
يوم المرأة! من يهتم ؟
د. ذوقان عبيدات
واضح أن يوم المرأة كان بنكهة عادية جدًا، ككلّ الأيام، ولم يلاحظ فيه أيّ تحول! انشغل الناس بتعديل وزاري لم ينتقده أحد، على أنه أهمل المرأة، ولم تعترض ” نائبات” ولا جمعيات نسائية، ولا مؤسسات وجدت لرفع مستوى مكانة المرأة ودورها!
لم يقل أحد: في حكومة الرزاز ثلث معطل للمرأة – حسب المفهوم اللبناني- ولم يذكر أحدٌ أنه احتفل بيوم المرأة. ولم تصدر أي دراسة حول قضايا المرأة! ولم نرَ تقريرا عن مدى التقدم في حقوق المرأة ! .
انشغلنا بالتعديل، وبتعليل استقالة وزير، وزاد نفاق إعلاميين بموضوع ما، غابت المرأة ، وخلت الساحة من داعمين للمرأة، باستثناء تعليقات قصيرة كتعليق الدكتور إبراهيم بدران ، وعدد من الندوات محدودة التأثير!
إذن على المستوى الرسمي هناك تهميش، وعلى المستوى الشعبي تطنيش!! وبذلك حصل الإجماع النادر بين السلطة والمجتمع !.
كنت أتوقع في يوم المرأة كل ذلك، وأن نرى خطابا أردنيا جديدا، يوضح أن المرأة الأردنية كائن حي كامل غير منقوص، مستقل لا يضاف إلى أحد ، خطاب تنتفي فيه عبارات النخوة بأنها أخت الرجل، وزوجة الرجل، إلى غير ذلك من إضافات تلحقها دائما بالرجل، فلا وجود مستقل لها بغير إضافة وإلحاق برجل !
لم أتوقع من السلطة دعما للمرأة، ولم أتوقع من البرلمان أن يتداعى لتعديل قانون يقلل من التمييز الجندري، فهذا ليس ببال أحد ! ولكني توقعت إعلاما مناصرا يوضح قضايا المرأة، ويوضح ما تتعرض له من ضغوط.
ولم يقل أحد أن المرأة وحدها من تحملت عبء كورونا ! وأنها تحولت إلى المعلمة الوحيدة لأبنائها ! فلم يشعر الرجال بأعباء التعلم عن بعد لأنهم اعتبروا التعليم عملا منزليا تابعا للمرأة، حتى لو تم في غير المطبخ!
ليس معقولا حكومة بوزيرتين فقط! وليس معقولا أيضا برلمانا يصمت، وليس معقولا أن لا نشاهد برامج تلفزيونية عن قضايا المرأة !
لقد سئل وزير الإعلام الجديد الناجح، عشرات الأسئلة في موضوعات متعددة، ليس بينها سؤال عن سياسية الحكومة تجاه المرأة!! أو خططها لتطوير دور المرأة ومكانتها !!
أستاذ أسامة : لا عزاء للنساء !!!