
على ذمّة هردبشت
هذا جزء من تقرير قدّمه راصد فضائي في سفينة قادمة من كوكب بعيد تدور حول الأرض وترصد ما يحصل فيها هذه الأيام .. يقول التقرير:
(.. والغريب عندهم أنّه رغم وجود منظمة كونيّة يسمونها هيئة الأمم المتحدة ، والكثير من الهيئات الدولية الأخرى ، بالإضافة إلى مؤسّسات مجتمع مدني كثيرة ، وجميعها تحكمها قوانين وأنظمة صارمة تدين الجرائم ضدّ الإنسانية (من إنسان ، وهي الكلمة التي يطلقها الكائن السائد هنا على نفسه) وضد المدنيّين ، خصوصاً الأطفال ، إلاّ أنّ هناك دولة واحدة تشذ عن هذه القوانين يسمّونها (إسرائيل).
هذه الدولة الغريبة التي يبدو أنها مستعمرة بشرية قامت مكان السكان الأصليّين ، رغماً عنهم وعن العالم أجمع ، تقطنها جنسيات مختلفة وأجناس بشرية متنوّعة من الأبيض والأسود والأصفر ، إضافة إلى أعراق أخرى مختلطة .. إلاّ أنّهم يدّعون بأنّهم شعب واحد من جدّ واحد وإثني عشر سبطا ، هم عشائرهم الأولى من قبل أربعة آلاف سنة .
هذه الدولة المتنوّعة الأعراق ترتكب جرائم يوميّة فاحشة ضدّ البشر ، وتقصف مناطق مأهولة بالسكان بشكل مكثف في منطقة تُدعى غزة ، وتقتل الأطفال والشيوخ والنساء بواسطة طائرات معدنية تنفث النار والدمار أو بــ زوارق من البحر ، ناهيك عن المدفعيّة والصواريخ الأرضية .. وقد التقطَت الكثير من الصور البشعة لمجازر الأطفال ، أرجو منكم أخذ الحيطة والحذر عند مشاهدتها حتى لا تنفجر أدمغتكم من القهر .
الغريب أنّ هذا العرق المزيّف يدّعي أنّه تعرّض إلى مجازر لا إنسانية قبل أكثر من خمسين سنة من شعبٍ أوروبي ، لكنهم ينتقمون من شعبِ آخر لا حول له ولا قوة ولا علاقة له بالموضوع .. تماما ، كأن يغزونا سكان كوكب ( يو.أي 22) مثلاً ويقتلون منا الكثير فنقوم نحن بتدمير كوكب آخر في مجرّة أخرى .. إنّها حالة لا أجد لها تفسيرا .
الغريب أيضاً أنّ أكبر دولة ويسمّونها أميركا ، قامت هي أيضاً عن طريق طرد سكان البلاد الأصليين وحلّت مكانهم ، تساند دولة إسرائيل وتدعمها ، وتمنع تطبيق القرارات الدولية عليها ، لأنّها الأكبر والأقوى والأكثر شراسة حتى الآن.
الأغرب أيضا ، أنّ دُولاً ، يزيد عددها عن العشرين ، أثبت تحليل الدم والعرق في مجسّاتنا الفضائية أنّ أبناءها ينتمون إلى العرق ذاته الذي يعيش في فلسطين ، إلاّ أنّ حكوماتها تقف عاجزة عن فعل أيّ شيء إزاء تلك الدولة الصغيرة المعتدية ، فيما جماهيرها تخرج في تظاهرات صاخبة تدعو لدعم الفلسطينيّين ، إلاّ أنّ الحكومات هناك أقوى من الجماهير بكثير ، وتتحوّل ( المظاهرات ) إلى مجرد نوع من الدعم المعنوي وبعض المادي.
سيّدي المشرف الكونيّ ،
أرجو أرسال راصد آخر ليحلّ مكاني لأننيّ عاجز عن احتمال رؤية هذه المجازر، وأخشى على نفسي من الانهيار العصبي أو الجنون .
من كتابي(هكذا تكلم هردبشت)الصادر عام2011



