سولافة الترين الخفيف اللطيف الزريف الطرما

عمان – محمد الدويري -«عشعش» القطار الخفيف في اذهان الناس لكثرة ما تردد هذا «العنوان» لمشروع حيوي انتظره الاردن على مدى عقود من الزمان حتى باتت كلمة القطار «الخفيف « ثقيلة على مسامعهم.
عاش هذا المشروع حبيس الورق بين مد وجزر وقرب اتخاذ قرارات فعالة تومئ الى اجراءات ملموسة ولكنها سرعان ما تنسف ليعود المشروع «الجنين» الى نقطة البداية.
في صفحات «اقتصاد» الرأي» سطرت عناوين كثيرة تناولت موضوع القطار الخفيف حتى اصبح هاجسا لدى كادر التحرير حول المغزى من « كثرة الكلام « عن مشروع ما فتئ جنينا من رحم الادراج لتطل الصفحات كل اسبوع على الاقل وعلى مدى سنوات في كل مرة ينشر فيها معلومة جديدة عن المشروع دون اجراءات على الارض لتنتهي الاخبار الى فشل مفاوضات مع مستثمر له وانطلاق مفاوضات جديدة مع اخر.
مع فشل 3 عطاءات طرحت لمشروع القطار الخفيف انطلاقا من عام 1994 حين كان مجرد فكرة تحول الى دراسة ثم عطاء في العام 1998 واخر في العام 2004 وثالث في العام 2006 وتمديد الفترات للمتأهلين وفشل المفاوضات في نهاية المطاف ، تختلط اوراق الحكومات المتعاقبة الاخيرة بين نجاعة المشروع او تنفيذ مشروع اخر تحت مسمى الباص السريع ليأتي مستثمر جديد يعرض انشاء المشروع «الخفيف» دون دعم حكومي وتبدأ مسلسل المفاوضات من جديد وتمديد فترات تقديم العروض واستكمال الدراسات ، واخيرا نسمع عن جهة خليجية اخرى تتقدم لتنفيذ المشروع ثم تبدأ مرحلة جديدة من اختلاط الامور للنظر في افضل العروض.
وزير النقل علاء البطاينة قال في تصريح لـ»الرأي» ان المذكرة التي وقعتها الحكومة مع شركة قطرية بشأن مشروع القطار الخفيف «ليست الزامية «. وتابع الوزير ان الحكومة تدرس العرض المقدم من شركة طاهر انفست للمشروع مشيرا الى ان مالكها لديه مهلة حتى نهاية العام للرد والتوافق مع استفسارات اللجنة الفنية المشكلة للمشروع تمهيدا للبت النهائي.
من جهته قال أمين عام وزارة النقل ليث دبابنة لـ»الرأي» ان اللجان الفنية للمشروع اجتمعت نهاية الاسبوع الماضي مع مجموعة الطاهر المهتمة بتنفذ المشروع الحيوي لافتا الى ان اللجان تنتظر الرد على معلومات فنية متعلقة بالمشروع .
وبشأن عروض خليجية جديدة للمشروع ، قال دبابنة ان لا عروض جديدة للمشروع حاليا وليس سوى مجموعة الطاهر التي «نتفاوض معها ونطلب الرد على استفسارات فنية يجب استكمالها «.
الى ذلك قال فتحي الطاهر مالك مجموعة الطاهر انفست المعنية بالمشروع ان المجموعة ملتزمة بتنفيذ المشروع بكامل نفقاته دون الحاجة الى أي دعم حكومي او أي اراضي زائدة .
وتابع الطاهر لـ»الرأي» ان المجموعة ملتزمة ايضا وقت التنفيذ للمشروع بتنفيذ الجسور والانفاق والطرق البديلة على نفقتها شريطة ان تكون ضمن حرم القطار الخفيف .
واضاف ان اجتماعات المجموعة مع اللجان الفنية كانت ايجابية مؤكدا انه قدم كامل التفصيلات المتعلقة بالمشروع .
بيد ان الطاهر قال ان موقع محطة القطار الخفيف في عمان مرهونة بتحديد الحكومة لموقف الباص السريع الذي سينفذ في عمان لتسهيل الحركة وترتيب العمل .
وكانت حكومة سمير الرفاعي تلقت عرضا من مجموعة الطاهر انفست لتنفيذ المشروع ثم تسلمت الحكومة التالية « حكومة البخيت» الدراسة الشمولية لمشروع القطار الخفيف بين عمان والزرقاء من ذات المجموعة التي تقدم مالكها فتحي طاهر لتنفيذ المشروع بدون أي دعم حكومي.
وبحسب الطاهر فإن المشروع الذي ستبلغ كلفته نحو 500 مليون دولار سيكون مجديا اقتصاديا دون أي دعم حكومي .
وتضمنت دراسة المجموعة لمشروع قطار عمان الزرقاء تغييرا بسيطا في مسارات سكة الحديد وستتضمن 14 محطة على طول 5ر24 كم كما ان سعر التذكرة سيقل عن دينار واحد.
وانشأت المجموعة الشركة الأردنية للقطار السريع لهذه الغاية برأسمال مبدئي قدره 100 ألف دينار وسيطلق على القطار اسم زمان اكسبريس.
كثر الحديث عن مشروع القطار الخفيف مثلما هو حال الدراسات والتصاميم بشأنه ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه .. متى سيرى هذا المشروع الحيوي النورالذي يربط اكبر محافظتين اكتظاظا بالسكان في المملكة وزمن أي حكومة؟

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى