.عزرائيل الحكومات

[review]بدأ التفكير بمشروع جر مياه الديسي منذ أوائل التسعينات ،بعد ان انحسرت الخيارات ، واتضحت تقاسيم العطش القادم . وبرغم الاشارات الحمراء وتحذيرات الجفاف التي رافقت الفكرة من بدايتها .. الى لحظة كتابة هذ المقال و مشروع الديسي تماماً مثل سيارة فيروز التي تحتاج الى دفشه: (بيجي مختار وبيروح مختار والسيارة مش عم تمشي..).تطّور الأمر في السنوات الأخيرة ،حيث تعدّت صفة مشروع الديسي  من المشروع "المتعثّر" الى "عزرائيل" الحكومات الذي يقبض روح الحكومة قبل رحيلها بسكتة مائية مفاجئة…فتتركه –مضطرة- للوريثة الجديدة..حتى صار مألوفاً للمتابع البسيط ، والمواطن العادي : اذا كثر الحديث عن مشروع الديسي..فإن ذلك يعني أن الحكومة "تعدّ اياماً" كما يقولون..منذ عشرين عاماً ، تأتي الحكومة متحمسة..تؤكّد في خطابها ، على الأمن المائي ، وعلى ضرورة جر مياه الديسي كأحد الحلول المتاحة ، تستشير الخبراء، تبحث عن ممولين ، تطرح مناقصات ،وتعد ان هذا العام هو عام التنفيذ، وفي الختام "تتفركش" العروض.."فتتشردق" الحكومة بماء الديسي وتنتقل الى رحمة الله..في عام 2005 وتحديداً في شهر شباط ،وبعد عام من الحماس بضرورة انجاز المشروع "ألحلم" ، أوقفت الحكومة مفاوضاتها مع صندوق الاستثمار الخاص في القوات المسلّحة، لاجراء دراسة شاملة للموضوع..وبعدها بشهرين رحلت حكومة الفايز…تاركة وراءها ارث العطش..وفي آواخر شهر ايلول 2007، فضّت العروض المقدّمة لجرّ مياه الديسي في عهد حكومة الدكتور البخيت وفاز ائتلاف الشركات التي تقوده شركة غاما التركية، فرح الناس أن الحكومة قد مسكت طرف خيط الماء..ومع ذلك وبعدها في أقل من شهرين..فضّت الحكومة..وجاءت حكومة الذهبي..وبعد ان وصلت المواسير واقتربت "الجُغمة" من الفم، بدأ يدور حديث ساخن حول مشروع الديسي:وعن احقية الشركة الفائزة في تنفيذه!! وعن وجوب المضي به بعد ان تضاءلت الحلول!! …ولا زالت بعض المحاولات تجري هنا وهناك لنثر المسامير أمام دولاب التنفيذ لغايات التنفيس..ومهما كان سبب الضجة الأخيرة حول الديسي والشركة المنفذة : وكل ما يحدث من مساءلات ومناقشات ..اعتبره مجرّد نذير لرحيل الحكومة لا أكثر..الخلاصة: نحن بحاجة الى حكومة بــ 7 ارواح لنشرب ماءً زلالاً من الديسي..وغير ذلك..من "ايدي اذا رح نشرب"..احمد حسن الزعبيahmedalzoubi@hotmail.comwww.sawaleif.com * نشر هذا المقال في موقع خبرني       

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى