
الشعب بين عواطف الملك وعجز الحكومة
على وقع صراخ وتباكي الشعب جاء وقع توجيهات الملك للحكومة بضرورة التخفيف عن الفقراء وضرورة المحافظة على الطبقة الوسطى، لكن المؤسف ان الحكومة ردت بنفس اليوم برفع الاسعار ثم بفرض ضرائب على الضرائب ووصل الامر بنائب ان يعلن ان صندوق النقد يفرض علينا اجراءات يجب ان نطبقها (لو بدنا نشلح المواطن) وهو امر ادركه الشعب منذ بدايات حكومة النسور لكنه كان (ىسترب تيز) غير متبادل تمارسه حكومات لا مشاريع لديها كي تشغِل الفقراء وتخفف من حدة احتقان المواطن ضد الدولة، بل هي حكومة منشغلة بالصراعت داخل مؤسسات الدولة واركان الصراع واضحة جلية.
تؤكد المعلومات ان راتب الوزير الأردني 5 الاف دينار لكنه عمليا يتقاضى 10 الاف دينار، اما ما يتعلق بالهيئات والمؤسسات المستقلة فقد باتت هي الاخرى اكثر من عدد الوزارات ورواتب مدرائها اضعاف الارقام المذكورة .
ما حاجة جدران مدارسنا المهترئة للكاميرات، ما حاجتنا لعشرات الموظفين في السفارات وهم عمليا لا يفعلون شيئا سوى قبض رواتب والحصول على امتيازات وجلها تُنهب نهبا من الموازنة التي تمولها جيوب الشعب .
نعم صدق احد وزرائك حين وصف الحالة وقال عفا الصّفا وانتفى يا مصطفى وعلتْ ظهورَ خير المطايا شرُّ فرسانِ فلا تَلُمْ شعبك المقهورَ، إنْ وقعتْ عيناكَ فيه، على مليون سكرانِ! قد حَكّموا فيه أَفّاقينَ ما وقفوا يوماً بإربدَ أو طافوا بشيحانِ .
انهم قد شلحوا عباءة حبهم للوطن، باعوا مقدرات البلد هربوا اموالهم وجهزوا حقائبهم ليتركوك والوطن ساعة وقوع المصيبة لا قدر الله، ان شعبك يا جلالة الملك يدرك حجم الضغوط الخارجية والتهديدات الاقليمية والداخلية، لذا فقد صبر على حمل يثقل كاهل الجمال، وهاهو اليوم مهدد بالعطش ان لم تمطر السماء، والجوع يكاد يلعق اخر اشكال الولاء فتدارك شعبك المكلوم من حكومات تفتقر للمهنية واكاد اقول للانتماء .
ذات يوم حاسبني اخي الاكبر لاني كتبت اسمك غير مقرون بكلمة (جلالة) وغضبت امي لغضبه، لكني اخشى ان امي ما عادت تعنيها الاسماء ان لم تسمع حكومتك لشكواها فأمي كبقية الاردنيات باتت مهمومة بأسئلة الحياة الصغرى الطعام والشراب والامان، بات يؤلمها ان ترى آمال اولادها تنهار، فحكومتك افسدت
عليها الحياة في اواخر ايامها.
ان الاعتراف بالاخطاء وبدء البناء على اسس من الانتماء والحرص على كرامة المواطن هو الحل من اجل تفادي المخاطر الكامنة، فنحن اعتدنا على وجودكم ملوكا ونحمل حبا لجلالة المغفور له الحسين يجعلنا نبادلك المحبة، ولكني يا سيدي ومن باب الحب اقول لا تدع حكومتك تركن الى ذلك (فالنمر يأكل اولاده اذا جاع) .
ايها الشعب الاردني العظيم بكل اطيافه واركانه يا من تحمل هم القدس وبغداد والشام، يا من قدمت الشهداء طواعية في الكرك واربد وما زلت تقدم اولادك قرابين في الركبان وعلى حدود الوطن، ادري انه ضاقت بك السبل مثلي لكن لا تنسى ان الله هو الرزاق فاصبر وصابر حتى يجد الله لنا مخرجا .