
نفاخر بكم الدنيا
سهير جرادات
نفاخر بكم الدنيا .. بصلابتكم وإرادتكم القوية التي لا تعرف الخوف ، فأنتم من تذودون عن الوطن وتحملون حبه في قلوبكم،ولحرصكم الكبير تُطبقون عليه بضلوعكم، وترقبون بعيونكم من يحاول المساس بأمنه وأمانه .. تشنفون آذانكم لسماع ما يدور هنا وهناك .. حتى ” دبيب النمل” .. وترصدون بعيونكم وأحاسيسكم كل صغيرة وكبيرة،لوقف أطماع المغرضين الذين يحاولون أن ينالوا من أمننا واستقرارنا..
نفاخر بكم الدنيا .. وأنتم تَخطون كل يوم بطولة تلو الأخرى، لتؤكدوا أن الوطن أغلى من الروح، وتنسجون البطولات لحمايته ، وخيوط الأمل لنا؛ لنعيش بأمان، وننعم بحياة هادئة وهانئة، بعيدة عن الخوف والرعب والإرهاب .
نفاخر بكم الدنيا .. أنتم يا من يعتلي جباهكم (الشعار)، وتعلو اكتافكم (النجوم ) ، وتزدهون بالبندقية التي تدافعون بها عن الوطن ، ويتوسط خصركم المتين (القايش )،بعز وفخار ، وانتم تستخدمونه عند الحاجة، كالسوط في وجهه من يقف أمام منعتكم وعزتكم ..
نفاخر بكم الدنيا،وأنتم تلبسون باقدامكم (البسطار)، متحدين به حر الصيف وبرد الشتاء، وتقفون عليه بثبات على أرض هذا الوطن، تؤدون به صلاتكم لتكونوا دائما على أهبة الاستعداد لحماية الوطن والدفاع عنه ، ولتدوسوا به على رؤوس الطغاة والمارقين والمتطفلين.
نفاخر بكم الدنيا .. يا من تحملون على يمينكم “الفرد” والبندقية، وعلى يساركم قلوبا تنبض بالمحبة للوطن .. يا صاحب البورية والملابس الكاكي والكحلي و”الفوتيك”، التي لا تختلف عن لون سماء الوطن وترابه .. يا من جُبلتم بمكونات الوطن وترابه الأصيل.
نفاخر بكم الدنيا .. بشماغاتكم الحُمر وعقالكم الأسود الأشبه بالتاج على رؤوسكم.. وبصلابتكم وصرامتكم ، وبمقدار خشونة أيديكم ، تلك الخشونة التي ورثتموها عن الآباء والأجداد، الذين زرعوا أرض الوطن وشقوا الجبال من أجل أن نحيا من بعدهم.
نفاخر بكم الدنيا .. يا أسود، يا سنابل القمح، التي تميل مع الرياح ولا تنكسر هاماتها، ولا تنحني إلا لذوذ الخطر عن الوطن .. يا سيوفنا الحادة المستلة في وجه من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن .
نفاخر بكم الدنيا .. يا أصحاب الوجوه السمر، التي تشع محبة للقاء الله ، ورغبة في الدفاع عن الوطن ، نفاخر بكم جديتهم في الدفاع عن الوطن، بتقاسيم وجوهكم القاسية الصلبة .
نفاخر بكم الدنيا .. يا من تنتظرون نداء الوطن طلبا للشهادة .. وتقدمون أرواحكم رخيصة فداء للوطن.. وأنتم تقفون صفا واحدا للدفاع عنه ، وعن وجوده وأرضه.
نفاخر بكم الدنيا .. لأنكم أنتم من توفروا لنا الأمان .. وتمنحونا القوة لنعمل، ونحيا دون أن نفكر أو نخاف من الغدر والموت بقرار من الأرهابيين الطغاة .. لأنكم تقفون في وجه القتلة السفلة، الذين يضمرون لنا الشر .
نفاخر بكم الدنيا .. لأنكم لا تبحثون عن المجد والخلود، بل تبحثون عن كرامة وحب الوطن.. فأنتم الأقل دخلا والأكثر انتماء لأن الولاء لا يرتبط بالمال ، وتعيشون بعيدا عن البهرجة ، وأنتم مقتنعون بأن واجب حماية أرض الوطن أكبر من كل ملذات الدنيا .
نفاخر بكم الدنيا .. بلهجتكم الثقيلة القوية والرزينة .. فتشدون على حرف ( الجيم ) بمقدار حبكم لوطنكم ، وتفتحون الأحرف بمقدار عيونكم المفتوحة على حماية الوطن ، وتكسرون بعض الأحرف لتتناسب مع كسر الأيادي، التي تحاول أن تعبث بأمننا ووحدتنا.. يا من “تزمون” الحاجبين بمقدار قوة قبضتك الأمنية.. يا أصحاب الزنود القوية .. أنتم مصدر فخرنا .
نفاخلا بكم الدنيا .. يا أفراد القوات المسلحة الأردنية -الجيش العربي الأردني .. ومنتسبي جهازي المخابرات العامة .. والأمن العام .. وقوات الدرك .. وكتيبة مكافحة الإرهاب 71.. والقوات الخاصة .. لكم منا تحية خاصة تلفها عبارات الفخر والعزة.
نفاخر بكم الدنيا .. يا أيها الرجال الرجال .. حماكم الله .. وحمى الله وطننا برجاله وماله وجباله .
نفاخر بكم الدنيا .. لأنكم أنتم من جعلتم الدنيا أكثر أمنا وأكثر عزة وأكثر فخرا .. أنتم فخر لنا في هذه الدنيا..
Jaradat63@yahoo.com