
“قوة الكلمة العكسية ”
مجد عدنان
جميعنا يمر بظروف صعبة جدا , ويكاد من شدة ضيق الحال أن يشعر بأن هذه هي نهاية العالم , وبأنه لا توجد أي فرصة للتغير.
مع كل الظروف الصعبة نحن في أغلب الأوقات نتكلم مع عقلنا الباطن , و مع صورتنا الداخلية التي لا أحد يدرك معالمها سوانا.
هناك من يحدث نفسه بكل سلبية , ويقول
هذا حظي, هذا نصيبي من الدنيا , لا أمل في التغيير
, كل الطرق مسدودة في وجهي .
لا أحد يشعر معي , لا أحد يساندني.
وغيرها من العبارات.
الغريب في الأمر أنه فعليا كلما حدثنا أنفسنا بهذه النبرة السوداوية ؛ تضيق الحال بنا أكثر, ونصبح أضعف و أضعف.
لا قدرة لنا على المواجهة ولا قدرة لنا على التحمل ولا قدرة لنا على أخذ أي خطوة للتغيير.
كأننا نصبح مع هذه الحالة حريصين على مآسينا.
على الجانب الآخر من هذا الكوكب يوجد الحل, في ما يعرف بالتناقض مع الواقع و التمرد عليه .
يعني مثلا أن أخاطب نفسي بالعكس , يعني لو كانت ظروفي صعبة ومعقدة ؛ علي أن أحدث نفسي قائلا
هي أزمة وسوف تمر, لا بأس ظروف صعبة و سيأتي من بعدها الفرج, الفرح في طريقه إلي, نعم ٱنها لحظات مؤقتة وأنا سأتعلم منها .
غير ذلك من الكلمات التحفيزية التي نعارض بها الواقع و نسير عنوة في طريق مغاير له.
الجميل في هذه النبرة التي لو استخدمناها أننا فعليا سنجني ما تفاءلنا به و سيأتي كل متوقع جميل انتظرناه .
الجميل أن هذه الكلمات هي فعليا أشبه بالسحر , تتفاعل مع حالتك بشكل عكسي يعني بمعنى أن السالب حين نحاربه بالموجب , يتفوق عليه الموجب و تصبح كل الارقام السالبة خارج منطق الحساب ككل.
الظروف الصعبة هي حالة طبيعية يمر بها كل البشر ، ولكن الظروف قد تتغير إذا قمنا بتحديها و بمخاطبتها بلهجة عكسية كلها تفاؤل وأمل.
كلما اشتدت الأقفال علينا؛ كلما جاء الفرج فوق التوقع وفوق الاحتمال وفوق الفرح .
#مجد_عدنان