حكومة تدير الدولة عبر تويتر “نهشها” حلال

سواليف: هديل الروابدة

غرق الاطفال وارتقت ارواحهم الى بارئها، وغرق مسؤولونا في قعر عار تلاقف الاتهامات والتسابق الى صفحاتهم الشخصية عبر موقع تويتر، يتصنعون الحزن على الفاجعة التي فطرت قلوب الاردنين، وحولت مطرهم دموعا، وخميسهم السعيد، اسود.

المطر هذه المرة لم يعر سوء بنانا التحتية كما كل عام فحسب، بل عرى ضعف وعلل جسد الدولة برمته، وكشف حجم الروماتيزم في مفاصله، والسرطان المتفشي في عقله وادارته.

خطابات وتصريحات معلبة، انشائية ومتناقضة، وتلاقف في الاتهامات وتسريب للكتب الرسمية والمراسلات، في سبيل خلع ثوب المسؤولية والقائه على الطرف الآخر، غير آبهين بحجم المصيبة، غير مدركين لحجم الألم والفزع الذي يعتري قلوب الآباء والأمهات المكلومين.

في الأثناء لا نجد اي شخصية مسؤولة تشخص الخلل، أو تتحدث عن مواطن العلل التي تسببت في حادثة البحر الميت، التي سبقتها مئات الحوادث والمصائب والتي تعالج بذات الطريقة دوما.

الاردن اليوم بات بحاجة الى من يوقف وصلة التلاوم والردح ويمتلك الجرأة في التحليل والطرح، والاعتراف بالقصور، فالراصد للكم المرعب من الغضب الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي الذي غدا يرقى الى حد النهش في جسد الحكومة يدرك أن هناك “ازمة ادوات” في ادارة الخطاب الرسمي.

عمليا، لا يلام الاردنيون على نهشهم لجسد حكومة نهشت نفسها اصلا عبر اخفاق طاقمها وافرادها في ادارة الازمات او حتى على الأقل تقديم رواية مقنعة متناسقة ومكتمله ترقى الى ان يصدقها طالب في الابتدائية.

“الاستدراك” للوضع المأزوم الذي تمر به البلاد اليوم على جميع المستويات الامنية والاقتصادية والاجتماعية بات واجبا، فالأوطان لا تدار عبر “تويتر”، واصلاح الطائرة “الخربانة” لا يكون بالتغريدات السقيمة، والعبور من العاصفة غير ممكن دون اصلاح حقيقي، والاصلاح يتطلب اصلاحيين، وليس مغردين أو منتفعين.

أخيرا، كل ما كتب اعلاه، وكل ما قيل وما سيقال، لن يعوض فاقد عمن فقد، ولن يحيي ما قتله الموت في قلوب الأمهات، ولن يمحو من ذاكرتنا رحلة الموت.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى