كيف نجح الحراك ؟ / د . عبدالله البركات

كيف نجح الحراك ؟
يقال ان الفشل بلا اب وان النجاح متعدد الاباء.
نجاح الحراك الاردني له اسباب كثيرة جمعها الله فآتت اكلها. اولها ان اعتصام النقابات كان خطيراً ويعرض الحياة للتوقف، ومع ذلك لا تملك الدولة ان تقمعه، فهو قانوني مئة بالمئة، ولا يمكن تقليل دور النقابات في عمل القلب الصلد لكرة الثلج الكبرى. ثانياً ان عدداً كبيراً من المتظاهرين والمتواجدين مع النقابيين متضررين سابقاً ولاحقاً من الاجراءات الحكومية. بل ان كثيراً منهم ليس له ما يخسره ولا يخاف حتى السجن. كما ان نوعية الجيل الجديد تحب المغامرة وتتمتع بجرأة كبيرة تصل حتى حد المجازفة. ثالثاً لقد التقت مصالح الطبقتين الوسطى والفقيرة في رفض قانون الضريبة المعدل مما زاد في حجم التواجد في الشارع بشكل كبير. رابعاً ان الدرك قيادة وافراداً تصرف بقدر كبير من الحكمة وذلك بسبب اوامر عليا كانت حتى وقت متأخر من بدء الاعتصامات مازالت تفكر في كيفية الخروج من المأزق مما اعطى المعتصمين والمتظاهرين شعوراً بالانجاز لم يكن من السهل التراجع عنه. خامساً ان الحراك لم يكن حزبياً بل شعبياً ونقابياً مما لم يترك لأي جهة فرصة الاتهامات المبررة للقسوة والتشنج. سادساً ان الملك لم يرد ان يخسر حب الجماهير والذين رفضوا رفع سقوف الشعارات وقدر لهم الملك ذلك. كما اني اظن ان الملك لم يستمع لنصائح خارجية وداخلية كانت تريد منه ان يتعامل بقسوة مع الاحداث. سابعاً ان صندوق النقد الدولي نفسه ادرك ان الخطة التي اقترحها على الحكومة الساقطة كانت فاشلة ولا تحقق له الاموال المطلوبة لسداد ديونه.
لذلك كله نجح الحراك وهذا لا يعني ضمان نجاح الحكومة في ادارة اللعبة فما تم سيشجع الشعب وبأعداد اكبر على مزيد من المطالب المحقة مثل حل مجلس النواب ومحاسبة كبار الفاسدين.
الا انه هناك محاذير لهذا النجاح. وهي ان الاردن لا يلعب في ساحة محلية خالصة بل هناك قوى اقليمية وعالمية لا تريد هذا النمودج ولا تتسامح معه. ان تكاتف الشعب والجيش والقيادة هو الضامن الوحيد لافشال كل المؤمرات على هذا البلد. والذي نسأل الله ان يحفظه بحفظه ويرعاه برعايته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى