تسريبات البريد الإلكتروني لـ”كولن باول” كشفت عنها.. إسرائيل تمتلك 200 سلاح نووي

تملك إسرائيل 200 سلاح نووي، بحسب ما كشفته تسريبات البريد الإلكتروني لكولن باول، وزير الخارجية الأميركي الأسبق.

وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، السبت 17 سبتمبر/أيلول 2016 إن هذه المعلومات قد أرسلها وزير الخارجية الأميركي في بريد إلكتروني بعث به إلى أحد زملائه العام الماضي.

وكانت مجموعة المُخترقين DCLeaks قد استطاعت الحصول على أرشيف بريد “باول” الإلكتروني ونشرته في موقع LobeLog المتخصص في السياسة الخارجية بحسب تقرير لصحيفة “الاندبندنت” البريطانية.

تعتمد إسرائيل سياسة “الغموض النووي” ولا تتحدث علناً عن أنواع الأسلحة التي تملكها أو عددها، حتى وإن كان معلوماً أن إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، تملك عدداً غير قليل من الأسلحة النووية.

ويُقدّر المراقبون أن إسرائيل لديها عدد من الأسلحة قد يصل إلى 400، لكن الرقم الذي جاء في تسريبات “باول” هو المصدر الأكثر موثوقية حتى الآن.

كان البريد الإلكتروني الذي احتوى على المعلومات موجهاً من “باول” إلى شريكه وأحد متبرعي الحزب الديمقراطي جيفري ليدز بشأن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي، يحذرهم من الاتفاق النووي مع إيران الذي حدَّ من قدرة طهران النووية في مقابل رفع الحظر على النفط الإيراني والعقوبات المالية المفروضة عليها. وعلى الرغم من ذلك، تم وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق النووي بين أميركا وإيران في الصيف الماضي.

وكتب “باول” في الرسالة: “ليس باستطاعة المُفاوضين أن يحصلوا على ما يريده (نتنياهو)”.

وأضاف: “على أي حال، لا يستطيع الإيرانيون استخدام [سلاح نووي] حتى إذا تمكنوا من صنعه في النهاية، الأولاد في طهران يعرفون أن إسرائيل لديها 200 سلاح نووي، وكلها موجَّهة إلى طهران، ونحن لدينا الآلاف. وكما قال أحمد نجاد: “ماذا نفعل بسلاح واحد؟” لقد تحدثت علناً عن إيران والأسلحة النووية، سنقوم بتفجير الشيء الوحيد الذي يهمهم: بقاء النظام. أين وكيف يمكنهم اختبار السلاح أصلاً؟”.

ويتطلب الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران من الأخيرة الحد من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب، الذي يستخدم في إطلاق القنابل النوية، بنسبة 98%، وكذلك الحد من قدرة إيران على التخصيب والبحث والتطوير للسنوات الـ15 القادمة.

لكن “بأول” قد أيَّد الاتفاق علناً حين قال لبرنامج Meet the Press (قابل الصحافة) على قناة NBC الأميركية في سبتمبر/أيلول 2015 إنه “اتفاق جيد للغاية” – لكنه لم يبدُ متحمساً جداً بشأن الاتفاق في البريد الإلكتروني الذي أرسله إلى “ليدز” بعد أشهر مشككاً في أن إيران قد تتمكن من اختبار سلاح نووي “في خلال عام”.

واعترف المسؤول المتقاعد والجنرال الأميركي السابق “باول” بأن العقوبات لن تكون ردعاً كافياً لإيران إذا كانت مصممة على تطوير أسلحة نووية.

وكتب “باول”: “يقول الإيرانيون إن لهم كامل الحق في تخصيب اليورانيوم لتوليد الطاقة، وهم على حق في ذلك. لقد ساعدهم الروس في بناء مفاعل نووي في “بوشهر”. العقوبات التي يمكنها أن تلحق بإيران خسائر بالمليارات تكفي لتعطيلها غير ممكنة. يقول “نتنياهو” وكذلك استخباراتنا إن أمام الإيرانيين “عاماً واحداً” (لامتلاك قنبلة نووية). لكنهم يقولون ذلك كل عام. ليس من السهل فعل ذلك”.

وكشفت التسريبات أيضاً أن الدبلوماسي الأميركي رفيع المستوى قد أهان دونالد ترامب ووصفه بـ”عار وطني ومنبوذ دولياً” ووصف هيلاري كلينتون أيضاً بأنها سياسية “جشعة، وغير مرنة”.

وعلى جانب آخر، كان كبير موظفي الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان قد دعا “بأول” إلى عدم تأييد الاتفاق النووي علناً، لكن “باول” رد عليه مدافعاً عن الاتفاق لأنه “خير للبلاد”.

وكتب “باول”: “الاتفاق الإيراني هو خير لهذا البلد وحلفائه. الجنرالات والأدميرالات المتقاعدون يعارضونه. لقد درسته جيداً للغاية.. لكن الجنرالات يحاولون حماية خياراتهم المستقبلية (في حال اندلاع حرب)”.

ويرتبط الموقع الذي سرب رسائل البريد الإلكتروني بمجموعة القراصنة التابعة للاستخبارات العسكرية الروسية التي يُطلق عليها اسم Fancy Bear، بحسب ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست، ويُحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي فيما يبدو أنه محاولة روسية واضحة لـ”تقويض الكفاءة السياسية” في الولايات المتحدة.

وتأتي هذه الأنباء بعد فترة وجيزة من اتهام ترامب بالخيانة لتشجيع الروس على اختراق رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بكلينتون للبحث عن 3000 وثيقة “مفقودة” لم تُسلم إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي على خلفية “فضيحة” استخدام كلينتون لبريدها الإلكتروني الشخصي في مراسلات رسمية.

وكشفت التسريبات أيضاً أن “باول” قد حاول النأي بنفسه عن فضيحة البريد الإلكتروني الخاصة بكلينتون التي لاحقت حملتها الانتخابية منذ بدايتها.

وقالت كلينتون لشبكة “سي إن إن” الأميركية رافضةً الحديث عن الأمر: “أحمل احتراماً كبيراً لكولن باول، وأتعاطف كثيراً مع أي أحد تخرج رسائل بريده الإلكتروني للعلن”.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى