أشهر 10 فنانين لم يدرسوا التمثيل

سواليف

عادل إمام مهندساً زراعيا ويحيي الفخراني طبيبا ودريد لحام كيميائيا، هكذا كانت ستكون وظائف هؤلاء النجوم العمالقة لو استكملوا حياتهم حسب دراستهم الجامعية.

فنانون عرب كثر لم يدرسوا التمثيل، ولكنهم أصبحوا نجوما مشهورين، بعضهم ساعدته الصدفة وبعضهم أعانته الموهبة، وآخرون أجبرهم قلة العائد المادي وصعوبة الحصول على وظيفة مناسبة بعد التخرج، على الانخراط في سلك التمثيل والغناء.

إليك قصص كفاح عشرة فنانين عرب اتجهوا إلى مجال التمثيل والغناء، بعد أن هجروا التخصصات التي درسوها، وحكى كثير منهم كيف تحولت حياتهم إلى اتجاه آخر لم يكن يتوقعونه من قبل.

عادل إمام .. مهندساً زراعياً وزعيما ً للكوميديا

تخرج الفنان المصري عادل إمام في كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1962، وأثناء الدراسة التحق بفريق التمثيل بالجامعة، حيث لفت نظر الفنان عبدالمنعم مدبولي فقدمه في مسرحية “السكرتير الفني” في مشهد قصير.

وحكى عن بداياته في حديثه التلفزيوني القديم للمذيعة المصرية أماني ناشد في برنامج في التلفزيون المصري صوّر بالأبيض والأسود منذ عقود، قائلاً: “أتحدث دائماً مع أصدقائي عن ضرورة حب العمل الذي تقوم به، ومن يحب عمله سيحبه العمل، وأنا أحب التمثيل جداً، وعلى الرغم من أنني مهندس زراعي فإنني لم أعمل بهذه المهنة مطلقاً ولا أجيدها تماماً”.

وأضاف ضاحكاً: “تخرجت في كلية الزراعة ممثلاً زراعياً، لا مهندساً زراعياً”.

وفي حديث تلفزيوني آخر له يرجع لعام 1977 لبرنامج “حوار”، قال الزعيم عن بداياته: “منذ طفولتي وأنا أتسم بخفة الدم، واحترفت التمثيل وأنا في العام الثاني أو الثالث من الجامعة، وجاء الموضوع بالصدفة تماماً، فقد قابلت أصدقاء لي في الكلية ذات يوم ومنهم الفنان صلاح السعدني، وجدتهم وقد بدأوا في التقديم لمسابقة تسمى “مسارح التلفزيون”، فقدمت معهم أوراقي، ونجحت في الامتحان، لكن رُفضت بسبب عدم حصولي على شهادة الجيش وقتها؛ لأنني كنت لا أزال طالباً، ونصحني المخرج حسين كمال بالتخصص في فن الكوميديا”.

واستكمل حديثه: “وفي ذات مرة قابلت مديرة أحد المسارح وعرضت عليّ دور في مسرحية “أنا وهو وهي” عام 1962، ومن وقتها بدأ الجمهور يتقرّب إليّ ويعرفني.”

يحيي الفخراني .. الطبيب الممثل

قدّم الفنان المصري يحيى الفخراني عدداً من الأدوار التي أثرت لدرجة كبير في تشكيل وجدان وذكريات جيل بأكمله، خاصة دوره الشهير في مسلسل ليالي الحلمية “سليم باشا البدري”.

لكنّ هذا الممثل المحترف كان يفترض أن يكون طبيباً ماهراً، فقد بدأ حياته الفنية خلال دراسته في مجال الطب عن طريق انضمامه لفرقة التمثيل بالكلية.

ويحكي الفخراني عن هذه الفترة قائلاً: “عشقت فن التمثيل منذ أن كنت في الجامعة ودخلت كلية الطب فقط لحصولي على مجموع عال في الثانوية العامة، رُغم أنني كنت أهوى التمثيل، وحرصت طوال فترة انضمامي للمسرح الجامعي على الحضور في مواعيدي أيام البروفات، لدرجة أنني تأخرت عن موعد امتحان أمراض الباطنة في السنة النهائية للدراسة”.

ويضيف الفخراني، خلال حفل تكريمه في فبراير/شباط 2015: “كتبت في تعليقي على عرض أحد المسرحيات الجامعية، بعض الكلمات التي لازلت أتذكرها فقلت: على الجامعات ألا تكتفي بتخريج الممثل المحترف بل الجمهور المحترف الذي يرفع الذوق العام”.

ويضيف الفخراني، خلال حفل تكريمه في فبراير / شباط 2015:” كتبت في تعليقي على عرض أحد المسرحيات الجامعية، بعض الكلمات التي لازلت أتذكرها فقلت: “على الجامعات ألا تكتفي بتخريج الممثل المحترف بل الجمهور المحترف الذي يرفع الذوق العام.”

وفي حديثه لبرنامج “ممكن”، قال الفخراني: “بدأت المسرح وأنا في إعدادي طب، وبعد تخرجي في كلية الطب دخلت التلفزيون، كممارس عام في صندوق الخدمات الطبية بالتلفزيون، إلا أنني خرجت منه فناناً.”

دريد لحام كيميائيا

تخرج الفنان السوري دريد لحّام عام 1934 بعد أن درس العلوم الفيزيائية والكيميائية في جامعة دمشق، وكان قد التحق بالتمثيل منذ صغره عبر الفرق المسرحية في مدرسته وجامعته.

ويحكي لحّام عن بداياته الفنية – في الندوة التي أقيمت على هامش عرض فيلم “المنتمي”- قائلاً: “عشت حياة صعبة فى بدايتي الفنية بعد فشل أول عمل تلفزيونى قدمته في التلفزيون السوري عام 1960، الأمر الذى سبب لي صدمة كبيرة خلال تلك الفترة”.

وكان مهرجان الإسكندرية السينمائي قد عرض في دورته الـ 32، فيلماً تسجيلياً بعنوان “المنتمي” الذي تناول حياة الفنان السوري دريد لحام منذ ولادته إلى الآن.

كما روى لحّام، خلال لقائه التلفزيوني مع المذيع المصري وائل الإبراشي، بداياته الفنية بقوله إنّه كان يدرس بجامعة دمشق، وقد دعاه مدير التلفزيون السوري صباح قباني عام 1960، للمشاركة في عمل بالتلفزيون بعد تعريفه على الأستاذ نهاد قلعي أحد رواد المسرح السوري.

صلاح السعدني والزعيم

لعبت الصدفة والأقدار دوراً مهماً مع الفنان المصري صلاح السعدني، الذي كان زميلاً للفنان عادل إمام في كلية الزراعة، لكنّه تأخر في التخرج.

ومنذ السنة الأولى في الجامعة التحق السعدني بالفريق التمثيلي بجامعة القاهرة. وقال السعدني قبل عامين خلال حفل أقامته كلية الزراعة لأبرز خريجيها: “لعب القدر معي دوراً مهماً، فرمى في طريقي عادل إمام، الذي كان رئيس فرقة التمثيل المسرحي.”

وفي حديث قديم له، قال السعدني: “إنّ فكرة التمثيل كانت مرفوضة من والدي، ورفض التحاقي بمعاهد التمثيل، ودخلت كلية الزراعة، وقابلت هناك عادل إمام، الذي رشحني لأول دور في مسرح الجامعة في مسرحية اسمها ثورة الموتى”.

أحمد مظهر ..فارس السينما المصرية

حكي أحمد مظهر عن بدايته السينمائية في لقاء تليفزيوني له مع المذيعة ناهد جبر، قائلاً : أول فيلم لي كان ظهور الإسلام عن قصة “الوعد الحق” للكاتب طه حسين عام 1951.

حكي أحمد مظهر عن بدايته السينمائية في لقاء تلفزيوني له مع المذيعة ناهد جبر، قائلاً: “أول فيلم لي كان ظهور الإسلام عن قصة “الوعد الحق” للكاتب طه حسين عام 1951″.

وفي مقال بجريدة “الأهرام”، شرح الصدفة التي أدت بمظهر للسينما، فبعد ثورة يوليو/تموز 1952 تم إنتاج فيلم (ظهور الإسلام) عن قصة الوعد الحق للكاتب الكبير طه حسين، وتقدم مخرج الفيلم إبراهيم عز الدين بطلب إلى وزارة الحربية يريد فيه فرساناً من الجيش لتصوير مشاهد الحروب والقتال بين المسلمين والكفار, وتم تكليف أحمد مظهر ليكون على رأس كتيبة الفرسان, وأسند المخرج فى البداية إليه دور الصحابي عمار بن ياسر.
وبعدها عاد مظهر لحياته الطبيعية كسكرتير مساعد لرئيس المجلس الأعلى للفنون والأداب، حتى جاء عام 1957 و تولى عز الدين ذوالفقار اخراج فيلم ( رد قلبي ) و طلب من مظهر ان يقوم بدور البرنس الشرير( علاء ) سليل الأسرة العلوية، فرفض في البداية حتى اقنعه الاديب الراحل يوسف السباعي، صاحب قصة الفيلم، بقبول الدور خاصة وأن الفيلم يعتبر خير دعاية للثورة الوليدة وأيضاً لزميله و صديق عمره، الرئيس جمال عبدالناصر , حيث دخلا الكلية الحربية في يوم واحد وتخرجا منها في يوم واحد ثم فرقتهما سبل الحياة، كما جاء في الأهرام. .
إيهاب نافع

في حوار له أجراه مع موقع “صوت الأمة” عام 2005، كشف الفنان المصري عن العديد من الأسرار التي نشرها في كتاب يحمل مذكراته، بعد أن نقحته الإدارة العامة للمخابرات المصرية لأنه كان ضابطاً طياراً في الجيش المصري.

ولقد تحول نافع إلى الفن بعد أن تزوج بالفنانة المصرية ماجدة، التي قال عنها في مذكراته إنها وقعت في حبه وطاردته للزواج منها، وتزوجا عام 1963 وأنجبا ابنتهما الوحيدة “غادة”.

وحسب مذكراته التي نشرتها بعض الصحف فإنه كان يصف نفسه بـ”ممثل الصدفة”.

وقد غادر مصر بسبب الظروف السياسية، التي أشار إليها في مذكراته، ومن ثم قررا الانفصال، وانقطعت صلته بالفن من وقتها، بعد أن قدما سوياً “النداهة” عام 1975.

عزت أبو عوف

“دخلت مجال الطب إرضاءً لوالدي، الذي كان يتمنى أن يكون طبيباً” ، بهذه الكلمات ردّ الفنان المصري على سؤال اختياره دخول كلية الطب بدلاً من التخصص في دراسة الفن، وذلك في لقاء تليفزيوني له.

الطبيب عزت أبوعوف دخل عالم التمثيل بالصدفة كما حكى للسيناريست مدحت العدل في برنامجه “أنت حر” وذلك قبل عام، قائلاً: “واجهت أنا وأخواتي موقفاً صعباً للغاية بعد أن رأى والدنا إعلان الفرقة الموسيقية التي أنشأناها في الجريدة، والتي حملت اسم “الفور إم”، وهو الذي رفض الأمر مراراً وتكراراً، حتى تدخلت أمي، فوافق، واستمرت الفرقة 12 عاماً، وبعدها انفرط عقدها”.

ومن الغناء للتمثيل، يحكي دكتور النساء والتوليد عزت أبوعوف الصدفة التي أدخلته عالم الفن، في البرنامج نفسه، قائلاً: “في يوم كنت في المعادي وطلب مني المخرج محمد ياسين مقابلة خيري بشارة لتمثيل دور بسيط في فيلم “أيس كريم في جليم”، ووافقت وكان فاتحة خير لي”.

محسنة توفيق

من منّا لا يتذكر ماما أنيسة في رائعة المخرج المصري اسماعيل عبد الحافظ والكاتب أسامة أنور عكاشة، “ليالي الحلمية”، التي أمتعتنا على مدى أربعة أجزاء بدورها كأم للفنان ممدوح عبد العليم في المسلسل، هي واحدة من الممثلات اللاتي دخلن عالم الفن بالصدفة، كما ذكرت في حوار صحفي قديم لها مع موقع “الجزيرة”.

تخرجت الفنانة المصرية محسنة توفيق، من كلية الزراعة عام 1968، وعرفت بتعاونها الفني مع المخرج الراحل يوسف شاهين.

وترى أن دخولها لعالم الفن بالصدفة دعمته عوامل أخرى جعلتها تستمر وتنجح، فعلى الرُغم من عدم دراستها له إلا أنها وجدت أنّ ” الفن في الأساس موهبة وحياة وثقافة ودراسة والدراسة بالفعل تصقل الموهبة ولكنها قد تصقل أيضا بدون دراسة مع التجربة الفنية والخبرة والقراءة والتدريب على التمثيل من خلال المخرجين الذين يتعامل معهم الفنان.

وتضيف “هذا ما حدث معي فبالرغم من أنني خريجة كلية الزراعة إلا أنني كنت حريصة على تطوير موهبتي في التمثيل وقد عوضني هذا عن الدراسة الفنية المتخصصة.”

خالد صالح

قلبه الذي تعب معه طول رحلة حياته، هو الذي دلّه على طريق الفن، الذي لم يلتحق به سوى عام 1999، لكن رُغم ذلك ترك الراحل خالد صالح بصمة كبيرة بحوالي 20 فيلماً.

وكانت بدايته كما حكاها في البرنامج الكوميدي “حيلهم بينهم”، من مسرح الجامعة وهو في كلية الحقوق، وبعدها توقف لفترة عن العمل الفني برغبته، ثم عاد من جديد للفن عن طريق مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية، ثم بعدها توجهت للسينما والتلفزيون.

وفي حديث له آخر مع الإعلامية لميس الحديدي، يحكي صالح عن حبه لمجال الفن بعد فيلمه “كرسي في الكلوب”، قائلاً: “وما جعلني أحب المجال هو فريق عمل الفيلم، فهذا جعلني أتخذ قراراً غير عادي في حياتي وتحولي للفن، وتحملت رهان هذه التجربة وشاركتني أسرتي في ذلك، وصارحتهم منذ اللحظة الأولى بخطورة هذا القرار، فاعتماد الأسرة كاملة سيكون على الفن، ومن بعدها بالفعل قررت خوض التجربة على عاتقي وبدأت ونجحت وأثبت قدرتي في هذا المجال، الذي لم يكن لي علاقة له من قبل”.

داليا البحيري

ظهرت كعارضة أزياء في البداية، وعملت في مجال الارشاد السياحي لفترة بعد تخرجها من كلية السياحة والفنادق، وقالت البحيري عن تجربتها في هذه المهنة بأنها كانت جيدة جداً وتعلمت منها الكثير .

وأضافت داليا البحيري، خلال حديثها لأحد البرامج: “علمني العمل في مجال الإرشاد الكثير، وأعطاني خبرة في مجال التمثيل لأنه يتشابه إلى حد كبير معه، وفي نفس الوقت كنت عارضة أزياء”.

وفي أحد الندوات الفنية القديمة لها، أوضحت البحيري أنها دخلت عالم الفن بالصدفة بعد أن عرضت عليها الاعلامية سناء منصور العمل كمذيعة في الفضائية المصرية والتحقت بالعمل بالفعل، إلى أن دخلت الفن وكان المخرج رأفت الميهي أول من عرض عليها العمل بعد فوزها بلقب ملكة جمال مصر، حسبما ذكر موقع “ايجيبتي”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى