.سد لكل قرية!!

[review]قبل أسابيع صرح احد الخبراء المائيين للصحف ما مساحته”نصف صفحة”تقريبا: : أنه حتى لو سقطت الأمطار بكثافة في شهر شباط فإن ذلك لن يفيد الموسم الزراعي بشيء، ولن يزيد من مخزون السدود..وبعد نزول الخير المغلف برحمة ربنا في هذين اليومين ،أكّد خبراء في وزارة الزراعة أن معدلات الأمطار تقارب معدلات العام الماضي والموسم الزراعي والمائي يبشّران بالخير..لن اعلّق على ما قاله الخبير المائي – الأولاني- فرحمة ربنا أهم من كل خبراته وتوقعاته ..ما اريد قوله فقط ، ان الأمطار قد تهطل نتيجة العمل الصالح والدعاء ، لكن السدود والأحافير ووسائل جمعها لا يمكن أن تحفر وتشيد بالدعاء فقط، ولم نسمع في تاريخ أكثر الأقوام صلاحاً وتقوى أن وجدوا سدّاً قد شيّد فجأة نتيجة دعاء أحد الصالحين أو الأولياء..بمعنى ، أن كمية الأمطار التي سقطت في الأيام الأربعة الماضية فقط، لو جمعت واستغلت ووجدت طريقها للسدود والآبار والأودية المغلقة لكفتنا عاماً كاملاً من شرب وزراعة وصناعة..كنت أنظر الى الأودية المسالة والشوارع الجارية – على عرضها – بحسرة وندم لأن أكثر من 95% من هذه المياه ستضيع دون أن تجد ”صحن جيولوجي” يجمعها.. اذا كان الفاقد من المياه التي تجري في المواسير من 50 الى 70%، فما بالك تلك التي في الشعب والأودية؟؟.كل عام ننفق ملايين الدنانير على المؤتمرات والدراسات وورشات العمل ونرجو كل الممولين والشركاء الاستراتيجيين لجر ما مقداره”ابريق وضوء” من آخر المملكة الى العاصمة..بينما الذي يأتينا مصفى منقى من السماء الى سطوح بيوتنا نعجز عن جمعه ولمّه..ثم نتفاخر بوسائل الإعلام بأننا رابع أفقر دولة في العالم مائياً…”عفيه”!!.الأمر لن يكلف الكثير – لو كنت مخطئاً ارجو أن يصححني أحدهم – لو تعاونت وزارة الأشغال مع وزارة البلديات ووزارة المياه، واستغلّوا اخفض منطقة جغرافية في كل قرية او قضاء او مدينة أو محافظة لبناء ”سدّ محلي” وجمعنا فيها مياه الأمطار لحصلنا على اكتفاء ذاتي وأنعشنا الزراعة والشرب ..ولتأخذ القصة من الوقت ما تشاء..القصة تتعلق بالارداة فقط ، وليس بالقدرات أو بالوسائل.. فلو ظل الفراعنة بانتظار ”شريك استراتيجي” مناسب لتمويل مشروع الأهرامات لما عرفنا ”خوفو ولا أبو الهول”..***باختصار، الجلوس بالمكاتب وشرب القهوة واستقبال الضيوف والتخطيط لورش العمل و”تسطير” الاستراتيجيات..لن ترشح لنا ماءً.ahmedalzoubi@hotmail.comأحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى