رفض واسع بمجلس الأمن لقرار ترمب حول القدس

سواليف

قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أمس الجمعة إن أي قرار نهائي بشأن وضع القدس سيعتمد على المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال تيلرسون «فيما يتعلق بباقي القدس.. لم يشر الرئيس إلى أي وضع نهائي بالنسبة للقدس. كان واضحا للغاية بأن الوضع النهائي بما في ذلك الحدود سيترك للتفاوض واتخاذ القرار بين الطرفين».
وأضاف تيلرسون الذي يزور باريس لإجراء محادثات مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان إنه من غير المرجح أن تنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس هذا العام «وربما حتى ليس العام المقبل».
وفي السياق دعا مسؤولون غربيون إلى الهدوء في فلسطين بالتزامن مع جمعة غضب خرج فيها الفلسطينيون لإسقاط قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في حين توالت الانتقادات الدولية لهذا القرار.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في افتتاح اجتماع لدعم لبنان في باريس امس الجمعة «أوجه نداء إلى الجميع للالتزام بالهدوء وتحمل المسؤولية» بعد القرار الأميركي. وكان ماكرون صرح أمس بأنه لا يوافق على اعتراف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدا أن هذا الإعلان «يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي».
في الوقت نفسه قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ردا على سؤال عن إمكانية اندلاع انتفاضة جديدة، إن «هذا هو الخطر». وعقب على قرار ترمب بقوله «نحن لا نوافق عليه ونرغب فعلا في أن يسود الهدوء رغم كل شيء».
واعتبر لودريان في تصريحاته امس لراديو «فرانس إنتر» أن الولايات المتحدة بقرارها هذا استبعدت نفسها قليلا من عملية السلام في الشرق الأوسط، مضيفا «الواقع أنها تقف وحيدة ومعزولة في هذه القضية». ومن المقرر أن تستقبل فرنسا الاثنين المقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
من جانب آخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي في فيينا امس إن الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل «يخالف المنطق السليم»، وتأتي هذه التصريحات قبيل اجتماع طارئ يعقده مجلس الأمن الدولي لبحث الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته إن فرنسا ستؤكد موقفها أمام مجلس الأمن وستدافع عن حل الدولتين بحيث تكون القدس عاصمة لهما معا، كما أن الاجتماع سيظهر عزلة أميركا، حسب قول وزير الخارجية.
من ناحية أخرى، قال البيت الأبيض الخميس إن احتمال إلغاء اجتماع مقرر عقده قريبا بين مايك بنس نائب الرئيس الأميركي الذي سيزور المنطقة قريبا والرئيس الفلسطيني محمود عباس سيأتي «بنتائج معاكسة». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في الرئاسة الأميركية قوله إن بنس «لا يزال يعتزم لقاء عباس كما هو مقرر».
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة الامريكية استبعدت نفسها كوسيط في عملية السلام بالشرق الأوسط بعد اعتراف رئيسها دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال لو دريان لراديو (فرانس إنتر) «أسمع البعض، ومنهم وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون، يقولون إن الأمور ستحدث في وقتها وإن هذا هو وقت المفاوضات، حتى الآن كان بوسعها (الولايات المتحدة) أن تلعب دور الوساطة في هذا الصراع لكنها استبعدت نفسها بعض الشيء، الواقع أنها تقف بمفردها وبمعزل في هذه القضية».
و أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو أن بلاده لن تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتؤيد حل الدولتين، وقال ترودو للصحفيين امس إن كندا لديها سياسة طويلة الأجل تجاه الشرق الأوسط ونحن بحاجة إلى العمل من أجل حل الدولتين من خلال المفاوضات المباشرة مضيفا أن بلاده ستواصل المشاركة البناءة والموضوعية في المنطقة ومع شركائنا وأصدقائنا في أنحاء العالم ، وأكد ترودو على أن بلاده لن تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس .
وأشارت صحيفة الجلوب أند ميل كبرى الصحف الكندية إلى أن رد رئيس الوزراء الكندي على قرار ترمب يتماشى مع نهجه الحذر إزاء إدارة ترمب التي تهدد حاليا بإلقاء العلاقات الإقتصادية بين كندا والولايات المتحدة في حالة من الفوضى من خلال تمزيق إتفاق التجارة الحرة مع أمريكا الشمالية .
كما أشارت الصحيفة إلى تأكيد وزارة الخارجية الكندية على أن السياسة الرسمية للحكومة الكندية بشأن القدس هي أن وضع القدس لايمكن حله إلا كجزء من تسوية عامة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي كما أكدت أن كندا لاتعترف بضم إسرائيل للقدس الشرقية من جانب واحد.
و أدانت الجمعية العربية الكندية بشدة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بنقل سفارة بلاده إلى القدس واصفة هذه الخطوة بانها تمثل إنتهاكا صارخا للقانون الدولي وكل المبادىء والمعاير الأخلاقية وذلك للفت الإنتباه بعيدا عن مشاكله السياسية داخل الولايات المتحدة .
وقالت الجمعية في بيان لها إن ترمب جعل من المستحيل أن تقوم الولايات المتحدة بلعب دور جاد ومسؤول بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن هذه الخطوة غير مسبوقة وتؤدي بالتأكيد إلى إحتكاكات غير ضرورية في منطقة متوترة للغاية في هذا العالم .
وبينت الجمعية أن ترمب إتخذ هذا القرار بالرغم من الضغوط التي مارسها عدد من القادة من المجتمع الدولي بما في ذلك بعض حلفاء الولايات المتحدة بالإضافة إلى بابا الفاتيكان كما تم إتخاذه بدون حساب للتداعيات الخطيرة التي يمكن أن تلحق بالمدنيين الأبرياء .
وشددت على أن القدس أرض فلسطينية محتلة من جانب الجيش الإسرائيلي ، كما شددت على أن القدس كانت وستظل كذلك عاصمة لفلسطين .
وحثت الجمعية رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو على إدانة قرار ترمب وممارسة الضغط لإزالة أى تأثيرات لهذا القرار في المدى القصير والطويل على الوضع القانوني للقدس .
وأعربت عن أملها في أن تدفع كندا الولايات المتحدة للتراجع عن إحداث فوضى إضافية في المنطقة وقالت إن الكنديين يتوقعون من حكومتهم الدفاع عن القانون الدولي والوقوف بقوة بجانب الإلتزام بالمعايير الأخلاقية العليا .
ودعت الجمعية العربية الكندية في بيانها المواطنين الكنديين إلى المشاركة في المظاهرات التي تنظمها غدا السبت في ثلاث من كبرى المدن الكندية وهي تورونتو وأوتاوا ومونتريال للتنديد بقرار ترمب .
و أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في محادثة هاتفية عن قلقهما إزاء القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال الكرملين في بيان إن محادثة هاتفية أجريت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان بمبادرة من الجانب التركي.
وأضاف البيان «أعرب الجانبان عن قلقهما الجدي فيما يتعلق بالقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وإعلان خطط لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وأكدا أن مثل هذه الخطوات يمكن أن تغلق آفاق عملية السلام في الشرق الأوسط».
وتابع البيان «تمت الإشارة خلال الاتصال، إلى عدم جواز تصعيد التوتر في المنطقة.. والى ان الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي ينبغي أن تهدف إلى تيسير استئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية من أجل إيجاد حل توفيقي لجميع المشاكل، بما في ذلك وضع القدس».
وأوضح أن «روسيا وتركيا ملتزمة بالتوصل إلى حل للأزمة في الشرق الأوسط حلا عادلا وقابلا للاستمرار، يقوم أساسا على القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وعلى تحقيق حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته».
وأشار الكرملين إلى أن أردوغان أبلغ بوتين عن عقد قمة استثنائية مرتقبة لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول في 13 الجاري مكرسة لبحث الوضع.
و ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن المئات شاركوا في مظاهرات في أنحاء البلاد أمس الجمعة للتنديد بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأدان قادة إيران قرار ترامب الذي يتضمن عزمه على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وأذاع التلفزيون الرسمي لقطات لمتظاهرين يتحركون في مسيرة ويهتفون «الموت لأمريكا» و»الموت لإسرائيل» ويرفعون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها «القدس للمسلمين». وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن متظاهرين في عدة مدن أحرقوا دمى تمثل ترامب.
وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى