عُـــــذرٌ أقــــبَــــحُ مِن ذَنـــب!!! / د . ناصر نايف البزور

عُـــــذرٌ أقــــبَــــحُ مِن ذَنـــب!!!
مِنْ الأمثال الشائعة في ثقافتنا شُيوعَ النار في الهشيم المثل السائر ” عُـــــذرٌ أقــــبَــــحُ مِن ذَنـْـب” ؛ و لا يقِلُّ عَـنه شُهرةً المثل العامّي “ذَنَب الكلب عُمرُه ما بنعَـدِل” و ما بين “الذنبين” تسكين النون أو تحريكُها بالفتح و بينهما مِن الوشائج ما لا يُحيطُ بعلمه إلاّ المُحيط العليم!

كِم من العقود أمضَت مُعظُمُ الشُعوب العربية تأنُّ و تَشقى نتيجة فرض حالة “الأحكام الُعرفية” بِحُجَّة أنَّنا في حالة حربٍ مع العدو الصهيوني! فلا مجال للديمقراطية بذريعة أنَّنا في حالة حرب! و لا حُرّية للتعبير بذريعة أنَّنا في حالة حرب! ولا تنمية اقتصادية بذريعة أنَّنا في حالة حرب! و لا رفاه اجتماعي بذريعة أنَّنا في حالة حرب…. و لا … و لا … و لا… بذريعة أنَّنا في حالة حرب!

فقد خدَعَت تلك الحكومات الفاسدة و المُستَبِدِّة شُعوبها الساذجة و الجاهلة بذلك “العُـــــذرٌ الذي هو أقــــبَــــح مِن أيِّ ذَنـْــب”! و قَد لَعِب الإعلام و أذناب الأنظمة الذين عَملوا في الإعلام في تلك الدول دوراً كبيراً في تضليل الشُعوب و تسييرها “بالرموت كنترول”!

و مِن أكبر و أطول تلك الأذناب و “أملَسها” المدعو محمّد حسنين هيكل الذي جَعَل مِن جمال عبد الناصر رُبع المُتَعَلِّم و شِبه الأمِّي رَبَّاً يُعبدُ في الارض و إلهً يُطاع في السماء و ذلك بتعظيم صغائر أفعال و إنجازات الرئيس و تمجيدها من جِـهَة؛ و تحقير و تتفيه أخطائه و فضائحه العظيمة من جهة أخرى!

و لا يخفى على أحَد أنّ مُصيبة و نكبة النكبات في عام 1967 و التي ضاعت معها مساحات شاسعة من فلسطين و سوريا و مصر و الاردُن بسبب “فسق و خيانة” جمال و رفاقه مع الراقصة ذات الخصر النحيل “بِرلنتي” و أمثالها، قد اختزلها سادن سَحَرَة فرعون “هيكل” بكلمة “نكسة” و ما والت الشُعوب و حَتَّى النُخَب السياسية و الثقافية تُرَدِّد تلك الكلمة لأنَّهُم ابتلعوا الطُعم و انطَلَت عليهم الحيلة!

لقَد باعنا هؤلاء “القومجيون”، الذين تاجروا بنُبل “القومية” العربية و نقائها ردحاً مِن الزمن، بضاعةً مغشوشة و شعارات مَمجوجة زائفة! لقد كَذَبوا و كَذَبوا و كَذَبوا حَتّى باتوا يتَنَفسّون الكذب و يستفرغون الزور و الإفك صباحَ مساء!

ولا يَخفى على ذي لُبٍّ حصيف ما جَنيناه بل و ما جَـناهُ علينا أولئك القومجيون من ويلات شهدتها و ما زالت تشهدها شوارع وطننا الذبيح على يد جَزّار سوريا “بوشار”، و سفّاح اليمن “الشاويش” و معتوه ليبيا “مُهَدَّم” و أبو كلبشة تونس “سوء الفاسدين”!!!

بل و قد و صَلَ التدليس و “استحمار” الشعوب بـ “هيكل” ربيب الصهيونية و تلميذ “هنري كسنجر” عندما سأله أحد الصحفيين: “لماذا لا تزور إسرائيل و تتحدّث مع الإسرائيليين؟؟؟” أنْ تَشَدَّقَ هيكل باشا بالقول: “كيفَ أقابِلُهُم… عندما أموت و ألتقي بالرئيس عبد الناصر، فماذا سأقول له إذا سألني لماذا فَعَلتَ ذلك؟”!!!

يا هيكل أفندم، لن يسألَكَ عبد الناصر عن شيء حينَ تلقاه! بل سيسألُك “الناصر” العزيز الجبّار و سيسأل الله سَيِّدَكَ “الخاسر” عن كُل المصائب و “النكسات” و الوكسات التي تَسَبَّبتما بها أنتُما و مَن والاكُما و ناصَرَكُما و ظاهَرَكُما و مَن لَفَّ لَفيفَكُما مِن السابقين و اللاحقين … و صحيح إنُّه “عُـمُـر ذَنــب الـكـلـب ما بنـعَـدِل”! و الله اعلَمُ وَ أحكَم!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى