمالاتها الأُخرى المتعددة , المهم يا طويلين الأعمار قضينا وقت لا بأس به ونحن نلاحقه من مكان لمكان وكأنه يعرف تفاصيل البيت أكثر منا .
أخيراً غلبنا النُعاس على أمل في اليوم التالي نُكمل المهمة بنجاح , لكن تم أخذ بعض الإجراءات الإحترازية خوفاً من تسلل الزائر غير المرغوب به للغرف الداخلية مثل إغلاق الأبواب ووضع قطع قماش أسفل كل باب لإغلاق الفتحات تماماً وشراء مادة لاصقة مع رفع حالة التأهب من اللون البرتقالي للون الأحمر.
من تبِعات زيارة هذ الضيف ومباشرةً في اليوم التالي تم إتخاذ قرارات حاسمة من قِبل وزارة الداخلية عندي أهمها:-
أولاً : تجديد تنجيد طقم الكنب وذلك خوفاً من أن يكون الفأر مختبئاً به .
ثانياً : بما أن الصالون أصبح شبه فارغ لمدة قد تصل لإسبوعين ريثما يجهز طقم الكنب فقد تقرر تلبيس البلاط الأرضي ببلاط حديث وعلى الموضة.
ثالثاً : لكي يكتمل تناغم الألوان لا بد من تغيير البرادي
رابعاً : عملية دهان للجدران وأبواب الصالون فقط . وحطوا خط أحمر تحت كلمة فقط . والقائمة مفتوحة .
زائر صغير لم يتجاوز وزنه ال (100 )غرام أحدث ما أحدثه من تغيرات جذرية وإتخاذ قرارات مصيرية وفورية . بالمقابل هناك رجال سياسة وإقتصاد من أصحاب الأوزان الثقيلة والذين أمضوا سنوات إن لم يكن عشرات السنوات في تمحيص وتفحيص ودراسات وفي النهاية لم يستطيعوا إتخاذ قرار واحد وصغير .
ملاحظة : بتدروا إذا الفار ماطلعش جوات طقم الكنب إللي وديناه للتنجيد وبعده بالدار … معناته إتخوزقت وإللي كان كان .
رائد عبدالرحمن حجازي
