
قصة قصيرة .. ستون ثانية
تأرجح جسد عثمان الذي يجلس في المقعد الأمامي للحافلة بقوة عندما ضغط السائق على المكابح بشكل مفاجئ من أجل التوقف على إشارة المرور، إعتقد السائق في البداية أن بإمكانه أن يواصل سيره ولكن إشارة المرور قاطعت مسيره بألوانها التي تحولت فجأة من الأخضر الى البرتقالي ثم الأحمرة معلنةً إنتهاء المسير.
لقد تسببت تلك الوقفة المفاجئة للحافلة الى إيقاظ عثمان من غفوته التي حصل عليها بعد اليوم الشاق الطويل الذي عانى فيه الكثير، فإعتدل في جلسته وأصلح ما فسد من هندامه ثم أخذ يرتب الأوراق التي يحملها والتي تبعثرت بفعل تلك الإشارة اللعينة.
تفقد عثمان ساعته والتي كانت تشير عقاربها الى الثانية بعد الظهر، فحمد الله في قرارة نفسه على إنتهاء هذا اليوم الطويل الشاق، ووجد أنه يستحق بعد هذا العناء الطويل قسطاً من الراحة من الممكن أن يناله في الحافلة، ولكن هنالك الكثير من المنغصات التي تعارض ذلك، بالإضافة الى الطقس الملتهب في الخارج والذي يدفع بتلك الرياح الحارة لكي تداعب وجه عثمان وشعره، كان هنالك ذبابة تحوم حول رأسه وتتنقل بين عينيه وأنفه وفمه وأذنيه، وكأنها تدعوه الى الإستفاقة وتعارض نومه بشده، ثم جاءت الإشارة الضوئية لتضع حداً لتلك الغفوة التي نالها.
لقد كان يومه متعباً الى درجة تصور فيها أن لا نهاية له، والآن وهو يجلس مرتاحاً الى جانب تلك النافذة الصغيرة في الحافلة وعلى رقصات تلك الذبابة التي لا تمل من التنقل بين أجزاء وجهه، بدأ يستعرض ذلك المسلسل الطويل من حياته والزاخر بالكثير من الصعوبات التي أوصلته الى حاله اليوم.
لقد رافق عثمان منذ صغره الى جانب فقرة وحاجته تميزه الذي يلفت الأنظار، وجعل الكثير من الأساتذة والمعلمين الذين تعاقبوا على تدريسه الى الإثناء عليه وتوقعوا له المستقبل الباهر، فهو متميز في مختلف المواد العلمية والأدبية، بل هو متميز في الأنشطة اللامنهجية والجانبية والرياضية أيضاً. إلا أن الفقر والحاجة كان مصدر تميزه الآخر، فلقد تعود الجميع في المدرسة على رؤيته بنفس الملابس التي لا يملك غيرها طوال الأسبوع، وبات الكل يعلم بأنه يستغل عطلة نهاية الأسبوع من أجل تنظيفها إستعداداً للإسبوع التالي.
كان الاب يعمل أميناً لإحدى المكتبات في المدينة، وكان عثمان يذهب الى المكتبة كثيراً من أجل تزويد والده بالطعام، وعندها يبدأ جولته التأملية بين تلك الأرفف الطويلة اللامنتهية، ويتفحص تلك الكتب التي تقبع عليها منذ زمن طويل، وبين خطوة وأخرى؛ يتناول أحد الكتب من تلك الأرفف ثم يمسح ما تراكم عليه من غبار ويقلب صفحاتها، الى أن يهتدي الى كتاب يبعث في داخله الشوق من أجل مطالعته، وغالبا ما يجلس على الأرض من أجل الإطلاع على الكتب وتفحيصها، وربما وجد نفسه أحياناً قد قرأ عشرات الصفحات دون أن يدري، المهم أنه في النهاية لا بد أن يحمل الى منزله أحد الكتب في علبة طعام والده.
وهناك في المنزل، أوفي الغرفة الضيقة تحديداً، والتي تضيق ذرعاً بتلك الأشياء والكائنات المتراصة بداخلها، إلا أنه كان من السهل أن يجد عثمان فيها مكاناً صغيراً بحجمه من أجل أن يتقوقع بع ويعكف على الضيف الجديد الذي نزل بساحته، ويداوم على تقليب صفحاته ونهل العلم والمعرفة منه حتى ينتهي، وفي اليوم التالي يستضيف ضيفاً جديداً.
لقد ساهم عمل والده بشكل كبير في تعليمه وتثقيفه، والتي جعلت منه مرجعاً هاماً للمدرسين في العلوم والتاريخ والجغرافيا، والتي مكنته من الإطلاع على طرق الحساب المختلفة، ودراسة تاريخ الأمم السابقة بل ورسم خارطة العالم بكل سهولة وبدقائق معدودة.
إلا أن تلك الوظيفة البسيطة لذلك العجوز لم تؤمن له في المقابل الماديات اللازمة من أجل إستكمال دراسته، فبعد أن أتم عثمان متطلبات المراحل الأساسية والإعدادية والثانوية؛ أصبح جاهزاً من اجل أن يلتحق بالجامعة، وكم هي محظوظة تلك الجامعة التي ستحتضن عثمان لعلمه الكبير وإطلاعه الواسع. لقد بدأت الآن رحلة البحث عن منحة في إحدى الجامعات المعروفة، وهذا أقل ما يستحقه عثمان، فلقد حصل على المرتبة الأولى في إمتحانات الثانوية على مستوى مدينته، وجعلت منه حكاية يتداولها الجميع بذلك الإنجاز الكبير.
بدأ عثمان يتجول بين أروقة الجامعات الفخمة، ويطلق بصره في القاعات الكبيرة والمختبرات الواسعة والمكتبات المهيبة، وهو يعرف في قرارة نفسه ان كل تلك المرافق ستكون تحت تصرفه في القريب العاجل، وستصبح ملعبه الذي يمارس فيه هوايته بكل إتقان ودقة.
بعد عناء طويل من المعاملات وإثبات دخل الأسرة المتواضع، وعدة زيارات قامت بها الوزارة الى بيت عثمان من أجل التاكد من حالته المادية المعدومة، ومن عدد أفراد أسرته الكبيرة، ومن دخل والده البسيط الذي بالكاد يكفي ما تحتاجه الأسرة من طعام، أقرت الوزارة بأحقية عثمان في الحصول على المنحة الجامعية. تسلم عثمان المنحة الجامعية وعاد الى منزله وهو يتراقص فرحاً وكأنه قد ملك خير الدنيا قاطبةً، وما أن دخل المنزل حتى تحولت أفراحه الى أتراح.
لقد وجد والده العجوز الطاعن في السن ممدداً على فراشه ويحيط به أفراد الأسرة أجمع، والدموع تنهمر من عيونهم وتعلوا أصوات بكاءهم، وبعد أن إستفسر عن حاله أجابوه بأنه قد حضر من العمل مبكراً بسبب تعبه الشديد وحالته في إستياءٍ متزايد.
ضاقت الدنيا في وجه عثمان حتى أحس بأنه يتنفس من خرم إبرة، وطارت تلك التخيلات التي رسمها في مخيلته عن الجامعة والدراسة والتخرج والتي أصبحت الآن من الأحلام التي يصعب تحقيقها. في الواقع كان عثمان يدرك مقدار المسؤولية الملقاة على كاهله بعد أن تنازل والده عن مسؤولية رعاية العائلة له، وهو الأكبر بين إخوانه، فكان لا بد له من أن يعمل الآن من أجل أن يؤمن لأسرته ما تحتاجه، أضف الى ذلك التحدي الجديد الذي أرتسم في الأفق وهو التكاليف الباهظة من أجل علاجات والده المريض.
شغله مرض والده كثيراً الى الحد الذي أنساه فرحته في المنحة الجامعية التي حصل عليها، وبدل أن يتنقل بين قاعات الجامعة واروقتها؛ وجد نفسه يمضي أغلب وقته في طوابير المستشفيات وأمام الصيدليات للحصول على العلاج لوالده. وكان من المقَدر أن لا تطول معاناة والد عثمان؛ فما هي إلا أشهر قليلة حتى أسدل الطبيب قطعة من القماش على وجهه معلناً وفاته.
عادت الذبابة لكي تقف على أنف عثمان من جديد في محاولة يائسة منها لإستخلاصه من أعماق الحزن التي وقع فيها، ولكن باءت محاولتها بالفشل، فلقد تذكر نفسه وهو يقف في بيت العزاء لساعات طوال من أجل استقبال عددٍ قليلٍ من الأقارب والجيران وبعض زملاء والده في العمل، ويتذكر تلك اللحظة الفاصلة في تاريخ حياته حين مال عليه أحد زملاء والده ليبلغه بضرورة مراجعته في المكتبة في القريب العاجل.
وما أنا إنتهت مراسم العزاء البسيطة التي أقيمت في خيمة متواضعة على ناصية الشارع الذي يقطن فيه عثمان، حتى تكومت امامه الكثير من التحديات التي تستوجب منه التحول من مستهلك لخيرات العائلة الى منتج يفي بإلتزامات تلك العائلة ومتطلباتها المتعددة، وفجأة خطر على باله ذلك العجوز الذي طلب منه مراجعته في المكتبة التي كان يعمل فيها والده.
في اليوم التالي إستهل عثمان نشاطه بزيارة أمجد زميل والده والذي فاجأه بعرضه العمل على عثمان كقيّم للمكتبة مكان والده، بدأ عثمان يستعرض المتطلبات المالية والغذائية والتعليمية للعائلة والمطلوب منه تحقيقها على عجل، فلم يتردد ولو للحظة واحدة في قبول ذلك العرض على أن يباشر العمل في اليوم التالي.
وفي المساء؛ بينما كان يخيم الحزن والصمت على أفراد العائلة، أخبرهم عثمان بما قرر فعله وهو التخلي عن المنحة الجامعية التي عمل من أجلها لسنين طويلة وإستبدالها بالعمل في المكتبة، وتخيلوا حجم الصدمة التي وقعت على والدته التي رفضت الموضوع تماماً في البداية، وعرضت أن تعمل كخادمة في أحد المنازل في محاولة منها لثني فلذة كبدها عن إضاعة الفرصة الذهبية التي لاحت له، ولكنها كانت تعرف في قرارة نفسها أنها لا تقوى على العمل، وأن الدخل الذي ستحصل عليه لن يكفي لسد إحتياجات العائلة، ووجدت نفسها وبقية أفراد العائلة امام الخيار الوحيد وهو تأمين مستقبل العائلة مقابل ضياع مستقبل عثمان.
مرت الأيام سريعاً وكان عثمان خلالها ذلك العامل المجتهد المثابر، وكان حريصاً على إستمرار هوايته التي كانت سبباً في تميزه لسنوات خلت، كما كان حرصه كذلك على إستمرار إخوته وأخواته في إكمال مسيرتهم التعليمية مهما كانت التكاليف، وتجاهل مستقبله الذي كان يبعد عنه خطوة واحدة، ويتجنب التفكير فيه، بل حتى أنه كان يتجنب المرور من امام الجامعة التي كانت في يوم من الأيام حلم حياته.
بدأ إخوة عثمان في التتابع لدخول الجامعة وإزدادت التكاليف والمصاريف مما دفع عثمان للبحث عن عمل آخر من اجل الحصول على دخلٍ إضافي، يضمن له تحقيق أحلام إخوته وإستمرار الحياة الكريمة لكافة أفراد الأسرة. بدأ مشروعه الصغير في شراء الخضروات من السوق وبيعها على زاوية أحد الأزقة في الحي الذي يسكن فيه، وأصبح معروفاً في الحي ب”الشاب المكافح” الذي يحاول خدمة أسرته ومجتمعه من خلال توفير المال لأسرته، والخضار للحي بأكمله.
إزدهرت تجارة عثمان قليلاً، مما دفعه الى إستئجار أحد الشباب في الحي لمساعدته على إدارة “البسطة” التي كان يعمل عليها، وبدأت الأرباح ترتفع شيئاً فشيئاً، وبدأت الأسرة تعيش في بحبوحة من العيش، وغدت الحياة بالنسبة لهم أكثر إرتياحاً، ومما زاد في بهجة العائلة المتواضعة هو تخرج أحد أبناءها الذي يصغر عثمان بثلاثة أعوام من الجامعة كمحاسب وعمله في إحدى الشركات المعروفة.
إلا أن أفراح عثمان وعائلته لم تدم طويلاً، فلقد إستفاقت العائلة على خبر كتم أفراحها وقلبها الى أحزان، فوالدته التي كانت تعاني من إرتفاعٍ في ضغط الدم نتيجة أسفها على ولدها عثمان الذي ضاع مستقبله قد ساء وضعها في الآونة الأخيرة، وتدهورت حالتها الصحية الى أن توفاها الله مع صيحات المؤذن لأذان الفجر.
لفحة من الهوء الساخن أيقظت عثمان من سهوته الطويلة على الإشارة الضوئية، وأحس معها ببرودة تلك الدمعة التي فرت من عينه وسالت على خده عندما تذكر والدته، التي كانت ترفع أكفها الى الله عز وجل وتدعو لإبنها بأن يعوضه الله خيراً على تضحيته ورجولته. خيم الحزن لفترة طويلة على الأسرة، وتضاعفت جهود عثمان بعد تلك الفاجعة، وأصبح عليه أن يقوم بدور الأب والام لتلك العائلة التي كانت ترى فيه المنقذ لهؤلاء المساكين.
بعد أن ولتّ تلك الغيمة الكئيبة التي أظلت عثمان وعائلته لفترة من الوقت، أعاد عثمان إدارة أعماله الحرة من على “بسطة” الخضار، بالإضافة الى المحافظة على عمله كقيّم للمكتبة، ولم ينسى في كل يوم أن يقلب كتاباً يلتقط منه بعض المعلومات تتوسع معه مداركه وثقافته.
تقدم أحد شباب الحي لخِطبة إحدى أخوات عثمان، وما هي إلا عدة أشهر حتى وجد عثمان نفسه يرتدي بدلة رسمية للمرة الثانية في حياته، وتذكر المرة الأولى حين توجه لمقابلة اللجنة المكلفة بدراسة الأوضاع الإجتماعية للطلبة المتقدمين للحصول على المنحة الجامعية، طرد تلك الأفكار من رأسه وتوجه ليقود أخته العروس ليسلمها الى عريسها، ولم يكد يمر عام على تلك الفرحة حتى تزوجت الاخت الثانية لعثمان؛ فبقي هو وإخوانه الثلاثة في المنزل.
فاتحه اخوه الذي يصغره بموضوع الزواج، وأعلمه بأنه قد أعجب بإحدى زميلاته في العمل ويود أن يتقدم لخِطبتها على الرغم من أنه لا يزال في بداية مشواره، ولم يكن من عثمان إلا أن يبارد بالموافقة والتهنئة، فلم يعد موضوع الماديات يشغل عثمان كثيراً خصوصاً بعد أن تحولت تجارته البسيطة الى عدة محلات لبيع الخضار المترامية في أنحاء المدينة.
وخلال مراسم الفرح أعجب عثمان بواحدة من قريبات العروس، وما أن إنقضى شهر العسل حتى بادر بمفاتحة أخيه الذي يصغره بموضوع الفتاة، وطلب منه التقصي عنها ومشاورة أهلها في موضوع الزواج. وجاءت الأخبار مخيبة للآمال؛ فتلك الفتاة كانت مخطوبة لأحد أقرباءها حسب أقوال العائلة، ولكن من طريقة كلام أخيه الأصغر أدرك أن الرفض له سبب آخر يعلمه جيداً.
بدأ الشيب يتسرب الى رأس عثمان معلناً دخوله في منتصف العقد الرابع، ومع دخول الشيب الى جسده تخرج آخر إخوته من الجامعة وحصل على شهادة البكالوريس في العلوم، وتعين كمعلم في واحدة من مدارس المدينة.
أصبح البيت خالياً على عثمان، ولكنه لم يفكر في موضوع الزواج خاصةً بعد صفعة الرفض التي تلقاها في المرة الأولى، وهنا إشتعل الحماس في نفسه من جديد، وبدأ شعور الشاب المتعلم ينبض بداخله.
تقدم الى الجامعة التي طالما حلم بها لدراسة الهندسة، وقوبل طلبه بالرفض في المرة الأولى بسبب الأعداد الكبيرة للمتقدمين، ولكن اليأس لم يدخل الى نفسه؛ فعاود تقديم الطلب للمرة الثانية والثالثة والرابعة، حتى جاءت الأخبار المبشرة بالموافقة على طلبه لدراسة الهندسة في الجامعة.
جلس عثمان على مقاعد الدراسة الى جانب من هم بنصف عمره تقريباً، وكان مدار حديث زملاءه عنه، ومحط سخرية الكثيرين منهم، إلا أن ذلك لم يثنيه عن مواصلة تحقيق حلمه الذي أضاع الكثير من السنوات دونه.
مرت السنوات الخمس سريعاً على عثمان، أثبت خلالها أنه ما زال ذلك المتفوق الذي كانه في الماضي خلال أيام المدرسة، وأصبح الكثير من الزملاء يألفونه ويجلسون الى جانبه، بل ويلتمسون مساعدته في حل الواجبات والمسائل الصعبة، أضف الى ذلك سلسلة النجاحات التجارية التي كانت تلاقيها تجارته.
واليوم هو اليوم المشهود في حياة عثمان، حيث تأنق منذ الصباح الباكر وإرتدى بدلته الرسمية من أجل الإستعداد للتخرج من الجامعة، وهناك في القاعة الكبيرة وجد عثمان نفسه وحيداً بدون والده ووالدته اللذان سرقهما الموت قبل أن يشاهدوه بثوب التخرج، وإلتفت من حوله عله يشاهد أحداً من إخوانه أو اخواته ولكنه لم يجد أحداً أبداً.
وأخيراً تسلم شهادته الجامعية بالإضافة الى شهادة التميز مع مرتبة الشرف من عميد الكلية، وانهى جميع الأوراق الجامعية وإستقل إحدى الحافلات من اجل عودته الى المنزل.
والأن يجلس على هذا الكرسي في الباص بإنتظار اللون الأخضر للعبور، وما هي إلا لحظات حتى أضاء اللون البرتقالي تبعه الأخضر، فتحرك الباص بإندفاعة سريعة أدخلت معها موجة كبير من الهواء الى داخل الحافلة سرقت شهادة عثمان التي يضعها في حضنه وأسقطتها على أرضية الحافلة.
لم يلتفت عثمان للشهادة الملقية على الأرض، ومرت عدة دقائق حتى وصل عثمان الى وجهته المقصودة، فوثب عثمان من كرسيه متوجهاً الى الباب وداس خلال مروره على شهادته الجامعية وتوجه الى أحد محلاته لإستئناف بيع الخضار.
إنتهت بحمد الله ……