“الاسكملة”..

مقال الخميس 28-4-2016
النص الأصلي
“الاسكملة”..
كانت المهام الموكلة اليها خفيفة ومعقولة وتتناسب مع تحمّلها..وضْع فنجان القهوة على ظهرها للضيف، صحن فاكهة للعائلة ، فتح المصحف عندما يقرأ الأب رحمه الله ما تيسر له من القرآن، وأحيانا للوقوف عليها للحظات لإصلاح “نيون” معطوب او تبديل مصباح..

البعض استمرأ قصة الوقوف على “الاسكملة” بحجة إصلاح الباب ، أو تغيير الستارة ، او تصليح المروحة السقفية… إلى أن أصبحت مكان صعود بشكل رسمي ومألوف… آخر العنقود أيضا صار يتناولها خلسة ،يصعد فوقها ليسرق بعض “البقلاوة” من الرف العلوي من خزانة المطبخ، ثم يعيدها إلى مكانها بعد أن يمسح آثار قدميه عن خشبها اللامع ،صار يكرر الطفل سرقاته على ظهر “الاسكملة” بشكل متكرر ويسمن يوماً بعد يوم دون ان يراه احد وهو يسرق لكن الجميع كانوا يرونه وهو يسمُن، ولأن حلاوة الطعم تبقى تشي بسرقة جديدة ، كان يضعها ويصعد فوقها من جديد دون أن يشعر ببدانته التي تزداد مع كل وجبة سرقة ، ظل على هذا الحال حتى تضاعف وزنه في غضون شهور..ذات مساء وأثناء قيلولة العائلة وضع رجليه على ظهر “الإسكملة” كما اعتاد أن يفعل في نفس التوقيت وما ان استقر وزنه كاملاً حتى انكسرت وكسرت رجله وارتفع صراخه من الألم..
باختصار لم تحتمل “الاسكملة” وزن السرقات التي صارت تزداد على ظهرها، ولم تحتمل أن “يتحلّى الآخر” وهي تذوق المرّ ، فقد قبلت وتحمّلت ان تكون مصعداً للإصلاح والتصليح لكنها لم تحتمل ان تصبح مطية للسرقة…هذا هو الشعب..
**
قرأنا أمس ان هناك مشروع قانون سيمنح امين عمان “حصانة” عن الملاحقة القضائية و القانونية الا من خلال رئاسة الوزراء، وهذا صعود جديد على “الاسكملة”..حيث يمنع على المراقبين والشعب ان يقاضوا أمين العاصمة بسبب حصانته التي يريد ان يستحصل عليها كما حصل عليها النواب والوزراء ورئيسهم والباشوات من قبله ومن بعده، اليوم هو،و غداً رؤساء البلديات ، وبعدها المدراء العامين للشركات المساهمة ورؤساء مجالس الادارة ورؤساء الأقسام وامناء الصناديق .. لم يبق منصب في موقع المسؤولية الا وقد أعطوه حصانة تحميه من قضبان السجن أو مطالب الشعب…ما يجري هذه الأيام غير مقبول وغير معقول …من يقرأ الصورة جيداً يلاحظ أننا نعمل ليل نهار بكل ما أوتينا من ارادة سياسية لتسهيل وتسيير طرق الفساد بصورة قانونية…

غطيني يا كرمة العلي..تعبنا والله.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫9 تعليقات

  1. تعبنا وكسروا ظهورنا .. ماليهم بالكسر اللي ما منه جبر … خمس سنوات من المطالبات بالاصلاح وبالاخير شرعنة للفساد وحماية وحصانة وتحصين للفاسدين …. سننقل قضيتنا من قضاة الأرض الى قاضي السماء .. حسبنا الله ونعم الوكيل … هم جمعوا وأعدّوا ونحن نجمع دعاءنا لرب السماء

  2. أنا لم أعد أفهم .. هل حاميها حراميها؟؟ .. هل يعقل ان نواب الشعب هم من يشرعن طرق الفساد .. هل يعقل أن تعطى الحصانه لكل المسؤولين في السلطه التنفيذيه من قبل السلطة التشريعيه التى من صلب أدوارها هو المراقبه و المحاسبه للتنفيذيه .. يا ناس حد يفهمني شو بصير ؟؟؟ السكمله هم النواب لانهم صنعوا للاصلاح و غيره و العيل الدبدوب همه الفاسدين من التنفيذيه .. العيله ام قيلوله همه المواطنين .. طيب مين همه هظولاك العيال اللي علموا الدبدوب السرقه .. ما يكونوا اللي سكنوا جديد في الحاره و شكلهم من المدينه و حالقين ع الصفر

  3. أصبت يا أبو حميد…الأمر الخارق للعقل.. كيف يصبح المسؤول مسؤولا أذا لم يتحمل مسؤوليه قراراته؟ إذ لاصلاحيات سلطويه بدون مسؤوليه مثل لا مسؤوليه بدون صلاحيات سلطويه.

  4. اعتقد أن الاسكملة هنا هي الشعب بكل فئاته، وسينكسر ظهره حتما لأنه لن يستطع تحمل المزيد

  5. ابشرك

    الاسكمله لن تنكسر ابدا, و ستبقى تحمل الاوزان الخاصه بالاصلاح + السرقات + لأي غاية اخرى ! . يبدو انها أي ” الاسكمله ” اعتادت و قبلت وتشعر بنشوة ان تكون للعتاله وغيره

  6. طيب وبعدين يعني .. شو النهايه .. معقول نظل نستنى ولو اصلاح واحد على العلن يريح قلوبنا شوي قبل ما نموت .. على كل حال نحن ما علينا الا ان نوكل أمرنا لرب العباد وهو الكفيل بأخذ حقوقنا جميعاً بأذن الله .

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى