
القادم اعطل …
بالامس طالعتنا الاخبار ببشرى جميلة زفها رئيس وزراء لبنان سعد الحريري الى شعبه بان لبنان سيكون بلدا نفطيا خلال العام القادم.
وقبل ذلك اعلنت مصر انها ستحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز خلال العام القادم فيما كانت سوريا التي تعاني من ويلات الحرب تعلن ان هناك اكتفاء ذاتي بالقمح لديها رغم ارتفاع الاسعار ورغم الحرب وويلاتها.
في المقابل يزف رئيس وزرائنا الاكرم الدكتور هاني الملقي اخبارا مفرحة للشعب بانه سيتم رفع اسعار المشتقات النفطية كاملة ويحملنا جميلة بتثبيت سعر جرة الغاز ومن ثم يعلن ان العام القادم سيكون صعبا وعلينا ان نتحمل .. ولكن القادم اجمل . وللان كلما اطل علينا عام نسمع بان القادم اعطل وليس اجمل ..
على امتداد عمري ومنذ الصف الاول وانا اسمع بغاز الريشة وحقل غاز الريشة ويبدو انه حين كبرنا اكتشفنا ان الغاز طار مثل الريشة كما اننا وعلى امتداد اعمارنا نسمع بالصخر الزيتي وبان الحكومة ستستخرج الصخر الزيتي وللان تم عصرنا ولم يعصر الصخر كي ينتج بترولا اذا ما علمنا انه تم طرح العطاء وتلزيمه قبل سنوات ومن يومها الى اليوم لم نرى نقطة واحدة.
الغريب في الامر ان الحكومات دائما تشيد بتوجيهات الملك وتعتبرها خارطة طريق للاصلاح ومن ثم تعلن ان جلالته لم يتقاضى راتبه من خزينة الدولة منذ ما يقارب ستة سنوات وهو الملك ..ومن هنا سنبدا.
كل ما كتبناه عن الغاز ورفع اسعار المنتجات والغلاء لا يهمنا فهو لا بد الا انه يدفع باتجاه البقاء في الاحلام السعيدة لكن بما ان راس الدولة وقائدها ومليكنا الذي نحب ونثق ونفتديه قدم لنا رسالة واضحة من خلال عدم استلام مستحقاته المالية لما لم نقراها جيدا.
بدل رفع الاسعار والتضييق على الشعب وخنقه وتشليحة حتى الجرابات، كان الاجدر بالحكومة ان تقتدي بجلالته فتوقف مياومات ورواتب اصحاب المعالي لمدة عام طبعا مع رئيس الحكومة.. فالملك الذي هو قدوتنا بادر فلمَ لا نتبع.
ومن ثم يتدافع النواب الاكارم والاعيان ايضا ليوقفوا رواتبهم لمدة عام مع ايقاف رواتب التقاعد لكل اصحاب السعادة والمعالي وبعدها سيتم تسديد العجز فالايقاف لم يضر جيوب معاليهم وسعادتهم واصحاب الدولة منهم قيد انمله .
كان الاجدر بالحكومة وهي التي اعلنت فشلها بتحصيل مبلغ 450 مليون دولار لتغطية العجز ان تعيد النظر بسلسلة رواتب التقاعد المرتفعة اصلا وان تعيد النظر بازدواجية المهنة…وازدواجية الرواتب لان اصحاب الذوات اعلاه هم الموكول بهم اصلاح اقتصاد البلد لا اصلاح جيوبهم وهم اصحاب ازدواجية وثلاثية ورباعية المهنة .. واصحاب الالف راتب تقاعدي .
الملك لم يتسلم مستحقاته .لانه يدرك حجم الضائقة . والحكومة اول من تتسلم هي والنواب والاعيان وكبار السحيجة في البلد من ابواق وما شابه ذلك من هبات ودعم من فوق الطاولة ومن تحتها.
سايق عليكم النبي يا حكومة من الرئيس حتى الوزير هل يوجد احد فيكم يحتاج راتبه او يمكن ان يؤثر ايقاف راتبه على حياته الشخصية .وهل يوجد رئيس وزراء سابق يحتاج راتبه التقاعدي .
. وسايق عليكم النبي يا حكومة وبعد اعلان فشلكم هل يمكن نستغني عن تشليح المواطن لو اقتدت حكومتنا بالملك واقرت قانونا يلغي الامتيازات ما بعد الوزرنه واثناءها فما يمكن ان يتم توفيره من تقاعد الوزراء واصحاب الدولة وبعض الكبار الذين يتقاضون اكثر من راتب فلا شك اننا سنحقق الوفر وسنحقق رفدا ماليا للخزينه يمكن ان يغطي العجز السنوي .
الملك تنازل عن مستحقاته فلم نسمع بالخبر الا بعد سنوات بينما دولة الرئيس اكتشف تهربا ضريبا حين كان يتخفى بقيمة 20 دينار قامت الدنيا ولم تقعد وربما يصبح الامر يدرس في مناهج الدراسة بعنوان مآثر الريس في مسك المتلبس.
جلالة الملك يطالب بالتخفيف عن المواطن في كل لقاء وكل خطاب وكل تصريح بينما الحكومة تعمل عكس عكاس بدل التخفيف تزيد الحمل وبدل مد اليد الى الجيب تقوم بالتشليح حتى اصبح المواطن طرزان .
خلاصة الامر نحن لا نريد مساعدات ولا نريد ان يمن علينا احد كذلك ونحن لا نريد ان نسمع قصص اليسا في بلاد العجائب ولا عنتريات بقول تموت الحرة ولا تاكل بثدييها… كل ما نريده فقط منكم اقتدوا بالملك سنه الى سنتين … ورح تعرفوا ان الفرق كبير.ا