
خبر عاجل وحصري
على امتداد ليلة الامس وعلى وقع الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل حكومة دولة الدكتور هاني الملقي تلقيت ما يقارب من اكثر من خمسين خبر عاجل يتحدث عن رحيل الحكومة.
المصيبة ان كل الاخبار العاجلة التي كانت تتناقلها صفحات الفيس بوك كانت تعنون من مصادر موثوقة فتم تبديل رئيس الوزراء وتعين غيره لاكثر من مرة وعقد اجتماعات وندوات وتنبيهات وكل ذلك في غضون ساعات كثيرة.
الغريب ان صديقي المنطاد انجرف خلف الاخبار وبدا يرشقنا بالحصري والعاجل وهو جالس في البيت ولم يخرج ولم يشارك حيث انه غير الحكومة اكثر من سبع مرات وفق مصادرة الموثوقة ..
والاهم من ذلك وحين انجلى الليل وظهر الفجر تبين ان دولة ابو هاني كان جالسا في بيته في عبدون يتابع الاخبار ووزير الاعلام كان دخل وسكر الباب وراه ووزير المالية لا من ثمه ولا من كمه لتصبح كل الاخبار العاجلة مجرد هلوسات الكترونية.
لقد سبقنا كل القنوات الفضائية التي كانت تتابع الواقع الاردني وكل محطات التلفزة وكل الصحف وكل الصحفيين في نقلنا لاخبار عاجلة ليس لها اساس من الصحة فلماذا؟
لماذا وصلنا الى مثل هذا الهذيان والتشتت الاعلامي الذي اربكنا .وجعل الجميع يتناقلون اشاعات كبيرة ربما ستضر بنا اكثر دون قصد ولماذا يغيب الخطاب الاعلامي الرسمي عن مثل هذه الاحداث حتى صار الناس يستمعون الى اخبار الاردن من بلدان اخرى واعلام اخر ويميلون الى تصديقه خصوصا ان تلفزيون الميرمية في غمرة الاحداث لا زال يعيد بث برنامج ينزع صباحك ويغير نهجه ليتحدث عن فوائد الحلبة والقيصوم .
لا شك ان التجربة الاخيرة التي مر بها البلد باتت تجعلنا اكثر يقينا اننا بحاجة الى اعلام رسمي شفاف فكل مصائب الحكومة وعدم ثقة الناس بها كانت نظير عدم ثقة الناس باعلامها وعدم قدرة هذا الاعلام على الترويج لسياساتها والدفاع عنها .
وما حدث من احتجاجات واسعه كان اهم اسباب استفزاز الناس فيها هو تصريح واحد لمعالي وزير الاعلام اشعل الدنيا فوقاني تحتاني وكاني به لا زال يتبنى نظرية المؤامرة والاجندات وهي غادرت كل العقول ولم تبقى الا في عقول بعض الفاشلين من اهل الرياضة.
ومما لا شك فيه ايضا ان الصمت الحكومي عما يدور بات يثبت ان هناك ارباكا حكوميا في المشهد وعدم القدرة على مواجهة الناس حتى ان التصريحات يجب ان تحسب بدقه قالشعب واقف على الدقرة والاعلام واقف على الدقرة فالذي نراه من الاعلاميين المؤثرين على صفحات التواصل غير ما نقراه عبر اوراق الصحف.
كل حكوماتنا التي مرت لم تستطع ان تخلق اعلاما موثوقا لا مقروءا ولا مرئي ولا مسموعا وكانها وكما كنا نقول سابقا تريد وطن بلا اعلام فان ارادت الاعلام فانها تريده بلون وشكل واحد ورائحة واحده ..
وحتى اذا ما رياناه اعلاميا واحدا بات مصدر ثقة للناس بدل ان تستفيد منه الحكومة باتت تصادر حريته بالتعبير والكلام والراي والراي الاخر…يعني فش حد راضي يفهم شو بدكم.
نعود الى قصة الخبر العاجل ..وعمليات التصوير والبث المباشر للاحتجاجات التي ازمت الموقف اكثر واستفزت الناس اكثر بل عمقت الشرخ بين الحكومة والشعب ونقول لدولة الدكتور الملقي ومن سياتي بعده.
الزمان تغير وتكميم الافواه لم يعد مجديا فالفضاء المفتوح بات مفتوحا للجميع لكن ان اردت خطابا اعلاميا مقنعا للجميع ما عليك الا ان تنظر الى واقعنا الاعلامي الرسمي المزري وتبحث اسباب فشله وبالتالي ستجد ان خطاب السبعينات انتهى وخطاب الثمانينات انقرض قبل السبعينات ونحن في زمن لم يعد يخفى فيه شيئا وانتم في نفس الوقت لا زلتم تضعون في خواصرة اشخاص لا يحسنوا بعد الضغط على ازرار الكيبورد ومن مواليد 1913 ..
اخيرا وبما اننا في زمان الاخبار العاجلة السريعه خذلك هالخبر العاجل…علمت ومن مصادر موثوقة .انكم بلا شك راحلون عن الدوار الرابع …وسط غضب شعبي عارم .. فيا رايح كثر ملايح.

