علمنة المناهج الدراسية في الأردن / علام النواصرة

علمنة المناهج الدراسية في الأردن

إليك عزيزي القارئ المنجزات التقدمية والنهضوية العظيمة في هاتين الدولتين في أوج النزعة العلمانية سابقا :

* العلمانية في تونس :
– بدأت بتغيير المناهج التربوية في القطاعات التعليمية كافَّة.
– دعا بورقيبة عام 1956م إلى منع الصوم حتى في شهر رمضان؛ بدعوى أن الصوم يُقَلِّل الإنتاج ويعوق تقدُّم تونس ونهضته .
– أصدر بورقيبة قانونًا في سنة 1981م وصف فيه الحجاب بالزي الطائفي، ووزَّعت الجهاتُ الرسمية على أئمة المساجد منشورًا تحثُّهم فيه على تشجيع خلع المرأة حجابها، وأنه ليس من الدين في شيء.

* العلمانية في تركيا :
– تمّ إصدار قانون “لوائح اللباس في المؤسسات العامة” الذي منع الحجاب في مؤسسات الدولة ، وتم اعتبار “الحجاب” تهديدا لتركيا ، وبذلك النساء المحجبات لم يستطعن الدخول إلى الجامعات، ولم يقدرن العمل بالحجاب .
– تم إلغاء كتابة اللغة التركية بالحروف العربية، وأمرت بترجمة القرآن إلى اللغة التركية، وجعلت الأذان للصلاة باللغة التركية، واستبعدت قدر استطاعته أي كلمة عربية من اللغة التركية، كما اتخذت التقويم الغربي تقويمًا رسميًّا للدولة بديلاً عن التقويم الإسلامي، وجعلت العطلة الأسبوعية الأحد بدلاً من الجمعة ، وتم إلغاء المحاكم الشرعية، ووزارة الأوقاف.

العلمانيون في وطننا الحبيب يسعون لعلمنة ثقافة وأصول وحاضر شعبنا الأردني آملين أن نصبح ذو ثقافة تفصل الدين عن الوطن ،
فهل يطمحون أن نصبح دولة ذو تقدم وإنجازات وتطور مثل تونس وتركيا في أوج العهد العلماني مثلا ؟!

ومتى سيعي العلماني العربي الجاهل أن مبدأ فصل الدين عن الدولة نشأ في الغرب لأنّ دينَهم فاسد وسيُفسد تقدمهم وحضارتهم ، وأن الفصل في دولنا لا يصلح أبدا لأن ديننا هو الحق من عندنا ربنا شامل لكل مناحي الحياة (إن الحكم إلا لله) ؟! وأن تقدمنا ونهضتنا لا تكون إلا في تمسكنا وعودتنا إلى ديننا ؟!

ففي العصور الوسطى كان المسلمون متمسكون أشد التمسك بدينهم وكذلك الأوروبيون كانوا متمسكين أشد التمسك بدينهم إلا أن التمسك الأول جعل من أمتنا أمة حضارة وتقدم ونهضة والتمسك الثاني جعلها أمة تخلف وتردي ، فبقدر تمسكنا بديننا يكون تقدمنا ونهضتنا .

قال المؤرخ الهولندي رينهاردت دوزي في كتابه “نظرات في تاريخ الإسلام” : ( بينما أهلُ أوروبا نائمون في ظلام الجهالة لا يرون الضَّوء إلا من سَمِّ الخياط؛ إذ سطع نور قوي من جانب الأمة الإسلامية من علوم وأدب وفلسفة وصناعات وأعمال يد وغير ذلك …. واغتنم منها أهل أوروبا في القرون الوُسطى )

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى