التميز التربوي / د فخري النصر

التميز التربوي وجمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي لعام 2016

معنى كلمة تميَّزَ: تميَّزَ من يتميَّز، تميُّزًا، فهو مُتميِّز، والمفعول مُتميَّز منه , تميَّزَ الشَّيءُ: امتاز، اختلف عن سواه بعلاماتٍ فارقة.
التميز كلمة كبيره وجميله مرغوبة من الجميع تجعل كل انسان يبحث عنها ليكون متميزا في عمله او في أخلاقه او في ادارته او في دراسته , او في أي عمل يقوم به .
وقد وردت كلمة التميز في القران الكريم في سورة الملك بمعنى القطع والفصل قال تعالى : {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ }الملك8.
إذا وقفتَ على أرض ٍ مستوية ومعك مجموعة ٍ من الناس ثم صعدت على حجر فستكون المميز بينهم , فالتميز لا يختص بزمان ولا مكان ، ولا بأحدٍ دون أحد ، ولا بجنس ولا لون ولا بلد ، إذ يُجمع المختصون على أن الإبداع والتميز سمه محببه ليس له مجال محدد ولا ميدان محدد ولا وقت محدد , فشخصية الإنسان تتكون من مجموعة مميزات وصفات وعاداته التي ينفرد بها وتميزه عن غيره .
وهناك تميز سلبي في الاعمال الشريرة والارهابية والعداء والقتل والسرقة وهي صفة غير مرغوب بها ونتعوذ منها , وهناك التميز الايجابي الفطري المحبب لدى الناس والمطلوب ونسعى الى نشره وتنميته لدى الجميع , وهو التميز الايجابي الابداعي الاخلاقي في مجال الخير وخدمة الإنسانية , كن متميزا ايجابيا في عملك دراستك وظيفتك من حيث الاتقان وسرعة الانجاز وخدمة الناس كلا في أي مجال عملك .
الطبيب والمهندس والموظف والمزارع والرياضي يتميزون في اعمالهم ويتقنونها ويشتهرون ويصلون الى قمة الهرم ,وهناك التاجر الامين الذي يتميز في تجارته بصدقة وامانته واخلاقه مع الناس , ويبيع بسعر مرضي للجميع مع هامش ربح محدد دون طمع او جشع.
وهناك المعلم والمدير والمرشد المتميزون , يتميزون في اعمالهم وعطاءهم وحسن ادارتهم للعملية التربوية التعليمية التعلمية , المعلم يتميز في طريقة تدريسه وشرحه للدرس وتبسيط وايصال المعلومة الى الطالب باقل جهد ,وكذلك يتميز المعلم في تعامله مع الطلاب والمعلمين والمجتمع المحلي , ويعمل شراكه مجتمعية ايجابية متبادلة يفيد المجتمع ويستفيد منه , وهناك علاقة حب متبادلة بينه وبين الطلاب وزملاءه المعلمين , فهو معلم وميسر ومرشد وموجه ومربي وشارح وقائد تربوي محبوب من قبل الجميع يعطي بأمان واتقان , ولا ينتظر رد الجميل من احد , وانما ينتظر الثواب والاجر من الله سبحانه وتعالى .
وهناك المدير المتميز في اداراته للعملية التربوية فهو قائد تربوي ومدير ومربي وميسر ومشرف يقود المدرسة الى الطريق الصحيح , فيحافظ على ابناءنا الطلبة, ويعاملهم بعدل وامانه لا يميز بين الطلاب ولا بين المعلمين , فهو اب وزميل واخ ومتعاون لكل من يخدم العملية التربوية , وهو ينمي ويطور المدرسة , ويهتم بالأخلاق الحميدة والقيم الاسلامية العالمية, ينظر الى الوضع العربي الراهن ويوضحه للطلاب والمعلمين , ويرسم الخطوط المستقبلية لهم, ويوضح ويدين الارهاب والتشدد السائد في العالم العربي للطلاب , ويحافظ على امن البلد وينمي الدافع الوطني والامني للطلاب والمعلمين, ولا يربط الدين الاسلامي الحنيف بالإرهاب العالمي , ويبين من هم اعدا الوطن واعداء الدين.
المدير المتميز ينشى علاقة حقيقية مع المجتمع المحلي شراكة مجتمعية حقيقية , مدرسة مفتوحة لخدمة المجتمع , يفتح المدرسة امام الفعاليات المجتمعية من مباريات رياضية الى اجتماعات وطنية الى مكان لعقد لقاءات على مستوى البلد , يطلب المساعدة من المجتمع من رجال الاعمال واصحاب الأموال, فينشى المكتبات والمختبرات الحاسوبية والعلمية , وملا عب للرياضة, ويقدم الدعم المادي للطلاب الفقراء ويعطف عليهم .
وهناك المرشد التربوي المتميز القريب من الطالب, الذي يكون مخزن اسرار الطالب ,يقدم المشورة والمساعدة , يتصل مع الاهل ويحل المشاكل العائلية بين الطالب واهله ويحل المشاكل بين الطلاب ومع المعلمين , فهو صديق لكل الطلاب والمعلمين , وحلقة وصل بين الطالب والمدير يقوم بعمله اليومي دون ملل او تذمر.
ومن هذا المجال قدمت جلالة الملكة رانيا العبدالله الثاني المعظمة جائزة التميز التربوي للمعلم والمدير والمرشد التربوي , فقامت على تكريم هؤلاء المتميزون في اعمالهم واخلاقهم وسلوكهم وإدارتهم وبيئتهم التربوية بجائزه ملكية – جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي – جائرة مادية ومعنوية تتراوح بين 400 دينار الى 4000 دينار اردني, بالإضافة الى بعثات دراسة ماجستير او دكتوراه , وجوائز معنوية وتربوية في كل عام دراسي وفق اسس ومعايير تربوية عالمية تحكم من خبراء في مجال التربية والتعليم , وبلغ عدد المعلمين الفائزين في الجائزة حتى الان 233 فائزا .
والتميز المطلوب في هذا المجال ليس امرا صعبا او مستحيل , وانما امرا تربويا اجتماعيا اخلاقيا مهنيا سلوكيا اخلاقيا مرغوب من الجميع ,ويختلف من بيئة الى اخرى , ومن معلم الى اخر, ومن مدرسة الى اخرى, فالتميز المطلوب هو ان تختلف عن المعلمين الاخرين , وعن المدراء والمرشدين الاخرين , فتميز في عملك وعطاءك وتدريسك وأدارتك وارشادك وعلاقتك مع الطلاب والمجتمع المحلي والزملاء المعلمين .

فاعلم أن الإنسان الناجح هو من يملك أكبر قدر من مبادئ النجاح والابداع , إذا ًحياتك بين يديك, أنت من يتحكم فيها ومن يديرها، وأنت الذي تسيرها كما تريد، فبيدك أن تعيش سعيداً أو أن تعيش تعيساً ، وبيدك أن تتقدم وتطور من نفسك أو أن تجلس مكانك و تبقى على حالك ، كما أن بيدك أيضاً أن تكون طموحاً متفائلاً أو أن تكون متقاعساً ولمستقبلك متجاهلاً .
أقول لك من الآن: راجع نفسك من التقصير وبادر الى التميز والأبداع وترشح الى جائزة المعلم المرشد المتميز لعام 2016 عبر الموقع الالكتروني http://www.queenraniaaward.org/ او رشح من يستحق ان يكون متميز في العلم التربوي من معلم او مرشد , ثم توكل على الله واتخذ القرار وابدأ العمل لأن الشخص الواثق من نفسه وقراراته يسير على الطريق الصحيح وسط بحرٍ هائجٍ متلاطم الأمواج.

الدكتور فخري النصر
مشرف تربوي
منسق لجائزة المعلم المتميز

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى