ازمة البطالة لا تحل “بالتدريب المهني ” يا دولة الرزاز / محمد الفناطسة

ازمة البطالة لا تحل “بالتدريب المهني ” يا دولة الرزاز
محمد الفناطسة

منذ اكثر من عشرة ايام ، كشف الغطاء عن تحول مشكلة البطالة الى ازمة كنتيجة لغياب الاعتراف بها وايجاد حلول جذرية لها من قبل الحكومات الاردنية المتعاقبة وترحيلها الى الحكومة القادمة وعدم وجود التخطيط الاستراتيجي في الاردن.
يستمر العاطلون عن العمل من ابناء محافظة معان (حضرها وريفها وباديتها) بالاعتصام امام الديوان الملكي طلبا للعمل متجاوزين الحكومة ووعودها وحلولها غير المجدية ، التي لم ولن تخدم الوطن والمواطن في ظل قيامها بتعيينات مستفزة برواتب خيالية بالاف الدنانير.
الحلول موجودة لكن حكومة الرزاز لم تعد تراها بعد ان اعمتها حمى التعيينات والتراجع عنها وتخبطها بملفات القروض حتى والله اعلم ان بصيرتها قد عميت ايضا فبتنا بحاجة الى قرارات جريئة وسيادية وسريعة تتعلق بالاستثمار في معان وهو الحل الناجع والدائم لازمة البطالة في محافظة معان.
الحل يكمن في الاعتراف بوجود الازمة ومن ثم في منح الاستثمار بمعان بعض المرونة تلخص في نقاط ستة وهي:
اولا: ترويج صحيح وحقيقي للاستثمار بقطاع الطاقة والمعادن في محافظة معان وطرق كل الابواب المتاحة.
ثانيا: تسهيل حصول المستثمرين على رخص التعدين والتخلص من بيرقراطية اجراءات هيئة الطاقة والمعادن اضافة الى تخفيض رسوم التعدين لخامات السيليكا والكاولين وتخفيض ايجارات الاراضي.
ثالثا: منح المستثمرين رخص توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية وذلك لتخفيض كلف الانتاج وتعويض ارتفاع اسعار المحروقات.
رابعا: استغلال الثروة المعدنية الموجودة في محافظة معان.
خامسا:تخفيض نسب الضرائب على الاستثمارات في معان عملا بالقاعدة التجارية التي تقول :”بيع كثير واربح قليل بتصفيلك كثير”.
سادسا:تعهد الحكومة بعدم التراجع عن النقاط السابقة وعدم شمولها في اي تعديلات ضريبية لضمان استمرار الاستثمارات.
يا دولة الرزاز ان حل هذه الازمة لا يتم من خلال التشغيل في التدريب المهني لمدة اشهر بسيطة ورواتب لا تكفي تكاليف التنقل.
الحل يكمن في جلب الاستثمارات في خامات السيليكا والكاولين التي ستوفر مئات بل الاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة ما يعني التخلص من ازمة البطالة في المحافظة التي طالما احتلت المرتبة الاولى على مقاييس الفقر والبطالة.
لماذا لا يتم الترويج لنحو ١٢ مليار طن من السيليكا موجودة في باطن محافظة معان وحولها ويتم استثمارها بشكل فعال.
اذ تظهر دراسات جدوى اقتصادية نشرتها هيئة الاستثمار في الخارطة الاستثمارية لمحافظة معان -رغم التحفظ عليها- ان استثمارات تقليدية بخامات السيليكا تتكون من منخل ومصنعي زجاج ومصنع الواح شمسية بقيمة تصل الى قرابة ١١ مليون دينار توفر ١٣٠ فرصة عمل وذات جدوى اقتصادية كبيرة.
الحديث هنا عن مشاريع صغيرة وتقليدية فكم ستكون فرص العمل اذا كانت المشاريع كبيرة ومتطورة وكم ستكون عندما نستثمر السيليكا في مشاريع غير تقليدية بعيدة كل البعد عن الزجاج التقليدي.
ماذا لو اعلن عن وجود منطقة شبيهة بالسيليكون فالي في معان ؟ هل يعلم دولته ان ثلث عائدات الخزيرنة الامريكية من الاستثمارات تتأتى من السيليكون فالي بولاية تكساس؟
ماذا ان جلت الحكومة شركات تكنولوجية كبرى تعنى بصناعة الاجهزة الالكترونية وشاشات الهواتف الخلوية وووووووو؟
المطلوب من الحكومة بعد تطبيق النقاة الستة في الاعلى جلب استثمارات في خامات الكاولين واقامة مصانع للبلاط والدهانات والسيراميك وان حدث هذا فكم سيكون عدد فرص العمل المتوفرة؟
هكذا تحل ازمة البطالة في محافظة معان ومحافظات الجنوب واذا حلت سيكون انعكاسها على المجتمع والاقتصاد بشكل ايجابي وستكون منقذا وخلصا للمملكة واقتصادها من املاءات صندوق النقد.
مرة اخرى الحل لا يمكن ان يبدأ من انكار وجود الازمة و لا من خلال حلول انية وتشغيل مئات الشباب في التدريب المهني لاشهر معدودة.
حفظ الله الاردن واعاد شباب محافظة معان سالمين متوظفين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. دعوة طيبة لو دعمتها دراسات جدوى حقيقية تستند إلى بيانات صحيحة، ومعرفة بالسوق وجلب الاستثمارات

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى