حكومة ” صُمٌّ بُكمٌ عُميٌ ” .. فهل سيصمت الجائعون ؟

سواليف – فادية مقدادي
رغم التحذيرات المتتالية قبل وأثناء وبعد إقرار قانون ضريبة الدخل ، إلا أن الحكومة استمرت في طريق الرضوخ لإملاءات صندوق النقد الدولي وشروطه ، ورغم الاحتجاجات الشعبية والاقتصادية والتحذيرات والتخوفات من تأثير فرض القانون ، على انهيار الكثير من القطاعات بسبب ذلك إلا أن الحكومة أصمت أذنيها وأعمت عينيها عن رؤية الواقع أو سماع الصراخ .
القطاع التجاري والصناعي والزراعي ، وقطاع الأسهم ، وباقي القطاعات التي باتت تشهد ركودا غير مسبوق ، وشكاوى من وصول الأمر إلى إغلاق الكثير من المصانع والمحلات التجارية أبوابها وما سينتج عن ذلك من بطالة متراكمة ، إلا أن الحكومة مضت في القانون إلى حيث لا يعلم المواطن النتيجة المترتبة على ذلك ، سواء من ناحية اجتماعية أو اقتصادية معيشية ، أو على المستوى الوطني العام .
منذ بداية العام الحالي والذي بدأته حكومة الملقي السابقة بفرض المزيد من الضرائب ، وختمته حكومة الرزاز بإقرار قانون ضريبة الدخل ، وكما تشير البيانات فإن المستوى المعيشي للمواطن حتى على الضروريات انخفض بشكل واسع ، في ظل فاتورة كهرباء باتت تستنزف جزءا كبيرا من دخول المواطنين ، بسبب بند فرق المحروقات ، وفاتورة مياه تزيد العبء على المواطن ، وفاتورة المحروقات والمشتقات النفطية التي تباع للمواطن بسعر أكبر بكثير وبأضعاف السعر العالمي ، وما يترتب على ذلك تلقائبا من زيادة الإنفاق على المواصلات ، ناهيك عن ارتفاع مستمر في أسعار البضائع والسلع ، حيث أصبح حال المواطن البسيط مع الحكومة ، وفرض الضرائب ، كمن يعصر ثوبا جافا لفحته شمس حزيران .

كثيرة هي التطمينات الحكومية ، سواء للحكومة الحالية أو السابقة حول عدم مساس القانون بالطبقة الفقيرة والطبقة المتوسطة ، وأن الشرائح المستهدفة هي الشريحة الغنية والمتهربون ضريبيا ، إلا أن هذه التطمينات لا تقنع المواطن ، فما سيتحمله أصحاب الدخول المرتفعة من ضرائب ، سيلقون بتبعاته تلقائيا على الشرائح الأدنى لتعويض خسائرهم ، حيث ستتحول الشريحة الفقيرة والمتوسطة ، إلى شريحة لحم لذيذة على موائد المتخمين .
رسالة إلى كافة المسؤولين في الأردن :
الطحين لا يُطحن ، والضرع الفارغ في الجسد المنهك لا يُحلب ، والثوب المهترئ الجاف لا يُعصر ، ورغيف الخبز الحاف إذا رضي به الجائع اليوم ، لن يرضى به غدا ، ولقمة العيش ليست هي الحاجة الوحيدة للإنسان ، فهناك حاجات أخرى للمواطن ، كانت من الضروريات والأساسيات التي لا يُستغنى عنها ، صار المواطن يعتبرها من الرفاهية والتي وضعها جانبا ، وبات شعاره الأولى فالأولى .
سؤال أخير .. إلى أين ستمضون بنا ، وهل ستتحملون صرخات الجائعين ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى