واجهات لا وجهاء / أحمد فرحان

واجهات لا وجهاء
في البداية وقبل التطرق لموضوع المقال فيما يخص زيارة وجهاء عشائر اردنية لرئيس الكيان الغاصب، نتعرف على ما يطلق عليهم وجهاء، فقديما كان الوجهاء وشيوخ عشائرهم يتم انتقائهم كما الخيل العربي الاصيل، من اصحاب الاصول الواضحة والظاهرة، يتمتع بالكرم العربي الاصيل الذي ينم عن طيب نفس منه، ان يكون ممن يُشهد لهم برفعة الخلق وطيب المنبت، حسَن السيرة والسريرة، صاحب فضل على من حوله، صاحب كلمة حق، ، ولا يخشى فيه لومة لائم، قاضياً عند الحاجة، مضيافا كريما، وشجاعاً وقت الشجاعة، حامياً لمن يلجؤون اليه، صادق اللسان.
من يتمتع بهذه الصفات الاسلامية والاخلاقية يكن صاحب كلمة مسموعة، ورأي سديد، يُسمَع له حين يقول، ويُطاع حين يُؤمر، يكسب شرعيته من خلقه الرفيع، ورأيه السديد، فكانت السلطات الحاكمة تسعى اليهم، لكسبهم والحصول على ودهم، وكانت تسعى اليهم في حل المعضلات والمشكلات التي تواجه السلطات.
اليوم انقلب الامر رأسأً على عقب، فاصبحت الوجاهة عبارة عن واجهة يسعى صاحبها اليها بالتملق لاصحاب النفوذ، فاصبحت السلطات تصنع واجهات من العشائر وتلمعها بطرق واضحة كتسهيل دخولهم في حل مشكلات بسيطة، ودعوتهم الى اي احتفالات وطنية ووضعهم في مقدمة االصفوف، مع كسب ولائهم مقابل ذلك.
التطبيع الرسمي مع الكيان الغاصب اصبح في اوجه بعد وادي عربة، وتبادل السفارات، وتبادل الزيارات الرسمية المتكررة بين الطرفين، في حال لم يترجم اي تطبيع شعبي مع هذا الكيان، والتطبيع الرسمي يبقى حبرا على ورق ما لم يترجم شعبيا على ارض الوقع، وهذا ما فشلت فيه الحكومة فشلا ذريعا، ولن يكون هناك اي تطبيع شعبي لا حاضرا ولا مستقبلاً، وهذا ما يهدد وادي عربة، اذا نرى في كل وقفة شعبية تنديداً لهذا الاتفاق الذي يرفضه كل اردني جملةً وتفصيلاً.
عندما ايقنت الحكومة هذا الامر، وايقنت ان هذا التطبيع اصبح من المستحيلات، لجأت الى اذرعها الشعبية التي تضمن ولائها، ودفعت لزيارة الى رأس الكيان الغاصب، الذي قام بدوره بالتقاط الصور بطريقة مُذلة ونشرها على انها زيارة وجهاء العشائر الاردنية.
فعلى الحكومة الاردنية ان تعي ان تلك الواجهات معروفة مسبقا عند عشائرهم، وانهم لا يمثلون الا انفسهم، وان اعلامهم لن يكون قادرا على تشويه العشائر الاصيلة، وسنرى في الساعات القادمة بيانات عشائرية تتبرأ من افعال هذه الواجهات، بل واكثر من ذلك.
فالواجهات اليوم لم تعد تكلف صاحبها سوى شارباً مصبوغا بالاسود وقليلا من اكسسوارات المشيخة وزيارة لاسرائيل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى