خلّي الأصابع عا جنب
يوسف غيشان
طبعا تم نشر الموضوع مع رسوم توضيحية، وتسابقت المواقع الإليكترونية على نسخه الأسبوع الماضي. وهو يبين معادن البشر، ويركز على الذكور كما يبدو. يحكم الموضوع على الرجال بناء على تناسب طولي أصبع البنصر والسبابة، كما يلي:
الحالة الأولى: أصبع البنصر أطول من السبابة. يكون صاحبهما أوسم الرجال وأكثرهم جاذبية والأقل عدوانية. وهم أكثرهم انسجاما مع غيرهم. يمتازون بالشجاعة وحس المغامرة وهم أذكى أبناء جيلهم ولديهم القدرة على صناعة المال.
الحالة الثانية: البنصر أطول من السبابة. الأكثر ثقة، الأقل نرجسية هادئ الطباع، غير مبادر في الحب.
الحالة الثالثة: يتساوى البنصر والسبابة. مخلص لأبعد حد، محب، متوازن هادئ، ينجح بسهولة في كل شيء، لأنه يخطط مسبقا وبدقة لكل شيء.
من الواضح ان لا رابع لهذه احتمالات، يعني ان الجميع مصنف هنا بلا استثناء. بعد أن فرغت من قراءة المادة ودون أن أكلف نفسي عنا النظر الى أظلافي، تلفت أبحث حولي:
إذا كان الجميع هكذا بكل هذه الإيجابية والروعة والمثالية، فمن أين يظهر الأنذال والجبناء والمعتدين على النساء، أين الأنانيون والخونة واللصوص؟
أين باعة الأوطان بأية أثمان؟
أين الانفعاليون وأين القتلة المتسلسلون؟
من ناحية ثانية:
أين الفقراء وغير والمهمشين؟
أين العاجزون؟
أين وأين وأين.
أنا هنا لا أعتب على كتبة هكذا موضوعات تسويقية تجارية تملأ الفراغات فقط لا غير، لكنني أعتب على مواقع إليكترونية تروج لهكذا سواليف طرما وتتناقلها وتجعل تصنيفك الاجتماعي معتمدا على نسبة طول سبابتك لأصبعك الأوسط.
وتلولحي يا دالية
