
عذراً دولتك ، إحمل عصاك و إرحل
أنا لا أعرفك من قبل إلا من خلال الشاشة ، لكن أعرف جيداً أن هندامكم هو الأجمل و الأثمن ، و أعرف تماماً أني أتحدث إليك الآن و أنت تمر في أوقاتٍ لا تحسد عليها ، مثل تلك السنوات العجاف التي مرت علينا ، لذلك فالندع العواطف جانباً .
يا دولة الرئيس إن ما تفعله أنت و طاقمك الوزاري هو إستنساخ لسياسات الحكومة السابقة ، بل إسمح لي أن أقول لك ، أنك أقل كفاءة من الذين سبقوك ، فعلى ما يبدو أنك تعمل دون دراسة أو رؤيا للتبعات و هذا واضح من خلال إندفاعك إلى الطريق الأسهل إليك نحو الأغلبية العظمى من المواطنين لسد العجز ، دون أن تكترث أو تعلم أن هذه الأغلبية قد إستنفذت طاقتها و قدرتها على الإحتمال ، فواقعنا الإقتصادي و الإجتماعي مزري جداً ، فأنت لا تصلح لإدارة شؤون البلاد في التوقيت هذا بالذات فالكفاءة محدودة و الحلول عندكم ليست عادلة .
أعتذر عن اللفظ ، لكن إما أن تحمل عصاك و ترحل أو تراجع أوضاع البعثات الدبلوماسية كلاً على حدة و حساب العائد و التكلفة منها ، و تتخذ قراراً بتخفيض رواتب الوزراء و مستشاريهم ، و تعيد النظر بالهيئات المستقلة و ….ألخ ، و تبتعد عن جيب المواطن .
فعلى ما يبدو أن النية ليست واردة لديكم للسير خطوة صغيرة نحو الإتجاه الصحيح بل على العكس خطواتكم تزداد نحو الإتجاه الخاطئ .
فيجب أن تعلم دولتك أن المواطن سئم إعطاءه دروساً في تحمل الأعباء الإقتصادية ، فحلمه الآن أن يلمس في حياته تحسن تدريجي .