
الى امي في غير اذار
أيتها المتلحفة بياض الكفن… ومتوسدة تربة قبرك السمراء …. ياذات الشنبر الأسود والقلب الابيض ، كأنك للتوء عائشة لم تموتي فلم يهزمني الحزن لفراقك لحظة أو تقهرني لان أنساك السنين ، أيتها المتخفية خلف ستارة الموت، ما زلت حية في خاطري ، حاضرة في وجداني أرشف من ثنايا رسمك المركون في خاصرة الذاكرة بقايا حنين…
أيتها الجلمود عند تكالب المحن وانهزام الفرح امام صولجانة الحزن … أيتها اللينة امام قساوة القهر والحرمان… أموت وأدفن معي ذكراك في لحدي فلن أنساك حتى لحظة سؤال الملكين… معذرة حبيبتي إن أقلقت مهجعك كل حين فطفلك يستجديك الآن جرعة حنان وهو في الخمسين ، أو إنكسار نعسة خجلى على عاتقك يشفي بها وجعه ويمحو بها آرق السنين ….
معذرة يا مهجة الروح للحظة أبكيك، ولأخرى ادعو بها ربي ان يجازيك … عن كل زفرة نفاس او وعكة حمل أوقطرة دمع بللت وجنتاك…
دعيني ابكيك بملء فاهي حسرة على عمر مضى مني من غير ان أقبل فيه محياك …
إلهي إستودعتك امي رفقا بها فهي أمتك وهي أمي فجازها بجزيل المكرمات….
بقلم ابنك الذي اشتريتيه له
بحفنة قمح
قبل خمسة عقود ….