الملهاة المأساة الاردنية / ضيف الله قبيلات

بسم الله الرحمن الرحيم
الملهاة المأساة الاردنية
تعمل الصهيونية عبر الماسونية بواسطة الدول الكبرى الاستعمارية على اشغال العرب و المسلمين بحروب شتى هنا و هناك لتصرفهم بعيدا عن قضيتهم المقدسة تحرير المسجد الاقصى و فلسطين و تطهيرها من دنس عصابة اسرائيل الارهابية ، و يساعدها في تحقيق هذا الهدف بعض الزعماء العرب الذين استولوا على الحكم بطرق غير شرعية ولا حتى ديمقراطية فمنهم من نصبته الدول الاستعمارية ومنهم من جاء على ظهر الدبابات الاجنبية او بالانقلابات العسكرية .
وبعد مرور أكثر من 100 سنة على هذا الفصل الصهيوني الماسوني الاستعماري حاول المستعمر فحص التوجهات الجماهيرية أو الرغبة الشعبية لدى العرب فسمح باجراء انتخابات نزيهه في بعض الاقطار العربية فكانت نتيجتها فوزا كاسحا للاسلام و المسلمين ، فجن جنون الصهيونية و خدمها فانقلبوا عليها جميعا بواسطة عملائهم حتى وصل الامر بهم مؤخرا إلى محاولة الانقلاب الفاشلة التي دبروها لتركيا .
يعني هذا انهم لا يريدون اسلاما مهما كان نوعه ، لا اسلاما مُسلّحا ولا اسلاما سياسيا ولا حتى اسلام ع الريحة ،اللهم إلا ” الاسلام الامريكاني ” الذي تتبرأ منه حتى شريعة المسيح عليه السلام التي تقول إذ ضربك أحد على خدك الايمن فأدر له خدك الايسر ، فكيف بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم التي تقول ” من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ” .
على ذلك النسق جرت في الاردن انتخابات نقابية نزيهه طوال المئة سنة الماضية فكانت نتيجتها دائما فوزا ساحقا للاسلاميين و قياسا على ذلك لو جرت مرة واحده في الاردن انتخابات نيابية نزيهه لكانت نتيجتها كالعادة فوزا ساحقا للاسلاميين .
صار هذا الامر بديهيا و معروفا في كل الاقطار العربية وبما ان الاردن ليس استثناءا فليس بمصلحة الصهيونية و الماسونية و الدول الكبرى الاستعمارية ان تجري في الاردن انتخابات نزيهه ، لان لها في الاردن مصالح كثيرة سيلحق بها الضرر فيما لو جرت هذه الانتخابات نويهه وشفافة و فاز بها الاسلاميون و شكلوا الحكومة .
ذلك لأن أية حكومة يشكلها الاسلاميون في الاردن حتما سيصدر عنها قرارات هامة على صعيد السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية وكل هذا القرارات ستكون في صالح الرغبات الشعبية الداخلية و الخارجية التي يعرفها القاصي و الداني و أولها إلغاء وادي عربة و اغلاق سفارة اليهود و طردهم و تطهير الارض الاردنية الطاهرة من دنسهم ثم تنفيذ حكم الله في الفاسدين .
لهذه الاسباب و غيرها تجد الحكومات الاردنية نفسها مجبره او مضطره او راغبة _ يا لحية المغصوب قاودي _و حريصة كل الحرص على تزوير الانتخابات النيابية و تعيين على الاقل 100 نائب تعيينا و تخبرهم بذلك مبكرا ليقوموا بواجب اظهار الزفة و بشكل احتفالي فرايحي لزوم اتقان المسرحية ” ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه ” وذلك لتضمن الحكومة منح الثقة الدائمة لها من اعضاء مجلس النواب المعينين على حساب حقوق الشعب الاردني المنكوب و وطنه المنهوب .
تترك هذه الحكومة او تلك 20 او 30 مقعدا في أحسن الاحوال بما فيها مقاعد الكوتا و المسيحيين دون تدخل ” نزاهة و شفافية ” من أجل ذر الرماد في العيون و خداع الشعب .
وقد يُطلب من هذه الحكومة او تلك ترك محافظة معينة تتبدل في كل دورة انتخابية ” دون تدخل ” وذلك لفحص الاوضاع المستجدة فيها و لمعرفة إذا كانت الافاعيل التي فعلوها طوال الفتره الماضية قد فعلت فعلها في الناس ام لم تفعل ؟ من أجل الاستمرار او التعديل على الخطط الشيطانية التي وُضعت لتغيير قيم المجتمع و مفاهيمه الاسلامية إلى قيم العلمانية او ما يعرف ب ” الجاهلية الحديثة ” و لمعرفة مقدار تأثير تلك الخطط على توجه القواعد الشعبية و اختياراتها ومدى قدرة تلك الخطط على زعزعة الثقة الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الاسلاميون .
يساعد الحكومة في تسهيل مهمتها في تزوير الانتخابات هيئة حكومية يرئسها وزير سابق يجاهر بالافطار في رمضان ويتحدى الله و رسوله و المؤمنين ولم يتخذ بحقه أي إجراء قانوني حتى الآن .
ويساعد الحكومة ايضا في تسهيل مهمتها في تزوير الانتخابات قانون الانتخاب الاعوج ” قانون الحشوات ” الظالم الجائر المقزم لحق الانسان الاردني المتمثل بابداء و تسجيل رأيه بكل اعضاء مجلس النواب المئة و الثلاثون اي انّ للمواطن 130 صوتا و الوطن دائرة واحدة .
أمّا ان يُحشر الاردنيون مرة بصوت واحد فقط و مرة بقائمة واحدة فقط ثم في دائرة واحد فقط فهذا ظلم كبير و عدوانا صارخ على الشعب و حقوقه ،ناهيك عن التقسيم الظالم الجائر للدوائر .
لكن الحكومة مستعده لارتكاب كل هذه الجرائم لتسهيل مهمتها في التزوير ولمنع وصول كتلة نيابية كبيرة ذات توجه واحد إلى البرلمان ، و يمكن تسمية ذلك سطو غير مسلح على حقوق الشعب الاردني .
تمارس الحكومات المتعاقبة جرائمها بحق الشعب الاردني وهي مرتاحة و مطمئنة ، ذلك لانها تعلم تمام العلم حدود ردة الفعل الشعبية او الهبة الشعبية او الغضبة الاردنية و ابعادها وهي واثقة من القدرة على اخمادها ، و يُلدغ الاردنيون من جحر الانتخابات مرتين و أكثر .
وهكذة تستمر الملهاة المأساة الاردنية إلى ان يأتي الوعد الالهي بالفرج .
ضيف الله قبيلات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى