
إذاعة حياة «أف أم»
عشر سنوات مرت أمس على تأسيس «إذاعة حياة أف أم»، وما زالت هذه المؤسسة الإعلامية تبدع وتقدم المزيد وتحظى بشعبية كبيرة ومتنامية.
عملت في برنامجها الصباحي منذ عامين وأذهلني حجم قبولها لدى الجماهير المتنوعة والمنتمية لكل السيقان والجذور الفكرية.
وسطيتها واضحة فهي تقدم الخطاب الإسلامي البعيد عن التشنج، كما أنها تقبل الجميع بروح هادئة حريصة على زرع بذور التوافق والاتفاق.
جمهورها خير رقيب عليها فهو دقيق في الاستماع عليها يلاحظ ويدون ويتصل ليعترض وبذلك كانت الرقابة عميقة ومتنوعة واحتاجت لتوازن إبداعي نجحت فيه إذاعة حياة أف أم.
أجمل ما في إذاعة حياة أف أم أنها ترسم المسافات المتساوية مع الجميع ما جعلها أكثر احتراما لدى النخبة وأكثر يقينا عند الجماهير.
الحكومة تتعامل معها بروح رياضية وتقبل نقدها ربما بسبب جماهيريتها أو بسبب طريقة طرحها الموضوعي في الثناء والاعتراض.
أما المعارضة فقد تفاعلت مع «إذاعة حياة أف أم» وقبلتها وتدربت معها على الاعتراض الموضوعي البعيد عن الشخصنة والمفارق لمنطق «الاعتراض على كل شيء».
حياة أف أم حالة جماهيرية تستحق أن تدرس من قبل الاتجاهات الملتزمة فقد قدمت خطابا جعلها مقبولة لدى الخصوم قبل المريدين وهذا سر نجاح وبقاء أثيرها.