[review]أرشيف
أتساءل لو لم يكن هناك فقراء في الدنيا، هل كان هناك ضرورة لوجود الإسكافي ؟..تراه هل يمتعض عندما تعد الحكومات شعوبها بأنها ستقضي على جيوب الفقر؟..وتنفرج أساريره عند تتعثر السياسات التي تضعها الحكومات لذلك، ويقبل يده «وجه وقفا» عند زيادة مديونية الدول ويرتفع سعر البترول عالميا ، وتتآكل الرواتب ..ليظل محاطا بهالة من الفقر والفقراء، وليظل هو الراعي الرسمي للخطوة التي تسبق الألف ميل.هل الاسكافي هو صناعة الاستعمار؟.
بالأمس كنت في زيارة عند إسكافي أخصائي «كعب ، ونعل وكندرة” حاصل على بورد التصليح من شارع السينما والزمالة من على باب الباله…وذلك لأغرس ضرسين من المسامير في الفك السفلي للحذاء ، فنحن «آل طفران»، نعرف كيف نبتز الغرض جيدا، وكيف نخضعه لدورة استتابة قبل أن نودي به الى التهلكة..فإذا فتق جانبه رتقناه..وإذا اهترأ من الداخل ، اشترينا له «ضبانا»، وإذا كسر كعبه جبرناه ، وإذا انقسم نعله ،استبدلناه .. وإذا ما تغير لونه، صبغناه..وإذا ملنا وعافنا استهديناه وراضيناه الى أن يستحيل الحذاء قطعة «كاوشوك»..وقتئذ خبأناه «لتلقيط الزيتون” وقذف القطط العاقة.
بالأمس كاد دخان الخبر أن يخرج من أذني ، عندما سمعت من أحدى محطات (الأف أم ) أن شركة تصنيع أحذية في ولاية ويسكونسن الأمريكية، قامت بتصنيع حذاء خاص بالرئيس الأمريكي جورج بوش ، فور إعلانه زيارته للولاية..وذكر الخبر أن 130 عاملا قد قاموا بتصنيع حذاء الرئيس في يوم واحد ،في حين أنه يلزم حوالي اسبوع لتصنيعه حسب الطلب ..هذا وقد كتب على نعل الحذاء (صنع خصيصا للرئيس بوش)..كي لا يختلط بأنعال أخرى إذا ما اضطر الرئيس لخلع نعليه في حال مشاركته في «عزاء” أو كتب كتاب..
عندما سمعت الخبر كانت يدي على خدي بينما يد الاسكافي في نعلي..قلت للإسكافي إذا كان عدد المصنعين 130 فكم عدد (الماسحين) إذن؟؟. عندها رمى فردة حذائي في حضني وقال هاربا من الإجابة «ربع نيرة»..
الغريب ، عندما نظرت الى الإسكافي وجدته فعلا «حافي»…
ahmedalzoubi@hotmail.com
احمد حسن الزعبي
* من ارشيف الكاتب
