إيران تحكم سوريا / عمر عياصرة

إيران تحكم سوريا

سقوط حلب بيد اتباع ايران، «النظام السوري» يشكل تحولاً استراتيجيا لا على مستوى النزاع في سوريا، بل في المنطقة برمتها.
ومن يتابع مجازر المنتصر في حلب يدرك ان التهجير مقصود، وان اعادة ترتيب المنطقة على قواعد ديموغرافية «تقسيم وتهجير الشعوب واعادة ترسيم الحدود».
دعونا نعترف، ان سقوط حلب، يعني ان فصائل الثورة قد انهزمت، وان الولايات المتحدة الامريكية توافقت على ذلك؛ بالتالي الطاولة السياسية المقبلة ستكون بنكهة روسية ايرانية.
تركيا بعيدة عن التأثير بعصب اللعبة، لكنها ستحافظ على مصالحها بعيدا عن مواقفها الصوتية السابقة التي ورطت المشهد السوري ببعض آماله.
اما سر سكوت تل أبيب وواشنطن على القواعد الصاروخية الروسية في سوريا وعلى التواجد العسكري الاستراتيجي الضخم فيها، فهو للقناعة المشتركة بين بوتين ونتنياهو بأن وجود الأسد ضمانة لامن اسرائيل.
اما الرياض والخليج، فقد اختنقت داخل محدودية قدراتها في التعامل مع ازمات بحجم الازمة السورية، وهذه الدول ايضا انهزمت في سوريا ولبنان، ولا ادري كم سيكون حجم ذلك على الملف اليمني.
بعد حلب سيتعزز التعاون الروسي الامريكي، وستكون معركة الرقة بمنطق تعاوني جديد، وستنتهي داعش من الموصل بفعل الطيران الامريكي.
اما الارض بعد مغادرة الطيران الروسي والاميركي، فإيران كفيلة بالسيطرة عليها لتعزز نفوذها في العراق وسوريا وفق معادلة دولية اقليمية «نحن العرب الخاسرون الوحيدون فيها».
اما الاتراك فمعنيون بهدفهم الاستراتيجي القائم على منع قيام كيان كردي في سوريا والعراق، وتوافقاتهم مع بوتين، وتخليهم عن الثورة السورية، هي الاثمان التي دفعتها تركيا.
للاسف، لا ارى بصيص امل كي اتبنى عبارة «ليس بعد» في سوريا، ولن ابيع الناس افيوناً، العام القادم صعب جدا، والاقليم ليس بقبضتنا ابدا.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى